فتوى اليوم: ما حكم عدم غض البصر في نهار رمضان؟
تعد نعمة "البصر" من عظيم النعم التي أنعم بها الله على الإنسان، لكن الله أمرنا في كتابه وسنة رسوله بـ"غض البصر" عن المحرمات التي تعد من الفتن الكبيرة، ويتعرض لها الإنسان طوال حياته.
الدكتور شوقي عبد اللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف، أكد أن غض البصر أمر إسلامي وأساس ديني مصداقًا لقوله تعالى في سورة "النور": "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"، أي عدم النظر إلى ما حرم الله، وهو أمر مطلوب من المرأة والرجل.
وأضاف، أن معناه ليس غض الرجل النظر إلى المرأة فقط ولكن عن كل ما حرمه الله ونهى عنه، مشيرًا إلى أن الاستمرار في مد البصر إلى المحرمات هو سهم من سهام الشيطان يأخذ صاحبه إلى طريق الضلال والغواية، والرسول نهى عنه قائلًا: "لا تتبع النظرة النظرة".
وتابع، أن غض البصر في رمضان أولى وأحق لأن الصائم لا يصوم عن الطعام والماء، لكن يجب أن يصوم عن كل ما حرمه الله، فحين ينظر المسلم إلى المحرمات وأمعن النظر وكانت نتيجة تلك النظرة هي إثارة الشهوة لديه فإن صيامه باطل وعليه بالكفارة.
وأشار إلى أنه إذا نظر الصائم إلى شيء محرم ولم ينجم عن تلك النظرة إثارة الشهوة لديه فهو ليس بـ"فاطر"، ولكن صيامه وثوابه منقوص وليس كامل مثلما أراد الله، فضلًا عن ارتكابه لما حرمه الله، فلم تسقط عنه فرضية الصيام ولكن الثواب منقوص.
وأكد على أن الصوم الحقيقي هو أن يصوم الإنسان عما نهى الله عنه، ويصوم عن الشهوات والجوارح، فالعين لا تنظر إلا لما أحله الله.. واليد لا تفعل إلا ما أحله الله.. والقدم لا تسعي إلا إلى ما أحله الله.