«دور المؤسسات الأهلية فى مجتمع آمن»

وهنا إستكمل ما بدأته فى مقالى السابق حول مؤتمر مهم حرصت على المشاركة فيه فى القاهرة فى مقر جامعة الدول العربية بعنوان «مجتمع مصرى آمن، الحقيقة والخداع» لمؤسسة جديدة هى صقور مصر، والذى يعكس رغبة أكيدة فى الاضطلاع بدور فى هذا الإتجاه.

وفى كلمته قال المستشار إسماعيل الحكيم رئيس المؤسسة إن مصر قد أثبتت أن لديها القدرة الفائقة فى حصر الإرهاب ومكافحته، وأضاف أن مصر كلها جنود مخلصة لأنه لايوجد بيت فى مصر لا يوجد فيه رجل قوات مسلحة أو شرطة، ثم قدم كلمات تؤكد قوة وقدرة مصر، وأن مايروج فى الخارج هو خداع وليس حقيقة مصر، وحضر أيضا د.عز الدين فرغل رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات والمؤسسات الأهلية، حيث أكد فى كلمته أن دعم مؤسسة صقور مصر أمر مهم لأنها تقدم عملا غير مسبوقا، وأن هذا هو دور المؤسسات العاملة فى خدمة المجتمع.

وجاء فى كلمة الأمين العام التى ألقاها. نيابة عنه أحمد بن حلى : «إننا نحتاج لمثل هذه المؤسسة، حيث إنها مؤسسة جادة تهدف إلى رقى الأمة العربية وتعمل بأعضائها جميعا لمواجهة التضليل والخداع، ونتمنى الكثير من المؤسسات أن تحذو حذوها»، وهناك توصيات كثيرة خرج بها المؤتمر وأرجو يجرى تفعيل بعضها ،لأنها فى حاجة إلى عمل كثير حتى تتحقق على أرض الواقع، وفى نفس الوقت هى توصيات مهمة، فمنها مثلا: تقدير مجهودات القوات المسلحة ودعمها والوقوف إلى جانبها لأنه لايوجد بيت فى مصر ليس فيه جندى فى القوات المسلحة، وتكريم شهداء مصر من سنة ١٩٤٨ إلى اليوم وإعلام العالم بأن بها خير أجناد الأرض.

ومنها أيضا توطيد العلاقة بين الشرطة والشعب بالاستفادة من الطلاب فى أعمال تنظيم المرور والحماية المدنية والدفاع المدنى، ومنها أيضا الاهتمام بالعمل التطوعى وجعله ركيزة مهمة يعمل جنبا إلى جنب ليحقق أهداف الدولة فى التنمية، ومنها أيضاالاستفادة بالمرأة وجهودها وإشراكها فى العمل العام والسياسى، وإشراكها فى العمل النيابى بنسب تعداد السكان فى المحافظات، ومنها الإسراع فى مشروعات ذات العائد السريع لزيادة دخل الأسرة، ومنها دعم الفن والفنانين ،،

وأعتقد أن هذه المؤسسة الوليدة يمكنها أن تقوم بدور مهم فى التوعية الفكرية خاصة بين صفوف الشباب بما تتضمنه من أهداف وطنية وخبرات بين أعضائها. ويمكن أن يكون لها دور أكبر إذا ما استطاعت بالفعل فتح قناة وإصدار جريدة، نظرا لأهمية دور الإعلام فى التوعية ومحاربة الأفكار المضللة والتى تبث سمومها هنا وهناك، وفى يقينى أن المجتمع المدنى والمؤسسات الأهلية إذا ما قامت بدورها المأمول كل منها فى مجال من مجالات التنمية، فإنها يمكن أن تكون عنصراً أساسيا فى التحرك بمصر فى اتجاه المستقبل.بل إن الإسراع فى تفعيل الخطوات مطلوب الآن وبقوة، وأعتقد أن لدينا مؤسسات أهلية بدأت تعمل بجدية، ويمكن إذا ما تعاونت ولم تتصارع أن تشكل تياراً يسهم فى البناء المطلوب والتنمية الشاملة، وأن نتجه إلى مخاطبة الخارج أيضا لنؤكد أن الشعب المصرى قد اختار مصيره، وأنه ماض فى تحقيق أهدافه رغم أنف كل المخططات الدولية.