رسالة حب
فتوح الشاذلي يكتب...المرجفون في المملكة
بعد عواصف سلمان المتتالية والتي بدأت بعاصفة الفجر «1» ثم تلتها عاصفة الحزم ثم عاصفة الفجر «2» دخلت السعودية مرحلة جديدة من تاريخها، وأصبح سلمان هو المؤسس الحديث للمملكة.. ففي 100 يوم رسم سلمان مستقبل المملكة لـ 100 عام قادمة.
ولأن ما حدث كان زلزالاً مدويًا.. ولأن انتقال الحكم وترتيبات الـ 100 يوم جرت بهدوء لم يتوقعه أحد.. ولأن المملكة كانت بعيدة من ثورات الربيع والخريف العربي التي بدلت أحوال العديد من البلاد العربية ودفعت بعضها نحو مصير مجهول.. لأن كل هذا حدث بحكمة وحزم.. خرج المرجفون في المملكة من جحورهم محاولين العبث والنيل من أمنها وسلامتها.
كانت البداية بحرب شائعات انتشرت بقوة لتنال من ولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي بزغ نجمه في الأيام الأخيرة.. قاد حملة الشائعات على تويتر الشخص المتخفي تحت اسم «مجتهد»، حيث أشاع أن الأمير محمد بن سلمان تزوج منذ أيام وسافر إلى فرنسا لقضاء إجازة الزواج، ونسج «مجتهد» حكايات من الخيال حول الزوجة الجديدة وسفرية شهر العسل مهاجما الأمير الشاب بأنه فعل فعلته هذه في ظروف الحرب التي تخوضها المملكة ضد العصابات الحوثية.. وتحدث أيضا عن ترتيبات القصر التي وضعها بن سلمان قبل سفره.. واضطر ولي ولي العهد إلي إصدار تصريح رسمي من مكتبه ينفي فيه خبر زواجه من الأساس ويؤكد أنه لم يتزوج ولم يسافر في شهر عسل، وبالتالي لم يكن هناك أي ترتيبات في قصر الحكم.
وكانت الشائعة الثانية التي روجها المرجفون في المملكة حديث الرئيس الأمريكي أوباما لصحيفة أتلانتك والذي حذر فيه من امتلاك السعودية لبرنامج نووي، حيث قال لا فض فوه إن السعي المحتمل للسعودية ودول الخليج لامتلاك برنامج نووي خاص بهم سيكون من شأنه إضعاف علاقتهم بالولايات المتحدة، وأن إيران لن تمتلك النووي، وأنه ـ أي أوباما ـ المسئول عن ذلك. وقصد المروجون لهذه الشائعات إلى إضعاف المملكة في قضية البرنامج النووي الإيراني.
ولهؤلاء أقول: ربما كانت هذه التصريحات تكتسب أهمية كبري في عهد الملك السابق.. أما في عهد سلمان فإن الأمر مختلف لأنه ـ أي سلمان ـ تعامل مع الولايات المتحدة بالطريقة المثلى.. فمثلاً أخطرها بعاصفة الحزم قبل الضرب بساعات باعتراف رئيس أركان الجيش الأمريكي، ورفض الذهاب إلى كامب ديفيد رغم الترتيبات الأمريكية للاحتفاء به وتحديد مقابلة خاصة مع أوباما قبل بدء القمة.. هذا هو سلمان.. أما أوباما فمازال يتحدث عن «وعد شرف» بعدم امتلاك طهران للنووي.. ويبدو أن الرئيس الأمريكي لا يعرف أن علاقات الدول لا تعرف ما يسمي بـ «كلمة شرف» أو «وعد شرف» وأن هذه العبارات ربما تصلح في العلاقات الأسرية بين أوباما وزوجته ميشيل وأولاده وأيضا أصدقائه.. وأن الحديث عن الأمور الاستراتيجية بهذا الشكل هو أمر لا تقبله الدول الكبرى ولا حتى الصغري.
وانتقل المرجفون من الشائعات والأقاويل إلى الأفعال والجرائم، وكانت فعلتهم الشنيعة التي استنكرها العالم تفجير مسجد القديح الذي راح ضحيته 21 مصليا.. كان الهدف من هذا الفعل الجبان هو إثارة الفتنة بين السنة والشيعة لضرب استقرار المملكة.. ولكن ماتت الفتنة وعبرت البلاد المحنة.. لأن الله هو الذي تعهد بحماية هذا البلد الآمن.