نحن لا نقرأ
...وفتح الحدود مع ليبيا من ناحيه السلوم.. وتم الاتفاق على إعلان الدولة الاسلامية يوم 5/7/2013....وكنا ننتظر الإعلان لكى نعترف نحن وأوروبا بها فورا....كنت قد زرت 112 دولة فى العالم من أجل شرح الوضع الأمريكى مع مصر، وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فورا وفجأة تحطم كل شىء....كل شىء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار..... شىء مهول حدث فكرنا فى استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا.... جيش مصر قوى للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدا....وعندما تحركنا بعدد قطع الأسطول الأمريكى ناحية الإسكندرية ازداد التفاف الشعب المصرى مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع وتم رجوع قطع الأسطول، وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها.... إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا تركنا مصر خسرنا شيئاً فى غاية الصعوبة... مصر هى قلب العالم العربى والإسلامى، وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع سيتغير فى حالة الهجوم على مصر....».
والوقع أنها أصابت الحقيقة تماما، فقد كان كل شىء معداً وجاهزاً لتنصيب الخلافة الإسلامية.
فهناك مخطط بدأه برنار لويس، وهو مستشرق يهودى، مولود فى بريطانيا، ويحمل الجنسية الأمريكية، تخرَّج فى جامعة لندن 1936م، وعمل فيها مدرسا فى قسم التاريخ للدراسات الشرقية الأفريقية.
بدأ لويس مشروعه الذى كرس له كل أبحاثه فى الظهور عندما أعلن فى تصريح تناقلته وسائل الإعلام فى 20/5/2005م قال الآتى بالنص:
- «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم، فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفى حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية فى استعمار المنطقة؛ لتتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التى اقترفتها الدولتان قبل ذلك ، إنه من الضرورى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، وأكد أنه لا داعى لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا فى ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هى تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها...».
لأجل هذا لا نستغرب ما نراه اليوم من تنصيب أبو بكر البغدادى، خليفة للمسلمين فى العراق لدولة العراق والشام.
■ كاتب