في الخطابين السياسي والاعلامي ..
العربي يعرب عن قلقه إزاء تصاعد تعميم الإيدولوجيات المتطرفة
أعرب الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن قلقه المتزايد ازاء تصاعد تعميم الإيديولوجيات المتطرفة في الخطابين السياسي والإعلامي، معتبرا أن ذلك يعد بمثابة ظاهرة لابد من محاربتها.
وقال العربي في بيان أصدره اليوم بمناسبة الذكرى السابعة لإحياء اليوم العربي لحقوق الإنسان تحت شعار "حرية الرأي والتعبير حق ومسؤولية" إنه من المؤسف أن نشهد اليوم في المنطقة العربية ازدياد مظاهر العنف والتمييز الموجه ضد أفراد أو مجموعات لمجرد اختلافهم في الرأي أو الانتماء، بل وتطورت هذه الايدلوجيات لتصبح مصدر تغذية للجماعات والتنظيمات الإرهابية في أشكالها المتنوعة وصورها المختلفة.
أضاف أنه من هنا تأتي مسؤولية حق التعبير ومسؤولياته في الابتعاد عن إثارة النعرات والأحقاد الدفينة أو استدعاء فترات من الماضي لإثارة نوازع الفتنة والطائفية والمساس بالنسيج الاجتماعي لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، معتبرا انه اذا كانت حرية الرأي والتعبير حقا فهي في المقابل تستتبع واجبات ومسؤوليات عند ممارسة هذا الحق في إطار الحدود التي وضعتها الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية.
وأوضح العربي أن الاحتفال بالذكرى السابعة لإحياء اليوم العربي لحقوق الإنسان يعد مناسبة نعيد فيها التأكيد على أهمية احترام وحماية حقوق الإنسان في المنطقة العربية. وأن شعار هذا العام "حرية الرأي والتعبير حق ومسؤولية" هو حق بالغ الأهمية لما له من تأثير على بقية حقوق الإنسان وبالأخص الحقوق المدنية والسياسية.
وأشار الي أن الميثاق العربي لحقوق الإنسان كفل حق كل فرد في التمتع بالحقوق والحريات الواردة فيه، دون أي تمـييز بسبب العـرق أو اللون أو الجنس، أو اللغة أو المعتقد الديـني، أو الرأي، أو الفكر، فلكل فرد الحق في حرية الفكر والعقيدة والدين، وقد ضمن الميثاق في مادته (32) الحق في الإعلام وحرية الرأي والتعبير، وكذلك الحق في تلقي المعلومة ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة، ودونما اعتبار للحدود الجغرافية.
وأكد العربي إن حرية التعبير ليست مجرد حق أساسي من حقوق الإنسان بحد ذاته بل لها تأثير على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فلولا حرية التعبير لما تمكن المدافعون عن حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المستقلة من ممارسة وظيفتهم "التصحيحية" من خلال جلب انتباه الجمهور إلى الفساد والممارسات غير المنصفة منبها الي أن حرية التعبير شرط مسبق وأساسي لتنمية المجتمعات.
وقال انه لابد من الإشارة إلى أن العنف وغيره من الجرائم التي ترتكب ضد أولئك الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير، بما في ذلك الصحفيون وممثلو وسائل الإعلام الأخرى، والمدافعون عن حقوق الإنسان، لها تأثير سلبي على التدفق الحر للمعلومات والأفكار في المجتمع وبالتالي تمثل انتهاكا ليس فقط للضحايا بل انتهاك لحرية التعبير في حد ذاته، وعلى حق كل إنسان في التماس وتلقي المعلومات والأفكار والتعبير عنها.
وأضاف أن علينا العمل معا لخلق بيئة تتسم بالتسامح تسود فيها حرية التعبير والرأي، بمعنى أن يسلم المجتمع بحق الاعتراض والمخالفة في الرأي، والتسليم كذلك بإمكان التوافق بين المخالفين في الرأي والمعارضين فيه، وذلك نتيجة منطقية لكون عقل الفرد عرضة لأن يخطئ وأن يصيب، ومن ثم لا يمكن لبيئة تؤمن بالعقل أن تصادر رأيا، لأنه لا يوافقها.