معضلات قمة الوطن العربى
يجىء مؤتمر القمة العربية فى توقيت خطير لكنه مصيرى فى تاريخ الوطن العربى كله، لأننا فى حاجة ماسة وعاجلة إلى الترابط العربى، وإلى إرساء فكرة الوطن العربى التى كادت تختفى أو تقصى بفعل معضلات تواجهها كل دول داخل أراضيها وتأثيرات عليها من خارج أراضيها.
يجىء أيضا عقد الدورة الـ٢٦ لجامعة الدول العربية، والتى يترأسها السيسى، والتى انتقلت من الكويت له، لترسى دور مصر المحورى والضرورى والتاريخى فى إنقاذ الوطن العربى من التحديات التى تواجهه والمحن التى يمر بها.
إننا نعيش لحظة فارقة فى تاريخ المنطقة العربية، فإما أن نتوحد لنواجه الأخطار المحدقة بنا، وإما أن نتشرذم ونصبح شراذم وبقايا دول تتقاتل بداخلها ويستمر الضعف والتقاتل إلى أن يتم تقسيم كل دولة إلى دويلات متناحرة ومتصارعة، وفى تقديرى فإن نجاح القمة هو فى تجمعها فى حد ذاته، وإرساء فكرة الوطن العربى الذى يعيش الآن لحظة اليقظة لمواجهة الأخطار معاً.
إننى حينما شاهدت توالى الرؤساء والملوك والقادة وكبار رجال السياسة فى الوطن العربى، شعرت برغم كل التحديات والتقاتل والتطرف والإرهاب والمخطط الدولى الرهيب الذى يتم تنفيذه فى المنطقة العربية، والذى تشارك فيه دول كبرى مستغلين الجهل والفقر لتحقيق مآربهم، ويتاجرون فيه بالدين لبث الفتن، ويمارسون من خلاله أقسى أنواع البطش والترويع والقتل والتعذيب والقهر ضد الشعوب الممزقة، إننى رأيت فى تجمع القادة فى شرم الشيخ بشائر أمل وبدايات لإرادة جماعية لإخراج الدول العربية من عثرتها، وللخروج بها من نفق الظلام الراهن الذى تعانى منه بعض الدول العربية، إننا أمام دول عربية تعانى من الاقتتال والإرهاب والصراع بين طوائفها مثل اليمن الذى لم يصبح سعيداً، وليبيا وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، لهذا فإننا لابد من الإسراع فى إنقاذ الوطن العربى من براثن الخطط الدولية، فهناك حاجة إلى مواجهة ووقف المخطط الخارجى لتمزيق الدول العربية من قبل إيران وتركيا وأمريكا، وإفشال المخطط الأمريكى الذى تم وضعه بواسطة الأمريكى برنار لويس لتقسيم كل دولة إلى دويلات صغيرة ومتصارعة، بحيث تصبح إسرائيل الدولة الكبرى الآمنة والمستقرة فى المنطقة كلها، وما شاهدناه من تمويل جماعات إرهابية تقتل وتذبح وتبيع النساء كسبايا فى الأسواق، وهكذا يغرق الوطن العربى بأسره فى الظلام الدامس وإلى الأبد.
لكن المارد المصرى قد استيقظ، وأقصد به الشعب المصرى الذى يمتلك إرادة الحياة والتقدم لبناء دولة جديدة، المارد المصرى العريق صاحب أقدم حضارة فى المنطقة قد استيقظ لبناء مصر جديدة حرة قوية عفية عصرية، وفوض رئيسه الوطنى فى التقدم بمصر إلى الأمام وعدم العودة إلى الوراء، وأخذ مكانها بين الدول المتقدمة، وأخذ مبادرة انقاذ المنطقة العربية من براثن المؤامرات الدولية. وللحديث بقية