بعد خسارة روسيا لصفقة الـ"ميسترال".. مصر تتصدر اهتمامات العالم
تصدرت السفينة الحربية الفرنسية "ميسترال" عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، وتسابقت الدول على شرائها؛ نظرًا لإمكانياتها الفائقة التي جعلتها تتميز عن نظيراتها، حيث تستطيع حمل نحو 450 فردًا، كما تبلغ حمولتها 22 ألف طن، وتبلغ سرعتها القصوى نحو 35 كيلو مترا في الساعة.
وتتميز "ميسترال" بقدرتها على حمل سفن بحرية خفيفة في غرف خاصة مزودة بالماء إلى جانب قدرتها الأساسية على حمل عدد من الطائرات المروحية، وعربات ناقلة للجنود، فضلًا عن عدد من المركبات والمدرعات البرمائية والبرية، وتسلحها بنظام دفاع جوى مما يجعلها جيشا متنقلا على سطح البحر.
ومن أبرز الدول المتسابقة لشراء هذه السفن؛ الهند وكندا وماليزيا والنرويج والبرازيل وتركيا وأستراليا وسنغافورة والسعودية والإمارات العربية المتحدة وجنوب أفريقيا ومصر وروسيا، وكان للأخيرتين قصة جعلتهما تتميزان عن باقي الدول.
وكانت روسيا قد أبرمت بالفعل صفقة مع فرنسا، بشأن الحصول على سفينتي "ميسترال"، وأثارت هذه الصفقة جدلًا واسعًا باعتبارها تمثل تحديًا واضحًا من فرنسا لدعوات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لإبعاد الحاملتين عن أيدي روسيا، بسبب العقوبات المفروضة على موسكو بشأن أزمة أوكرانيا.
واتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي فرانسوا هولاند، على فسخ العقد الموقع بين الطرفين، وذلك بعد أن رفضت باريس تسليم السفينتين باعتبار أن الأوضاع السياسية الراهنة غير ملائمة لتنفيذ الصفقة، في إشارة إلى الأزمة الدبلوماسية بين روسيا والغرب على خلفية استمرار النزاع المسلح في أوكرانيا.
وقال مصدر روسي رفيع المستوى إن فرنسا أعادت إلى روسيا 900 مليون يورو بعد إلغاء الصفقة، موضحًا أن هذا المبلغ متكون من الـ800 مليون يورو، التي دفعتها روسيا مباشرة في إطار العقد الخاص بتوريد حاملتي المروحيات، الذي وقعه الطرفان في عام 2011 (وبلغت قيمته 1.12 مليار يورو)، بالإضافة إلى مبلغ 100 مليون يورو إضافية، تعويضا عن النفقات الروسية على تطوير مروحية "كا-52 كا" التي صممت خصيصا لـ"ميسترال"، وتدريب خبراء روس على قيادة السفن من هذا الطراز، وبناء مرساة مخصصة للسفينتين في ميناء فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي.
وطبقًا لشروط العقد، فإنه يتعين على فرنسا أن تبلغ الجانب الروسي بهوية المشتري الجديد، وفي حال لم تبد موسكو تحفظات على الصفقة، سيتمكن الفرنسيون من توريد السفينتين إلى الخارج.
ومن روسيا انتقالًا لمصر، كان لمصر النصيب الأكبر من اهتمامات الصحف الأجنبية بشأن هذه الصفقة، حيث ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن المفاوضات بين باريس والقاهرة وصلت إلى مرحلة متقدمة، واعتبرت أن الجانب المصري قد يستخدم السفينتين لإجراء عمليات في اليمن وليبيا.
وعلق دميتري روجوزين نائب رئيس الوزراء الروسي على احتمال شراء مصر سفينتي "ميسترال"، قائلًا إن هذه المسألة تعد من الأسرار التجارية، ونصح الصحفيون بالتوجه إلى مسؤولين فرنسيين للحصول على التعليقات.
وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه فى حال أتمت مصر الصفقة، ستكون قادرة على حشد قوة في واحدة من أكثر مناطق العالم توترًا، الأمر الذي يدعم جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى في مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.
فيما قال موقع "ديبكا" الإسرائيلي إن إجراء الصفقة بين مصر وفرنسا سيكون من أهم الخطوات حتى الآن من أجل إقامة قوة بحرية إقليمية مشتركة أمام الأسطول البحري الإيراني بالبحر الأحمر والمتوسط والخليج، مشيرة إلى أن مركز هذه القوة البحرية سيكون مصر والإمارات والسعودية.