مأساة طفلة أجبروها على ارتداء الحجاب «٢»
استكمل حديثى حول مأساة حدثت لطفلة مصرية عمرها احد عشر عاماً، حيث قيدها بالسلاسل الحديدية بداخل المنزل مجرم متخلف هو فى حقيقة الأمر أبوها، لكنه لا يمت للإبوة بصلة، وذلك لمدة عامين لرفضها ارتداء الحجاب، ثم قامت الشرطة بتحريرها من براثنه بعد تلقيها بلاغاً من شقيقتها، الى هنا والجريمة التى حدثت وكتبت عنها لابد أن يرفضها أى إنسان لبشاعتها وقسوتها، كما كتبت مناشدة ذوى الضمائر للتدخل لدعم الطفلة ورعايتها وإعداد حياة طبيعية لها، وفوجئت بسيل من تعليقات وإيميلات ومكالمات تستنكر وتدين مثل هذا السلوك البربرى، بدعوى الدين، من القراء ممن نددوا بالجريمة الغريبة والمشينة فى آن واحد، لكن إلى جانب القراء الذين اعتز بهم فرداً فرداً والذين انضموا لصوتى فى المطالبة بتشديد العقوبة فى حالة العنف المنزلى، إلا أن الجهات المنوطة والمسئولة عن الطفولة فى الدولة لم تقدم أى مساعدة أو فعل ملموس لدعم الطفلة والمطالبة بالتصدى للعنف الأسرى الذى تنتج عنه طفولة مدمرة نفسياً ومعنوياً.
لهذا أطالب المجلس القومى للطفولة والأمومة بالتحرك لمساعدة هذه الطفلة المقهورة، والبحث لها عن مكان آمن بعيداً عن هذا البربرى الذى أجد نفسى رافضة لإطلاق كلمة أب عليه، أى أب هذا؟ وأى وحشية أن يقيد فلذة كبده بالسلاسل الحديدية لأنها ترفض ارتداء الحجاب، قلبى معك يا ابنتى على حجم العذاب والقهر الذى واجهتيهما بشجاعة.
وأطالب وزير الأوقاف بِحّث الدعاة والأئمة على دعوة الآباء والأهالى بحسن معاملة بناتهن، وإكمال تعليمهن واحترام حقوقهن كمواطنات المستقبل، كما أطالب الدعاة فى خطبة الجمعة بإظهار مكانة المرأة التى كرمها الدين الإسلامى، والتى تستحق إعطاءها حقوقها كاملة بشكل مساوٍ للرجل، كما أطالب الأزهر الشريف بإعلاء شأن المرأة وتطهير المناهج من المعلومات المغلوطة والأفكار المتطرفة، لأننا فى حالة خطر لتدمير الشخصية المصرية وبث مفاهيم التطرف والعنف.
إننا نواجه عمليات وسلوكيات لخلخلة المجتمع المصرى واستهداف المرأة ونشر الأفكار المتطرفة تحت غطاء الدين، وإجراء عمليات غسيل مخ تحت مسمى الدين تسفر عنها جرائم مشينة وسلوكيات متخلفة وقسوة مبالغ فيها حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، وكما قلت من قبل أيضاً إن الإجبار على الحجاب يحدث فى بعض المدارس كمحاولة لقهر نصف المجتمع وتفريخ عقول منغلقة لا تشارك فى حركة التقدم بمصر، وان هذه الجماعات المتطرفة والتى تأخذ أسماء مختلفة، والتى تبث علينا مفاهيمها المتخلفة حول المرأة ولا تمت للدين بأى صلة، هى من معاول هدم المجتمعات العربية والتى تهدف المؤامرة الدولية إلى تنفيذها ضدنا.
وكم من الجرائم الخسيسة ضد النساء والبنات ترتكب فى السنوات الأخيرة فى بلدنا باسم الدين، ولابد أن نتصدى لها باعتبارها مفاهيم متخلفة مدسوسة مدمرة وبعيدة عن سماحة الدين، ولابد أن يدينها علناً كل عقل إنسانى متحضر، والإعلام المصرى أيضاً لابد أن يشارك فى التصدى لهذه الممارسات المشينة والمستحدثة على مجتمعنا حتى لا يتكرر مثل هذا النموذج لوحش آدمى فى صورة أب يقوم بتعذيب ابنته وإذلالها وتحقير شأنها وتقييدها بالسلاسل الحديدية، وإن الأبوة منه لبريئة، وأننى لأتساءل أين أم هذه البنت التى لقيت العذاب طوال سنتين ولم تتحرك؟ إن هناك بعض الآباء لا يستحقون الحياة، ويستحقون أقصى عقوبة وازدراء من المجتمع، أما الابنة فهى فى حاجة لمن يرعاها لتستكمل حياتها بعيداً عن هذا المنزل الملعون، وبشكل سليم