رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشهر 5 مواقف للنبي محمد "ص" مع الأيتام

جريدة الدستور

مات والده قبل مولده، ثم ما لبث أن فقد أمه وهو في سن السادسة من عمره، وتربى في كنف جده عبد المطلب، ثم من بعده عمه أبي طالب، إنه أشرف المخلوقات وسيد البشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي شاء الله تعالى أن يتجرع مرارة اليتم ليكون خير مواسٍ لكل يتيم من أمته .

كانت عنايته صلى الله عليه وسلم بالطفل اليتيم من خلال أقواله وأفعاله ومواقفه عناية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً تجسدت فيها معاني الرحمة والحنان ، وفيما يلي سرد لبعض مواقف النبي محمد مع الأيتام.

الموقف الأول:
مات أحد المسلمين فصلى النبي على جثمانه، ثم سأل النبي : هل له أطفال وهل أبقى لهم شيئا من المال بعد وفاته ؟
فأجابوا : نعم عنده عدة أطفال ولكنه لم يترك لهم شيئا من المال لأنه أنفق جميع ثروته في سبيل لله قبل وفاته، فقال النبي : لو قلتم لي قبل الصلاة لما صليت على جثمانه لأنه ترك أطفاله جياعا بين الناس.
ويقول الفقهاء : حتى إذا أردت أن توصي بإنفاق أموالك في سبيل الله، عليك أن توصي بالثلث لأن وصيتك غير نافذة بأكثر من الثلث.

الموقف الثاني:
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم يوما لأداء صلاة العيد فرأى أطفالا يلعبون ويمرحون ولكنه رأى بينهم طفلا يبكي وعليه ثوب ممزق فاقترب منه وقال " مالكَ تبكي ولا تلعب مع الصبيان ؟.
فأجابه الصبي : أيها الرجل دعني وشأني، لقد قتل أبي في إحدى الحروب الإسلامية وتزوجت أمي فأكلوا مالي وأخرجوني من بيتي فليس عندي مأكل ولا مشرب ولا ملبس ولا بيت آوي إليه !! فعندما رأيت الصبيان يلعبون بسرور تجدد حزني فبكيت على مصيبتي.

فأخذ الرسول بيد الصبي وقال له : " أما ترضى أن أكون لك أبا وفاطمة أختا وعلي عما والحسن والحسين أخوين ؟.
فعرف الصبي ( اليتيم ) الرسول وقال : كيف لا أرضى بذلك يا رسول لله، فأخذه الرسول (ص) إلى بيته وكساه ثوبا جديدا وأطعمه وبعث في قلبه السرور، فركض الصبي إلى الزقاق ليلعب مع الصبيان، فقال له الصبية : لقد كنت تبكي فما الذي جعلك أن تكون فرحا ومسرورا .

فقال اليتيم: كنت جائعا فشبعت وكنت عاريا فكُسيت وكنت يتيما فأصبح رسول الله أبي وفاطمة الزهراء أختي وعلي عمي والحسن والحسين أخوتي.

فقال له الصبيان: ليت آباؤنا قُتلوا في الحرب لنحصل على هذا الشرف الذي حصلت عليه أنت، وعاش هذا الطفل في كنف وحماية رسول الله (ص) حتى توفي الرسول (ص).

فلما وصل إليه خبر وفاة الرسول ، خرج من البيت يضج ويبكي ويهيل التراب على رأسه وهو يقول : الآن صرت يتيما.. الآن صرت غريبا ، فقام بعض الصحابة بتبنيه.

الموقف الثالث:
أخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه أتى والنبي صلى الله عليه سلم رجل يشكى إليه قسوة قلبه فقال: " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك، أرحم اليتيم وأمسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك".

الموقف الرابع:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواسي الأطفال الذين استشهد آباؤهم فأصبحوا أيتاما، رُوي عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب عن جدتها أسماء بنت عميس (زوجة جعفر) أنها قالت: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقد دبغت أربعين منا، وعجنت عجيني، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم، فقال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «ائتيني ببني جعفر»، فأتيته بهم، فتشممهم وذرفت عيناه، فقلت: «يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟»، قال: «نعم، أصيبوا هذا اليوم»، فقمت أصيح، واجتمعت إلى النساء، وخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أهله، فقال: «لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما، فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم".

وتعهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أولاد" جعفر" وأخذهم معه إلى بيته ، فلما ذكرت أمهم من يتمهم وحاجتهم ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( العيلة (يعني الفقر والحاجة) تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة".

الموقف الخامس:
كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم، ليشكو إليه، قال الشاب " يا رسول الله، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخلة هي لجاري، طلبت منه أن يتركها لي لكي يستقيم السور، فرفض ، ثم طلبت منه أن يبيعني، إياها فرفض، فطلب الرسول أن يأتوه بالجار.

أتى الجار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم، فصدق الرجل على كلام الرسول، فسأله الرسول أن يترك له النخلة أو يبيعها له فرفض الرجل، فأعاد الرسول قوله " بع له النخلة ولك نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام .

فذهل أصحاب رسول الله من العرض المغري جدا" فمن يدخل النار وله نخلة كهذه في الجنة، وما الذي تساويه نخلة في الدنيا مقابل نخلة في الجنة، لكن الرجل رفض مرة أخرى طمعا" في متاع الدنيا، فتدخل أحد أصحاب الرسول ويدعي أبا الدحداح، فقال للرسول الكريم "إن اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب ... ألي نخلة في الجنه يا رسول الله .

فأجاب الرسول نعم..فقال أبا الدحداح للرجل..أتعرف بستاني يا هذا ؟
فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينة لا يعرف بستان أبا الدحداح ذى الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينة يطمعون في تمر أبا الدحداح من شدة جودته.

فقال أبا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي، فنظر الرجل إلى الرسول غير مصدق ما يسمعه ثم وافق الرجل وأشهد الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم) والصحابه على البيع، وتمت البيعة.

فنظر أبا الدحداح إلى رسول الله سعيدا " سائلا" " ألي نخلة في الجنة يا رسول الله ؟،
فقال الرسول ( لا ) فبهت أبا الدحداح من رد رسول الله، ، فاستكمل الرسول قائلا" ما معناه ( الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة و نت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنة بساتين من نخيل أعجز علي عدها من كثرتها.

وقال الرسول الكريم " كم من مداح إلى أبا الدحداح"، "والمداح هنا - هي النخيل المثقلة من كثرة التمر عليها"، وظل الرسول يكرر جملته أكثر من مرة لدرجة أن الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبى الدحداح، وتمنى كل منهم لو كان أبا الدحداح.