تسمم مرسي داخل محبسه.. "إشاعة وضيعة غير قابلة للتصديق"
اعتاد الإخوان على ترويج الشائعات، سعيا وراء تحقيق مصالح التنظيم وبعض المكاسب السياسية، وتنفذ الجماعة هذه الإستراتيجية هذه المرة استنادا على تغيب المعزول "محمد مرسي"، عن جلسة محاكمته الأربعاء الماضي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر مع قطر".
وتداولت صفحات جماعة الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الترويج لشائعة تسمم "مرسي" داخل السجن، الأمر الذي نفته بعض المصادر الأمنية بقطاع السجون التابع لوزارة الداخلية، مؤكدة أن الحالة الصحية لمرسي مستقرة.
وبعد أن اختلق عناصر التنظيم أكذوبة التسمم، اتجهت إلى الرد عليها، فحمل جمال حشمت، الإخوانى الهارب خارج البلاد، السلطة المصرية المسئولية الكاملة عن حياة المعزول كونه في حوزتها.
وناشد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الأمم المتحدة وكل دول العالم تحمل مسئوليتها وتشكيل فريق من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بزيارة المعزول.
وفي ضوء ذلك، اعتبر عدد من الخبراء السياسيين والإسلاميين، هذه الشائعة استمرارً لخيبة أمل الإخوان، وأنهم لم يعدوا يمتلكوا غير هذه النوع من الأسلحة التي وصفوها بأنها وضيعة ومتدنية المستوى.
قال سامح عيد، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن خروج الشائعات بهذا الشكل من منابر جماعة الإخوان أمر ليس بالمستحدث أو الجديد عليهم، إنما هذا هو نهجهم الذي يسيرون عليه، وكان آخر هذه الشائعات المتعلقة أيضًا بالمعزول محمد مرسي والتي تفيد بأنه سيتم إعدامه في عيد الفطر، وهو ما لم يحدث.
وذكر أن هذه الإشاعات ستظل تتردد بين الحين والأخر، سواء كانت لها علاقة بمرسي أو قيادات الجماعة المحبوسين، موضحاً أن الهدف من هذه الإشاعات هو إثارة الرأي العام العالمي ومناشدة الدول بشكل مكثف بحجة حقوق الإنسان والانتهاكات التي يتعرضون لها داخل السجون، وذلك من أجل تخفيف أحكام الإعدام.
وأضاف عيد، أنهم كذلك يستهدفون إحداث حالة من الزخم المستمر، بالإضافة إلى محالة إلهاب حماس أعضائها، مستبعدا أن يحدث للرئيس المعزول أي سوء داخل السجون، حيث يتم تأمينه بشكل جيد وعليه رقابة مشددة.
وأوضح جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن هذه النوعية من الشائعات غير قابلة للتصديق، فأي سجين سواء كان رئيسا سابقا أي مواطن عادي، يتم تأمينه على مستوى عال، وهناك اهتمام كبير بأوضاعه الصحية.
وأكد أن الشائعات أصبحت سلاح الإخوان الذي لا تملك غيره، لإثارة الشك في السلطات المصرية، وكذلك في سلطات الحبس لإظهارها بأنها غير قادرة على حماية المسجونين، بالإضافة إلى رغبتهم في جذب الانتباه إليهم وإلى مرسي وأنه لا يزال موجوداً ومهماً.
وأوضح أن هذه الشائعات لن يكون لها أي أثر أو مردود دولي، فهي إشاعة خبيثة ورديئة في مضمونها، ووصول الإخوان لهذا المستوى من التدني، يعني وصولهم إلى الدرك الأسفل.
وقال قدري أبو حسين، رئيس حزب مصر بلدي، إن الهدف مما تردد حول تسمم المعزول محمد مرسي داخل محبسه، هو إثارة البلبلة في المجتمع والرأي العام الدولي، واستثارة أعضائها بشكل أو بآخر، مشيراً أننا نشهد حالياً حرباً من الشائعات.
وأشار إلى أن التكذيب من قبل جهات الأمن المختصة ووزارة الداخلية ونفي هذا الخبر يقضي على تلك الإشاعة تماماً، بالتالي لن تأتي مطالبهم بتدخل مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو غيره بفائدة.