مصر من جديد..
نَحِنْ نشتاق إلى الأجواء العادية والتى كنا نخرج فيها نتمشى بلا هدف، نجلس فى أى مكان، دون خوف أو قلق أو توتر، كنا نسافر فى الليل أو النهار، فى الوقت الذى يروق لنا.
لا تروقنى الأجواء الاحتفالية، ولا الكرنفالية، غير أن ما رأيته فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 8 يونيو 2014، جعلنى أعيد النظر فى الأمر.
فقد رأيت عظمته التى تجلت فى الهدوء والاستقرار الذى واكب عملية تنصيب الرئيس، وعكس جانبا من جوانب عظمة وتفرد الإنسان المصرى افتقدناه، بل ونسيناه تماما .
من ثلا ثين سنة اعتقدنا أن الشعب قد نام، أو أنه انهمك فى أكل عيشه، ولم يعد يهتم بما يدور حوله، ولم تعد تشغله أمور السياسة والحكم .
وظل هكذا حتى رأيناه فى 25 يناير 2011، يملأ شوارع القاهرة وميادينها، مطالبا الرئيس مبارك بالرحيل .
كان قواد ثورته من الشباب، وسرعان ما انهارت امبراطورية مبارك بكل أركانها، وحلت محلها القوات المسلحة، وسارت الثورة فى اتجاه لم يكن يتوقعه أحد، ووجدنا أنفسنا فجأة تحت حكم من لا يحب مصر، ولا يقدرها، ومن يحكمها لصالح جماعة أو تنظيم دولى، هدفه تفتيت الدول العربية كلها، على أن يبدأ بمصر .
وفجأة ثار هذا الشعب فى يونيو 2013، وأعاد الأمور إلى نصابها .
ولم يكتف الشعب بهذا بل، وأحضر من رآه جديرا بحكم مصر، واختاره، وانتخبه، ثم نصبه رئيسا للبلاد .
كل هذا فعله الشعب المصرى فى عام واحد .
وتحمل صابرا التفجيرات والديناميت، ورأى بعينيه رجاله وهم يسقطون تحت وطأة رصاص الجماعة وقنابلها ومتفجراتها . ودفع الشعب الثمن غاليا من رجال، ومن ثرواته، وتحمل كل هذا بصبر منقطع النظير، وخرج لنا بتلك السيمفونية الرائعة التى رأيناها يوم 8 يونيو 2014، فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى .
الآن انتهت الآن الاحتفالات، وبدأ الرئيس فى ممارسة اختصاصاته .
أتمنى أن نعود لحالتنا الطبيعية، فنحن مازلنا فى أجواء غير عادية اعتبارا من 25 يناير 2011 حتى الآن .
توتر، قلق، خوف، رهبة، قتل، تفجيرات، أرواح تزهق، شوارعنا ومياديننا تحولت إلى ميادين كر وفر وساحات قتال .
نَحِنْ نشتاق إلى الأجواء العادية والتى كنا نخرج فيها نتمشى بلا هدف، نجلس فى أى مكان، دون خوف أو قلق أو توتر، كنا نسافر فى الليل أو النهار، فى الوقت الذى يروق لنا. الآن أصبح السفر لمحافظة أخرى، يحتاج لترتيبات، وإعدادات، وإجراءات .
كان الله فى عون مصر، تحملت الكثير، وتحملت نساءها الكثير من إهانات الجاهلين، يوم أن عبرت نساءها عن فرحتهن بالاستقرار، واتهمها أبناؤها العاقون بالفجور .
قريب لى عائد من دولة عربية وكان يعمل مدرسا، عبر لى عن استيائه مما سمعه من بعض إخوانه العرب عن نساء مصر .
لم أشأ أن أرد عليه، إنهم هناك لا يعرفون النساء، لأن شعوبا عاشت مكبوتة، من الصعب عليها أن تعرف معنى التعبير عن الحرية .
نساء مصر هن . زوجاتنا، وبناتنا، وأمهاتنا، وإخواتنا، أشرف بكثير من مجرد رقصة عبرن فيها عن فرحهن بعودة بلادهن إلى الاستقرار .
وتحياتى إلى مصرنا الغالية.
■ خبير أمنى