"حفلة زار".. "ملابس الإعدام".. "كسر القلل".. آخر صيحات المتظاهرين
"المصري بن نكتة" الكوميديا وإعلاء روح الدعابة لم تتركه حتى وهو يتظاهر من أجل رفع صوت مطالباته، فخرجت صورة احتجاجاته منذ ثورة يناير وحتى الآن عن الإطار التقليدي من كتابة اللافتات، ورفع الأصوات بالهتافات إلى صورة أخرى أكثر تندرا.
فكان التظاهر بـ"كسر القلل" أمام سفارة قطر آخر صيحات المتظاهرين، لكنها لم تكن الأولى، فثورة يناير ألهمت المتظاهرين وكانت لهم منبع أفكار لصور مختلفة من الاحتجاج أكثر خروجا عن المألوف ومنها "حفلات الزار" .
"حفلة زار" في التحرير
"انصرف.. انصرف، مدااااااد.. حي.. ارحل.. ارحل" كانت الصورة الأكثر تندرا في الثمانية عشر يومًا الأولى في الثورة، حفلة الزار التي قام بها نشطاء التحرير، عندما طال بهم الاعتصام ووجدوا ان المظاهرات وحدها لن تكون مجدية في حمل المخلوع مبارك على الرحيل، فقاموا بدق الطبول وحركات الدروشة المعتادة في حفلات الزار مرددين "انصرف، أنصرف".
كانت الفترة من 25 يناير حتى رحيل المخلوع 11 فبراير كفيلة بأن تخلق من التظاهرات صور عديدة، فكان العزف بالموسيقى والضرب على الراب إحدى هذه الصور، التي تصدرت مشاهد ميدان التحرير، وصورة أخرى من عرائس القماش أخذت شكل المخلوع وولدية وعدد من رموز نظامه وقد التفت حول أعناقها حبال، في إشارة إلى المطالبة بإعدام المخلوع ورموز نظامه في الميدان.
احتجاجات بالدماء
"ملابس قصيرة بأرجل وسيقان مكشوفة، ملطخة الوجوه والأجساد والأعناق بالدماء" صورة أخرى من أشكال التظاهر، قام بها ناشطات في ميدان الأوبرا عقب جمعة التفويض في 30 يونيو، والتي نزل فيها ما يقارب 30 مليون مصري في التحرير وحدث به حوادث تحرش جماعية واغتصاب.
"لا للتحرش" كانت هذه الوقفة الاحتجاجية والتي كانت تحت اسم لا للتحرش، ما هي إلا صورة مختلفة من أشكال التظاهرات على الأمراض الاجتماعية والتي ظهرت مؤخرا بقوة ، تحمل رسالة بان التحرش يساوى إراقة الدماء وانتهاك الأجساد سواء بالنظرة أو باليد لا يقل عنفا عن دك الأعناق بالسيوف.
تظاهرات بملابس الإعدام
"مجموعة من النشطاء بينهم ثلاثة من السيدات، ارتدوا ملابس برتقالية، مقيدي الأيدي من الخلف، راكعين على أقدامهم"، صورة أخرى من أشكال الاحتجاجات التي قام بها عدد من النشطاء أمام نقابة الصحفيين، عقب قتل 21 مصري بليبيا، على يد ميليشيات داعش الإرهابية.
آه يا حكومة، آه عايزين ولادنا، آه لو كان بن وزير، آه لو كان بن سفير، آه يا أحمد، آه يا محمد، دمك رخيص يا مصري" هكذا عندما يكتمل المشهد بصوت الهتافات الباكية، يسانده الصورة المتمثلة في تمثيل المعدومين في ليبيا، لتصبح الحقيقة كالسهم الذي يرشق في القلوب فيدميها حزنا على الضحايا.
تظاهرات بالقلل
"اكسر وراه قلة" هكذا يتندر المصريون فيما بينهم، إذا قام شخص غير مرغوب به بالرحيل، أما أن تصبح هذه الدعابة على أرض الواقع، فهذا ما فعله المصريون عقب استدعاء دولة قطر لسفيرها سيف بن مقدم البوعنين، فتجمعوا أمام السفارة بالقلل وقاموا بكسرها في مشاهد مثيرة للضحك ترحيبا بسحب السفير القطري.