وداعا حكيم العرب ورسالة إلى الملك سلمان
حزن عميق وجلل اجتاح شعب مصر عندما جاءنا نبأ وفاة حكيم العرب الملك عبدالله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين والعاهل السعودى ورجل المواقف الشجاعة فى الوطن العربى، كتبت على صفحتى بـ«فيس بوك» لحظة أن سمعت النبأ الرسمى بالتليفزيون السعودى من المذيع كلمة تعبر عن مشاعرى التى أحسست بها وكأنه نبأ لزلزال هب على المنطقة العربية كلها.الله يرحم عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز، لن ننسى موقفه التاريخى مع ثورة ٣٠ يونيو، فقدنا رجلاً شجاعاً وعادلاً وقوياً، واللهم نَوِّر بصيرة الملم الجديد لينصر مصر فى معركتها مع المخطط الدولى الذى يحاك ضد المنطقة العربية وأدهشنى الكم الكبير من التعليقات التى جاءت تعليقاً على هذه الكلمة التلغرافية التى كتبتها سريعاً على صفحتى، إن من يرى صفحات التواصل الاجتماعى التى يكتبها الشعب المصرى وبعيداً عن تعليقات الظلاميين القليلة سيجد أمرين: أولهما إحساس عام بالحزن لفقدان الملك عبد الله بن عبد العزيز الذى وقف مع مصر يساندها فى كل المواقف الصعبة، وثانيهما، أن له ملايين الذين يعون أهمية التكاتف والدعم المتبادل الذى يربط بين الدولتين حكومة وشعباً مما يعكس أهمية استمرار هذه العلاقة الوطيدة التى تربط بين مصر والسعودية.ولابد أن أضيف أيضاً أن السعودية لها مكانة كبيرة فى قلوب المصريين، لأن بها أطهر المواقع، ففيها الكعبة الشريفة، وفيها قبر الرسول الكريم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام، وأضيف أيضاً كواحدة من المشاركين فى مقاومة الظلاميين وفى ثورة ٣٠ يونيو وما قبلها من مقاومة حكم الإرهابيين والرافضة لجرائمهم وخططهم ضد وطنى وضد المرأة فى وطنى، إننا لن ننسى موقفه التاريخى على كل الأصعدة لدعم ثورة ٣٠ يونيو العظيمة ضد الظلاميين فى مصر.إننى حينما أتحدث عن فقيد العرب أسوق للقارىء عبارة قصيرة بليغة واحدة قالها إذا تذكرناها فسنظل نترحم على حكيم العرب الذى فقدناه، وندعو له بأن يسكنه الله فسيح جناته، فهو الذى قال بل ومن أروع ما قال معبراً عن محبته وموقفه من مصر بالحرف الواحد:«من يتخاذل عن دعم مصر لا مكان له بيننا»وهل هناك أبلغ أو أعمق من تلك العبارة على أذن أى مصرى وطنى، بل أقول صدقت يا رجل المواقف العادلة، فإن مصر فى المنطقة العربية هى رمانة الميزان، إذا صعدت وانتصرت فى معركتها ضد المخطط الدولى فسوف تقوم الدول العربية وتنتصر وتتعافى لتقف مرة أخرى، لهذا فإن مصر فى معركتها مع مخطط التقسيم الذى يستخدم الإرهاب والتطرف والعنف لإضعافهم، إنما تحارب فى معركة من أجل مستقبل المنطقة كلها، ومصر عازمة على محاربة الإرهاب بكل قوة وبكل شجاعة وبكل عزم، إننا قيادة وشعباً عازمون على مواصلة معركتنا مع الظلاميين ومع العملاء ومع الخونة وإنا لمنتصرون إن شاء الله، لابد أن نقف معاً كشعوب عربية وقيادات وطنية للعرب لأن المعركة شرسة وطويلة، ولهذا فإننى أوجه من هذا المنبر فى مقالى بـ«الدستور» دعوة إلى العاهل السعودى الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز الذى يتولى الآن المسئولية بأن ينير الله بصيرته ويعينه على اتخاذ مواقف شجاعة وعادلة وأن يقف قلباً وقالباً مسانداً لمصر قيادة وشعباً، لأن الأخطار مشتركة والخطط شرسة ودولية وهى موجهة إلينا، فإن تكاتفنا انتصرنا وفى قوتنا انتصارنا وفى مواقفنا عزتنا وكرامتنا معاً.إن المستقبل يفتح ذراعيه للأقوياء، أما الضعفاء فلم يعد لهم مكان فى صناعة المستقبل، لهذا فإننى أرسل تحياتى وتمنياتى الطيبة بكل الصدق إلى العاهل السعودى الملك سلمان فى مسئوليته الجديدة، وأدعو له بالتوفيق والسداد وأدعوه من قلبى كامرأة مصرية وكاتبة وطنية وكأم محبة لأبنائها، أن يقف بكل القوة مع الحق المصرى، وأن يضع يده فى أيدينا لأنه لا مستقبل لنا إلا معاً، ولا انتصار دون اتحادنا على المخططات الرهيبة والمكائد الدولية التى تحاك ضدنا.