رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام فى الجزائر «2»


رشيد بوجدرة لم يقرأ الأدب المصرى جيداً ويجهل الخريطة المصرية الصحيحة للأدب والشعر فى مصر، بسبب تكرار الأسماء التى تضمها وفود وزارة الثقافة واتحاد الكتاب

أعادتنى رحلة الجزائر إلى تلك الأيام الخالدة التى كنا نتابع فيها تفاصيل الثورة الجزائرية للتخلص من الاستعمار الفرنسى، وتابعنا عن قرب الأبطال الجزائريين بن بيلا وبوضياف وبوتفليقة وغيرهم من الأبطال غير أن ما بقى فى ذاكرتنا هو تلك المناضلة الخالدة جميلة بوحريد، الشابة الجميلة التى انضمت للثوار ولاقت ما لاقت من تعذيب همجى وكانت هناك رواية قررتها علينا وزارة التربية والتعليم وهى رواية «زهرة من الجزائر» لمؤلفها محمد محمود شعبان وتدور أحداثها فى مدينة ستيف الجزائرية.

فى خلال فعاليات المهرجان تم تكريم الكاتب الكولومبى المعروف صاحب نوبل جابريال جارسيا ماركيز، وذلك بعرض فيلم أخرجه فريق المهرجان عن حياة الكاتب الشهير الذى نال جائزة نوبل للآداب 1982، مع قراءات لنصوصه الأدبية مرفقة بموسيقى، كما قام كل من الروائيين أمين الزاوى ورشيد بوجدرة بالحديث عن سيرة الروائى الراحل وحياته المليئة بالمحطات المضيئة.وخلال المداخلة تحدث الروائى الجزائرى رشيد بوجدرة وقال إن الرواية المصرية رواية محلية، والشعر فى الشام فقط، وأنه لا يوجد شعر فى مصر، خلال الندوة التى أقيمت لتكريم جابرييل جارسيا ماركيز، والغريب أن بوجدرة قلل من قيمة الكاتب العالمى المحتفى به فى الجزائر، وقال إنه كاتب تافه صنعه الرعاع والطبقات المهمشة ثم عرج على الأدب المصرى وقال إنه لا يوجد أدب ولا شعر فى مصر. وقلل من قيمة الكتاب المصريين.

وهو ما جعل زميلنا الشاعر سمير درويش يطالبه بالرد والتوضيح، وهو ما أربك المنصة وأحدث نوعاً من البلبلة ومن جانبنا لم نشأ إحداث أزمة من مضيفينا بسبب كاتب منفلت، قد تكون شبيهة بأزمة الكرة الشهيرة بأم درمان التى افتعلها أنصار النظام السابق بجهل ورعونة وكانت نتيجتها توتر العلاقات بين بلدين شقيقين.غير أن هذا الموقف جعلنى اعتقد أن رشيد بوجدرة لم يقرأ الأدب المصرى جيداً ويجهل الخريطة المصرية الصحيحة للأدب والشعر فى مصر، بسبب تكرار الأسماء التى تضمها وفود وزارة الثقافة واتحاد الكتاب والتى لا تمثل إلا التافهين فى الشعر والأدب والرواية، وهى النماذج التى أعتقد أن الكاتب الجزائرى كان يقصدها وليس الأدب المصرى الرفيع الذى جلب نوبل للعرب فى الأدب.غير أن هناك دافعاً آخر ربما كان الدافع وراء تصريحات رشيد بوجدرة ضد الأدب المصرى، وهو رغبته فى إحداث ضجة تجعله فى بؤرة الاهتمام فى مؤتمر ومهرجان دولى وسط أجهزة الإعلام وحتى يكون فى بؤرة الاهتمام كما يفعل صغار الكتاب عندما يفتقدون الإبداع والقدرة على التعبير من خلال الأدب فيلجأون إلى الإعلام للشهرة وحدها.والحق أن كل الكتاب والأدباء الجزائريين التفوا حولنا، وشعروا بنوع من الإحراج وذكروا لنا أنه لا يمثل إلا نفسه فى محاولة للاعتذار عما بدر منه. فى اليوم الثانى من المهرجان كانت الندوات التى شاركنا فيها بعنوان «النص الأدبى الحديث فى صناعة الأحداث ومواكبتها» أدارتها الشاعرة فاطمة بن شعلال والروائية الدكتورة منى برنس من مصر والشاعر سامى ذيبى من تونس تحدثنا فيها عن تجربتنا الأدبية.

كاتب