روح حرب أكتوبر المجيدة
نحن فى حاجة إلى استعادة روح انتصارات أكتوبر المجيدة بكل ما تحمله من فخر بالجيش المصرى وشعور وطنى كاسح، وتوحد للشعب بكل فئاته واعتزاز بالهوية المصرية، وها هى قد عادت ذكرى حرب ٦ أكتوبر المجيدة، التى تمر عليها واحد وأربعون سنة هذا العام بعد أيام قليلة كأنها كانت بالأمس القريب فقط، إلا أن للذكرى هذا العام مذاقاً خاصاً هذا العام، كما أعتقد أننا فى أمس الحاجة إلى استعادة روح ٦ أكتوبر، لما تحمله من نفحات وطنية واعتزاز بأرض الوطن، إن لها هذا العام مذاقاً خاصاً أيضاً لأنها تواكب احتفالنا بعيد الأضحى المبارك، فيجتمع الاحتفالان معاً ليضاعفا بهجة الشعب المصرى الذى عانى ولايزال يعانى من مخططات دولية تستهدف أمن واستقرار الوطن، وتقسيم أرضه، وتفتيت شعبه، ولكن نحن الذين عايشنا أيام حرب أكتوبر المجيدة أخذنا منها دروساً كما أعطينا للعالم فيها دروساً، فأصبحت هذه الحرب تدرس فى مراكز الأبحاث الاستراتيجية الدولية نظراً لتخطيطها المحكم وقدرة الجيش المصرى على تحقيقها والانتصار على الجيش الإسرائيلى الذى كان يقول انه جيش لا يقهر، حيث كان قد قد احتلت قواته أرض سيناء العزيزة، والتى تعد جزءاً غالياً من أرض الوطن، لقد كانت الساعة الثانية تماماً فى اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك، وكنا صائمين عندما بدأ عبور القوات المسلحة المصرية قناة السويس لاسترداد الأرض المصرية المطلوبة منذ يونيو ١٩٦٧.
أتانا عبر الإذاعة خبر بدء العبور، وكنت مع أسرتى فى المنزل ومن شدة الفرح انهمرت دموعى فرحاً ممزوجة فى نفس اللحظة بالخوف على أرواح الذين تقدموا الصفوف من خير أجناد الأرض، إنه شعور نادر مازلت أتذكره كل سنة فى نفس موعد الحرب، ولأول مرة نجد الأخبار صحيحة تأتينا دون مبالغة، بينما كانت الأخبار تأتينا مشوشة وغير صحيحة فى حرب يونيو ٦٧، أما فى حرب أكتوبر فلقد حرصت الإذاعة على مصداقيتها، وحرص رجال الجيش على بث تقارير صحيحة مائة فى المائة، وكنا نهنىء بعضنا البعض فى البيوت وعبر التليفونات لأن لحظة استرداد الكرامة كانت غامرة وكاسحة فى كل البيوت المصرية، ولسوف نتذكر دائماً بالخير الرئيس الراحل أنور السادات الذى سيتوقف التاريخ أمامه طويلاً كبطل الحرب والسلام وكوطنى شجاع وقائد مغوار، استطاع أن يستعيد الأرض الغالية من خلال خطة استراتيجية محكمة، وتمويه وخداع فاجأ العالم وفاجأت العدو الإسرائيلى، وتم عبور وتحطيم أكبر ساتر ترابى وهو خط بارليف الذى كان الإسرائيليون يؤكدون أنه مستحيل عبوره أو اجتيازه بأى شكل من الأشكال، ثم بدأت الأنباء تتوالى بانتصارات الجيش المصرى الواحدة تلو الآخر، كما ارتفع العلم المصرى ليرفرف مختالاً على أرض سيناء، ولابد أن نتذكر أيضاً أنه لولا قرار أنور السادات وشجاعة قادة ورجال القوات المسلحة، لما استرددنا الأرض ولما عادت كرامة المصريين، وبعدها بدأت مسيرة السلام لاستكمال استرداد بقية الأرض الغالية.
إن لحظات الانتصار المجيدة لابد أن تظل فى ذاكرة الشعب المصرى، ولابد أن تعم الأفراح فى هذا اليوم هذا العام، بعد أن أصبح لدينا رئيس وطنى جاء بعد ثورة حاشدة فى ٣٠يونيو ٢٠١٣، إن من حقنا بعد إزاحة حكم الإخوان الإرهابى أن نتذكر أمجاد القوات المسلحة فى حرب أكتوبر المجيدة، نريد أن نستعيد روح الوطنية وروح الاعتزاز بالجيش المصرى، وأن من حق شهدائنا الأبرار أن نحييهم وأن نستعيد قصص بطولاتهم وللحديث بقية