الجيش العربى يمكنه إنقاذ المنطقة « ٢»
إن معضلات الوطن العربى كثيرة ومتشابكة ولكن لابد من تحقيق الأمن والتعاون بين القيادات العربية،،، وأن التعاون العربى الذى ظهرت دلالاته واضحة فى مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ والذى تم خلاله الاتفاق على ضرورة انطلاق «عاصفة الحزم» فى اليمن كنقطة بداية لتفعيل التعاون العسكرى وإنشاء جيش ردع عربى، لابد له أن يستمر ويأخذ أبعادا جديدة تبعا لإرادة الشعوب العربية، وتبعا لحالة كل دولة، ولابد عند تكوين هذا الجيش العربى من أن يكون بهدف الاستمرار والانتصار فى معركة لتحقيق الاستقرار فى المنطقة العربية اتساقا مع إرادة الشعوب وتطهير الدول العربية من جماعات ومجموعات الإرهاب، ولابد أن يكون بمثابة الدرع الحامى الذى يتصدى لأعداء.
الشعوب العربية، فهو الأداة التى ستتيح التصدى للمد الإرهابى والذى يتم دعمه بالأموال والسلاح، وفى اليمن لابد من أدراك خطورة المخطط الدولى الذى لن يتوقف بسرعة لأن هناك أيادى خارجية تريد أن تورط اليمن فى فتن وتقاتل لتبدو وكأنها طائفية من داخل الدولة، ولابد من إرساء السلطة الشرعية التى يختارها الشعب اليمنى، ولابد من حل مشاكل شعب تعصف به رياح المؤامرات وتستخدم من يطمعون فى السلطة ويبيعون الأوطان مقابل المال والسلطة والنفوذ ولابد أيضا أن يكون جيش الردع العربى جاهزا لحل معضلات لأوضاع معقدة فى سوريا وليبيا والعراق وفلسطين ، ولابد إلى جانب تحقيق الأمن من إصلاح الأحوال الاقتصادية وتحسين الأحوال اليومية للشعوب العربية المتطلعة إلى الاستقرار والأمن ولقمة العيش والعلاج والخلاص من العنف والتطرف والجماعات التى تمارس كل أشكال البربرية، لابد أن يتم تفعيل التعاون الاقتصادى لتحقيق التنمية للقضاء على الفقر والجهل، وهما آفتان متأصلتان فى الجسد العربى وأمكن استغلالهما لنشر الفوضى والفتن التى أطلقت عليها الأصوات الصهيونية الربيع العربي. إلا أننى أعتقد أن ما حدث من نشر الفوضى والإرهاب والفتن والجرائم الوحشية وقتل الأبرياء تحت مسمى ثورات الربيع العربى، لا يمكن بعد أن تبين أن مطالبات الإصلاح والتغيير التى تداخلت فيها مؤامرات دولية باستخدام ميليشيات مسلحة ومجموعات متطرفة، تمارس العنف أو جماعات تستخدم الدين للوصول للسلطة على جثث الأوطان وتمزيقها، و عصابات مأجورة تشن هجمات على الآمنين وعلى أبناء الشعوب ممن لا ينتمون لهذه الجماعات، لهذا فإن مؤتمر القمة العربية الذى أقيم فى القاهرة هو لحظة فارقة تبشر بتحالف عربى قادم وقادر وقوى، إذا ما نجح فى تفعيل التوصيات التى تم الاتفاق عليها، وإذا ما استطاع أن يضع خارطة طريق واضحة المعالم تأخذ فى اعتبارها إرادة الشعوب وأمانها وازدهارها، وإفشال المخطط الدولى الذى يريد أن تجتاح المنطقة كلها و المتمثل فى قوى الظلاميين.أن التحالف العربى، إن صدقت فيه النوايا وتم فيه التحالف مع مصر، فإنه سيكون بداية للخروج من نفق الظلام الدامس إلى عصر التنوير والأمن والبناء لدول تواجه معا أبشع صور التطرف والإرهاب والعنف والصراع، ولابد بالإضافة إلى هذا من حماية النساء والأطفال الذين هم أولى ضحايا الإرهاب والظلاميين. قد يكون الطريق طويلا وشائكا ولكن ليس من سبيل آخر أمام القادة العرب سوى التحالف معا لإنقاذ الوطن العربى من عثرته