«الإعلام الذى نريده «3»
أستكمل حديثى حول المشهد الإعلامى الراهن والمتناقضات التى تواجه المتلقى، حيث يجد حالة من البلبلة والتخبط والارتباك وسيل من الشائعات هنا وهناك والتى لا يدرى أيها الصحيح وأيها الكاذب وسيل من القنوات المدسوسة والمضللة للرأى العام التى تتبع مخطط تدمير الوطن وتخريب مصر، أنا أقف مع الحرية فى وسائل الإعلام لكننى لا أوافق على الفوضى الإعلامية التى تساعد فى تنفيذ مخطط إسقاط مصر عمداً وبأموال طائلة، تغدق على الذين يبيعون ضمائرهم ووطنهم، إننا الآن فى حالة حرب، ولا ينبغى أن نترك الفوضى دون أن نحاول أن يكون لدينا إعلام يتولى مسئولية الوطن، ويكون صوتاً لثورة الشعب المصرى الحاشدة فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ويحارب الإرهاب ويأخذ بيد مصر صوب التقدم والتنمية وتحقيق أحلام الشعب المصرى، إن فى دستور ٢٠١٤ توجد ٣ مواد تضمن حرية الإعلام لكن هناك مادة تبيح الرقابة فى حالة الحرب وفى حالة التعبئة العامة، أى أن هذه المادة متاحة للسلطة فى الدستور ، لكننى هنا لا أطالب بالرقابة على الإعلام بل أرفضها تماماً، لكن أقول للإعلاميين اتقوا الله فى ضمائركم وفى كلماتكم وفى مناقشاتكم وفى إثارة الرأى العام بغية الإثارة حين يكون ذلك ضد أمن مصر القومى.
لكننى أيضا أطالب بوزارة إعلام أو هيئة إعلامية تواكب ثورة ٣٠ يونيو، وتثبت أقدامها، ان فكرة انشاء وزارة للإعلام فى مصر نشأت بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ بسبب الحاجة إلى إعلام يروج لها ويتبنى أفكارها ومبادئها التى قامت من أجلها، كان ذلك إذن بدافع الضرورة والحاجة إليها، وعندما قامت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ بدأت أصوات تتعالى لإلغائها لأن مصر ليست فى حاجة إلى وزارة للإعلام، وأن وزارات الإعلام ليست موجودة فى الدول المتقدمة التى بها حريات ، لكن أيضاً لو عدنا إلى تاريخ وزارة الإعلام لوجدنا أنها كانت صوتاً لثوره يوليو ١٩٥٢، كانت تعمل على تثبيت مبادئها وكانت من أهم عوامل إلتفاف الشعب حولها وبث الأخبار المتعلقة بالدولة وإذاعة الأغانى والأشعار الحماسية التى تقوى الشعور الوطنى الذى تصاعد معها، الإعلام كان إحدى أدوات تثبيت الثورة فى وجدان الشعب وإذكاء الروح الوطنية وشحذ الهمم، وأذكر القارىء بنبذه عن نشأة وزارة الإعلام، فسنجد ان تاريخ وزارة الإعلام فى مصر تم لأول مره بإنشاء وزارة خاصة لشئون الإعلام والاتصال فى نوفمبر ١٩٥٢، وأطلق عليها حينذاك وزارة الإرشاد القومى، ثم تغير اسمها إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومى، ثم عادت مرة أخرى إلى اسم وزارة الإرشاد القومى.
واستمر هذا الوضع حتى ١٩٧٠، ثم مع حدوث متغيرات عديدة ظلت الوزارة تضم قطاعين معاً هما الإعلام والثقافة إلى أن صدر قرار جمهورى سنه ١٩٨٢، فتم فصل الوزارتين وأصبح الإعلام مستقلاً باسم وزارة الدولة للإعلام، حتى أصبحت وزارة مستقلة بذاتها، لها استقلالها فى النواحى الإدارية والقانونية والتشريعية، ومع وجود متغيرات جديدة تم إلغاؤها بعد ثورة الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ إلى أن تم التفكير فى عودتها مره أخرى مع تصاعد فوضى الإعلام واستخدام وسائل الاتصال والإعلام والتواصل لبلبلة الرأى العام ولتشويه الوطن وإضعاف الدولة المصرية ذاتها.. وللحديث بقية.