رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترامب وجهًا لوجه مع السفاح نتنياهو: أمريكا والاحتلال الإسرائيلى والشرق الأوسط.. الى أين؟

الدبلوماسية الأمريكية والإقليمية، دخلت مختبرًا جيوسياسيًا يميل نحو تهدئة توتر العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة والشرق الأوسط.

وفى «الحتمية السياسية الراهنة»، وصل السفاح نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المقرر أن يلتقى الرئيس ترامب، فى البيت الأبيض، عدا عن لقاء آخر على مأدبة عشاء  محدودة الحضور (..). 
.. بالتأكيد، استقبال ترامب السفاح نتنياهو، فى هذا التوقيت، يشكل نقطة تحول فى طبيعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والتى تنعكس مباشرة على المنطقة والشرق الأوسط ودول جوار فلسطين المحتلة. 
.... وهى بالدارج  الشعبى، «زيارة حمالة أوجه» قد تكون مرحلة وضع مخططات جديدة، وفق فهم لآليات بداية صراع اجتياح ترامب الداخل الأمريكى والعالم، تحديدًا الاقتصاد والعلاقات الدولية والأمن والسلم؛ لكى ينتبه البيت الأبيض للملفات الخبيثة والخطط التى يتلاعب بها السفاح نتنياهو،  هو وحكومة الاحتلال اليمينى الصهيونى التوراتى المتطرفة، التى، غالبًا سعت مع المنظمات والقوى الصهيونية والإيباك لزيادة توريط سياسات وقرارات ترامب أولا(..) فى رئاسته الثانية، بينما السفاح يريد حماية رأسة واستدامة دولة الاحتلال اليمينية المتطرفة. 
*الشبح!
كان لافتًا، وبشكل مختلف، وضمن سياق متصل بزيارة السفاح نتنياهو، ما نقله المحلل السياسى لصحيفة «هآرتس» حاييم ليفينسون، من توقعات مفادها أن حديث ترامب عن تهجير  سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن؛ قد يكون «شبحًا» ستعلن السعودية أنها أبعدته، «من خلال موافقتها على التطبيع»، وهنا فارقة جيوسياسية أمنية لها ما بعدها فى طبيعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، عدا عن الأمريكية العربية الإسلامية، وطبيعة وجود الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى التوراتى، من حقوق الشعب الفلسطينى اشتراطات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 
* تنبيهات حول قمة ترامب.. والسفاح نتنياهو 
.. منذ ساعات، انشغل الإعلام الدولى والعربى والإسرائيلى، والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى والمنظمات والقوى المختلفة فى العالم بما يرد من تنبيهات حول قمة ترامب.. والسفاح نتنياهو، التى تسبقها مواعيد تجهيزات تشتغل عليها إدارة ترامب، وتجدر الإشارة، إلى أن دول المنطقة والشرق الأوسط والدول الكبرى فى العالم، ومجلس الأمن والقرارات كافة، استهجنت، وتوقفت طويلًا فى حيثيات ما يريد ترامب- نتنياهو من هذه المواجهة المبكرة. 
.. وهنا بعض التنبيهات:
*أولًا:
.. منذ صدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، تجنب هتلر الألفية الثالثة، نتنياهو الزيارات الخارجية خشية الاعتقال، لكنه، أصبح الآن فى الولايات المتحدة، ولا يواجه مخاوف الاعتقال خلال زيارته، إذ لا تعتبر أمريكا عضوًا فى المحكمة الجنائية الدولية.
.. والمحكمة  أصدرت  مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه السابق غالانت فى 21 نوفمبر/ تشرين الثانى 2024، بتهمة «ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة.
فيما دفعت الإدارة الأمريكية  برغبة من ترامب، باتجاه إصدار عقوبات على المحكمة ومسئوليها للسبب ذاته.
*ثانيًا:
تم الكشف عن رسالة  دعوة ترامب لنتنياهو، التى كان وجهها الرئيس الأمريكى، رسميًا إلى رئيس الوزراء نتنياهو من أجل دعوته لزيارة واشنطن.
وقال ترامب، فى الرسالة التى نشرها مراسل موقع «أكسيوس» باراك رافيد على منصة «إكس»: «أود أن أدعوك رسميًا إلى البيت الأبيض، الأسبوع المقبل. وأتطلع إلى مناقشة كيفية تحقيق السلام لإسرائيل وجيرانها، والجهود المبدولة لمواجهة خصومنا المشتركين».
.. ورشح ترامب الرسالة: «سيكون شرفًا لى أن أستضيفك كأول زعيم أجنبى لى خلال فترة ولايتى الثانية».
وفى وقت سابق من الثلاثاء، أعلن نتنياهو أنه تلقى دعوة من ترامب لزيارة البيت الأبيض فى الرابع من شباط.
* ثالثًا:
بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قبل مغادرة، السفاح نتنياهو أنه قال: «الزيارة هى أول لقاء مع زعيم دولة أجنبية بعد انتخاب ترامب، وهذا يحمل معنى كبيرًا بالنسبة للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، واللقاء سيكون فرصة لمناقشة القضايا الحاسمة، مثل «القضاء على حماس، الإطلاق الوشيك للأسرى الفلسطينيين، وأهمية الحفاظ على الأمن الإسرائيلى فى ظل التهديدات الإقليمية».
* رابعًا:
يتوقع، وفق هيجان الإعلام الإسرائيلى المتطرف، أن تتطرق مباحثات السفاح نتنياهو مع ترامب إلى المخطط الذى يروج له الأخير منذ 26 يناير الماضى، والقاضى بنقل فلسطينيى غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، بذريعة «عدم وجود أماكن صالحة للسكن فى قطاع غزة»، الذى أبادته دولة الاحتلال طوال نحو 16 شهرًا.
وقوبل مخطط ترامب، الذى دعمه وحركه مسئولون من اليمين المتطرف فى حكومة نتنياهو، برفض فلسطينى وعربى وإسلامى وأوروبى وأممى.
.. وفى المؤشر، عمليًا كان التنسيق الجيوسياسى الأردنى المصرى، مؤثرًا، مع حراك دبلوماسى لكسر المقترح الترامبى، تزامن مع قوة شعبية وطنية سيادية، عززت منع التهجير القسرى للشعب الفلسطينى من غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.

عمليًا، التنسيق الأردنى المصرى، جاء مع تشدد  ملك الأردن عبدالله الثانى، والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، فى الرفض المطلق لأى رغبة أو مقترح من الإدارة الأمريكية، أو من الرئيس ترامب، وكان مؤثرًا سياسيًا وأمنيًا وقوميًا، تصريحات الرئيس السيسى، أن «ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطينى ظلم لا يمكن أن نشارك فيه»، مؤكدًا عزم مصر  على العمل مع ترامب للتوصل إلى سلام قائم على حل الدولتين.
وأُضيفت إلى ذلك، مواقف رافضة لمقترح ترامب من جهات عدة، بينها الأردن والعراق وفرنسا وألمانيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى.
.. وفى قمة سداسية دعت إليها مصر، فى اجتماع وزارى عقدته بالعاصمة القاهرة، شددت الدول المشاركة رفضها مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، داعية المجتمع الدولى لتنفيذ حل الدولتين.

يذكر أن الاجتماع  ضم وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، فضلًا عن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط.
*خامسًا:
وهذا هو المهم عبر العالم والمنطقة، أنه:
كان سريان وقف إطلاق النار قد بدأ فى قطاع غزة فى 19 كانون الثانى/يناير الماضى، ويستمر فى مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
محادثات المرحلة الثانية من الهدنة 
وقال مكتب نتنياهو فى بيان إن «رئيس الوزراء تحدث هذا المساء مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. واتفق الاثنان على أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الرهائن ستبدأ عندما يلتقيان فى واشنطن الاثنين المقبل».

وتم ربط التنبية، مع إشارات عما ارتكبته قوات الاحتلال، والكابنيت الإسرائيلى الصهيونى بدعم أمريكى بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثانى/يناير 2025، إبادة جماعية فى غزة خلّفت أكثر من  159 ألف شهيد وجريح فلسطينى، معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية فى العالم.

*سادسًا:
هآرتس الإسرائيلية تتوقع: التطبيع مع السعودية مقابل عدم التهجير. 
فقد ذكرت أنه استنادًا إلى مصادر مطلعة، «لم تذكرها» أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء عن تطور محتمل فى مسار التطبيع مع السعودية (..) عدا عن  أن طبيعة الإعلان لا تزال غير واضحة، سواء كان رمزيًا أو محددًا وواضح المعالم.
وبحسب التقرير، عمل ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للشرق الأوسط، خلال زيارته للسعودية على تنسيق الصياغة الدقيقة للإعلان بين الأطراف المعنية لضمان توافق المواقف. 
*سابعًا:
.. الغريب أن السفاح يحمل معه رغبة مهد لها الإيباك وقوى التطرف اليمينى التوراتى فى الولايات المتحدة، تفيد بأن دولة الاحتلال طلبت من الرئيس ترامب: «تصريحًا واضحًا وحاسمًا بأن حركة حماس لن تكون جزءًا من حكم غزة».
التنبيه، يلقى ظلالًا سياسية وأمنية تقول إن: «أفضل الدبلوماسيين فى الشرق الأوسط يعملون حاليًا على صياغة معادلة معقدة تتيح إزاحة حماس عن الحكم دون أن تعترف الحركة الهزيمة»، فى محاولة لتحقيق توافق يضمن استقرار القطاع وتلبية مصالح الأطراف الإقليمية.
* قراءة الأحداث فى الضفة الغربية وعملية «الأسوار الحديدية» وآفاق المستقبل القريب. 
بثت شبكة الهدهد الإعلامية الإلكترونية، قراءة حول الأحداث فى الضفة الغربية والحرب العدوانية على غزة ورفح، ومسارات عملية «الأسوار الحديدية» وآفاق المستقبل القريب. 
.. وأفردت التقارير، مدلولات خطيرة، جاء نشرها متزامنًا مع زيارة السفاح نتنياهو إلى الولايات المتحده، وهنا بحسب الوثيقة التى وصلت «الدستور».
*أولًا: المشهد الحالى فى الضفة الغربية
تشهد الضفة الغربية تصعيدًا ميدانيًا مستمرًا، مع تزايد العمليات العسكرية الإسرائيلية والمواجهات المسلحة مع الفصائل الفلسطينية. تشمل أبرز التطورات:
1. العمليات العسكرية الإسرائيلية: استمرار الاقتحامات فى جنين ونابلس وطولكرم ومخيمات اللاجئين، مع استخدام الطائرات المُسيّرة والقصف المدفعى المحدود فى بعض العمليات وتوسيع عمليات التدمير للبنية التحتية ومضاعفة الاعتقالات ونصب الكمائن وزيادة الحواجز ونقاط التفتيش والأبواب الحديدية والمطبات الترابية على مداخل التجمعات.
2. تزايد العمليات الفلسطينية: شهدت الضفة ارتفاعًا فى عدد الهجمات المسلحة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال، بما فى ذلك عمليات إطلاق نار وعبوات ناسفة محلية الصنع والطعن وعمليات الدهس المولوتوڤ وإلقاء الحجارة.
3. تعزيزات عسكرية إسرائيلية: نشرت «إسرائيل» مزيدًا من القوات الخاصة فى مدن الضفة الغربية ولا سيما الألوية المقاتلة والقوات الخاصة، وأعلنت عن إجراءات أمنية مشددة تشمل فرض حواجز جديدة وتنفيذ اعتقالات واسعة النطاق.
4. التوتر السياسى: هناك تباين فى مواقف السلطة الفلسطينية، التى تواجه انتقادات شعبية بسبب استمرار التنسيق الأمنى، فى وقت تزداد فيه الضغوط الدولية عليها لاستعادة السيطرة الأمنية فى بعض المناطق ومواقف المقاومة الفلسطينية.

ثانيًا: عملية «الأسوار الحديدية» وأهدافها
عملية «الأسوار الحديدية» أُطلقت كجزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى:
منع سقوط الحكومة استجابة لمطالب سموتريتش الذى اشترط بقاء حزبه فى الحكومة  بتسريع عملية الحسم والتهويد فى الضفة الغربية بعد اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. 
• احتواء خطر الفصائل المسلحة ومنع تمدد نفوذها العسكرى داخل الضفة إلى مخيمات وحواضن أخرى.
• استهداف البنية التحتية للمقاومة، مثل ورش تصنيع العبوات الناسفة والخلايا العسكرية فى مخيمات جنين ونابلس وطولكرم وطوباس.
• منع التصعيد من خلال عمليات اعتقال واغتيالات نوعية لقادة المقاومة والمسلحين فى كتائب المقاومة.
• التأثير على مفاوضات غزة، حيث تسعى «إسرائيل» إلى الضغط على حركة حماس والجهاد الإسلامى فى الضفة لانتزاع تنازلات فى مفاوضات تبادل الأسرى فى غزة.
ثالثًا: السيناريوهات المحتملة فى المستقبل القريب
1. استمرار التصعيد الأمنى «السيناريو الأكثر ترجيحًا»
• استمرار الاقتحامات الإسرائيلية فى مدن الضفة الغربية، مع تزايد عمليات المقاومة بالتوازى.
• تصاعد العمليات النوعية ضد المستوطنين والجيش الإسرائيلى، ما قد يدفع تل أبيب إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية.
• احتمال تنفيذ عمليات اغتيال جديدة ضد قادة المقاومة فى الضفة والخارج.

2. توسيع الحملة العسكرية الإسرائيلية «سيناريو تصعيدى خطير».
• إذا استمر تصاعد الهجمات الفلسطينية، قد تتخذ «إسرائيل» قرارًا بشن حملة عسكرية واسعة فى الضفة، تشمل اجتياحات كبيرة لمخيمات اللاجئين.
• سيناريو «السور الواقى 2» قد يُطرح إذا تصاعدت الأمور، حيث يمكن «لإسرائيل» إعادة احتلال بعض المناطق التى تسيطر عليها السلطة الفلسطينية جزئيًا وبشكل مستمر دون خروج منها.
3. تهدئة محدودة برعاية إقليمية ودولية «سيناريو أقل احتمالًا».
• تدخل دولى مثل: «الولايات المتحدة والأوروبيون ومصر وقطر) لخفض التصعيد، وربما تقديم مبادرات للتهدئة بين المقاومة «وإسرائيل».
• قد تلجأ «إسرائيل» إلى تقديم بعض التسهيلات الاقتصادية للضفة، لاحتواء التصعيد بهدف دعم السلطة وتشجيعها لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد المقاومين.

رابعًا: تداعيات محتملة
• سياسيًا: تزايد الضغط على حكومة نتنياهو من المعارضة الإسرائيلية التى ترى أن التصعيد يُضعف السلطة الفلسطينية ويعطل قدرتها على التنسيق الأمنى، وبالتالى إضعاف الموقف الأمنى.
• عسكريًا: إذا استمر التصعيد، فقد يتجه الجيش الإسرائيلى إلى مزيد من الضربات الاستباقية فى الضفة، وربما تنفيذ عمليات موسعة فى مناطق أخرى.
• شعبيًا: تصاعد موجة التصدى للحملات العسكرية الإسرائيلية فى مدن الضفة، مع زيادة التأييد لحركات المقاومة، مما قد يضعف موقف السلطة الفلسطينية ويزعزع مكانتها.
الشبكة التى اشتغلت على إعلان الوثيقة، خلصت إلى أن الأوضاع فى الضفة الغربية تتجه نحو مزيد من التصعيد فى المستقبل القريب، مع استمرار المواجهات العسكرية ضمن عملية «الأسوار الحديدية». الاحتمال الأكبر هو تصاعد المقاومة قبل أن يتم البحث عن حلول تهدئة برعاية دولية نسبتها ضئيلة جدًا، خاصة فى ظل التباين بين مواقف المقاومة والسلطة.
* صاعق تفجير المنطقة يُعَد فى واشنطن.
رئيس تحرير الموقع الإعلامى الأردنى «نيسان» إبراهيم قبيلات، وصف زيارة ترامب بأنها: «صاعق تفجير المنطقة يُعَد فى واشنطن». 
.. ويرى تقديره السياسى والأمنى أنه:
يجرى حاليًا على قدم وساق تجهيز سلكى صاعق تفجير المنطقة فى واشنطن.
تفجير لن يستثنى أحدًا. وفيه ستدخل المنطقة منعطفًا خطيرًا.
.. ولفت: توشك المنطقة أن تدخل منعطفًا جديدًا لن تكون كما نعرفها من قبل.
فنحن على أعتاب زيارة يراد لها أن تكون تاريخية لرئيس وزراء العدو نتنياهو للولايات المتحدة وتبدأ الثلاثاء بلقاءات هى الأخطر منذ عقود، زيارة يريد منها ننياهو من مستضيفه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن تحدد مصائر عشرات الملايين من العرب.  
أما عن الفلسطينيين فسيناقش نتنياهو مع ترامب تحويل الغزيين إلى لاجئين بطردهم من القطاع، لكن بعد استكمال الصفقة واستئناف الحرب.
وأشار المحلل السياسى قبيلات: فى الوقت الذى يرفض ترامب اللجوء ويحاربه فى بلاده بأبشع طريقة بعد أن جهّز للاجئين مهاجع سجن غوانتانامو يعمل اليوم على ترتيب طريقة ما لطرد الفلسطييين من غزة وتحويلهم إلى لاجئين، وكل هذا تحت عناوين إنسانية.
يقول ترامب إن غزة لم تكن منطقة صالحة للعيش، لهذا فإن علينا أن نجد للغزيين مكانًا ليرحلوا إليه.
كما سيناقش ترامب مع نتنياهو برنامج الأخير لضم الضفة الغربية بعد ‏ابتلاعها، ومجددًا البحث عن طريقة لطرد الفلسطينيين من الضفة وتحويلهم هم أيضًا إلى لاجئين.
وهناك سوريا والقواعد العسكرية التى يبنيها الجيش الإسرائيلى فى المنطقة منزوعة السلاح بين فلسطين المحتلة وسوريا، ومصير حزب الله فى لبنان والتطبيع مع السعودية‏
.. عمليا، ما زالت زيارة السفاح فى يومها الأول، وهى قد تحدد مصير السفاح نتنياهو السياسى، قبل تحديد مصير مآلات اليوم التالى فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، عدا عن خطط مواجهة إيران وأذرعها فى لبنان والعراق واليمن، وسوريا والخلاص من ملفها النووى.
على أمتار من سلم الطائرة، وقبيل توجهه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكى ترامب، قال السفاح، بطريقة بدت فيها علامات القلق والتوتر- بالمناسبة يرافقه فى الطائرة زوجته السفاح الأم، وفريق طبى بأمراض القلب وجراحة المسالك والبروستات والأورام- إنه سيناقش مع  الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية، قضايا استراتيجية، من بينها «الانتصار على حماس وإعادة جميع المختطفين ومواجهة محور إيران»، مدعيًا تصورات مسبقة للعمل المشترك مع ترامب «يمكننا أن نعزز أمن إسرائيل وأن نوسع دائرة السلام»، وإن قرار ترامب بأن يكون نتنياهو أول زعيم دولة أجنبية يجتمع به، «يعكس قوة التحالف والعلاقة بيننا، وهى العلاقة التى أدت إلى اتفاقيات أبراهام التى قادها الرئيس ترامب».

.. وفى ذات المسارات العملية، واشنطن تشهد اليوم الإثنين بدء المحادثات حول المرحلة الثانية من صفقة إطلاق الأسرى والمحتجزين مع حماس.
وفى 19 كانون الثانى/يناير الجارى، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر فى مرحلته الأولى 42 يومًا، يجرى خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو إن السلطات الأمريكية ستواصل العمل مع إسرائيل لتحرير جميع الأسرى فى قطاع غزة.
.. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تبادلت الحوار عن أبعاد الأزمة السياسية التى يواجهها نتنياهو فى ظل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، وسط ترقب لنتائج زيارته إلى واشنطن والتى قد تحدد مصيره السياسى.
ورأى مستشار وزير الدفاع الإسرائيلى سابقًا باراك سرى، أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لنتنياهو، مشيرًا إلى أن زيارته البيت الأبيض ستحدد ما إذا كانت الحكومة ستعود إلى الحرب مما قد يضمن استمرار الائتلاف الحالى، أو أنها ستتجه نحو صفقة كبيرة قد تؤدى لانهيار حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
.. أيضا، كشفت مراسلة الشئون السياسية بالقناة 13 الإسرائيلية «موريا أسرف وولبيرغ» أن المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف أوضح صراحة أن إدارة ترامب تريد إنهاء الحرب فى غزة.
وأشارت المراسلة الإسرائيلية إلى أن هذا الخيار يُشكل مأزقًا سياسيًا لنتنياهو الذى سيكون مضطرًا للاختيار بين الحفاظ على تحالفه الحكومى أو التماشى مع الضغوط الأمريكية.
وأضافت أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق أوسع يشمل وقف الحرب وربط ذلك بخطوات تتعلق بملف التطبيع مع السعودية، وهو أمر قد لا يكون مقبولًا لدى شركاء نتنياهو بالحكومة.
* توطين فلسطينيين فى لبنان وفرض السلام بالقوة
.. فى سياق سياسى وأمنى متصل، وتحت عنوان: «نتنياهو وترامب: توطين فلسطينيين فى لبنان وفرض السلام بالقوة». 
حلل رئيس تحرير الموقع الإلكترونى الإعلامى المدن، منير الربيع، فى رؤية كاشفة حول المنطقة والشرق الأوسط، قال:
تخطط إسرائيل لإنشاء قواعد عسكرية جديدة وكبيرة على الحدود مع لبنان.
عناوين كثيرة يحملها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو معه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أول رئيس يلتقيه دونالد ترامب فى البيت الأبيض. ما يسعى إليه نتنياهو هو رسم ملامح منطقة الشرق الأوسط بالتفاهم مع ترامب، والحصول على دعمه.
.. يستدعى ربيع، الحالة الراهنة بالرجوع إلى طبيعة الدور الأمريكى: خلال فترة الحرب على غزة ولبنان، فيذكر: زار رئيس الوزراء الإسرائيلى الولايات المتحدة مرتين، الأولى، إلى الكونغرس، حين نال هناك دعمًا كبيرًا لتوسيع هامش الحرب على لبنان وحزب الله، بالإضافة إلى مواصلة حربه فى غزة ورفض وقف إطلاق النار. والثانية، إلى الأمم المتحدة، حيث من هناك اتخذ قرارًا باغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وتوسيع هامش الحرب والدخول بريًا.
تأتى هذه الزيارة بعد وقف إطلاق النار فى غزة ولبنان، مع نوايا إسرائيلية واضحة لعدم تثبيت هذه الاتفاقات، إلا فى حال حققت تل أبيب النتائج التى تريدها بقوة الدفع السياسى، وبناء على الدعم الأمريكى. من دون ذلك، فإن الحرب ستكون قابلة للتجدد عند أى لحظة.
.. تعتبر التحليلات التى توصل إليها المدن، إن زيارة  السفاح نتنياهو الثالثة إلى أمريكا، تحمل عناوين لها علاقة:
*1:
وضع إيران. سعيا للحصول على الدعم الأمريكى اللازم، إما لتوجيه ضربات ضد طهران ومشروعها النووى، وإما للحصول على دعم أمريكى فى ممارسة ضغوط قصوى على إيران، لدفعها إلى تقديم التنازلات المطلوبة، نوويًا، عسكريًا، وسياسيًا على مستوى النفوذ فى المنطقة.
*2:
الحصول على دعم للشروع فى توسيع الاستيطان فى الضفة الغربية، وتفعيل مشروع تهجير الفلسطينيين، لا سيما أن ترامب كان قد صرّح أكثر من مرة بضرورة خروج السكان الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، ومن الضفة الغربية إلى الأردن. وفى ظل تكرار ترامب لهذه المواقف، صدرت مواقف مضادة عن الدول العربية المعنية حول رفض هذه الخطة بالمطلق. لكن حسب المعلومات، فإن التداول الأمريكى الإسرائيلى يشير إلى الإصرار على مسار التهجير، وسط كلام عن تهجير حوالى مليونى فلسطينى من الضفة والقطاع باتجاه دول عديدة، على أن تتخذ إجراءات أمنية وعسكرية من أجل الفصل بين المناطق والأحياء فى الضفة الغربية. ما يصعّب الحياة ويدفع الناس إلى المغادرة.
*3: تفعيل مسارات اتفاق السلام، والوصول إلى إعلان اتفاق نهائى مع المملكة العربية السعودية. وفى هذا السياق، يندرج كلام السفاح نتنياهو عن توسيع مروحة اتفاقات السلام. وهو ما يسعى إليه ترامب أيضًا كطامح لنيل جائزة نوبل للسلام (..). مع الإشارة إلى أن التركيز الإسرائيلى الفعلى والأساسى للسلام هو على سوريا ولبنان كدولتين مجاورتين، بالإضافة إلى التركيز على اتفاق السلام مع السعودية، نظرًا لحجمها ورمزيتها ودورها.

*4: نوايا السفاح نتنياهو لاستئناف الحرب، وجعلها الوسيلة الوحيدة لتكريس السلام، من منطلق «سلام الانتصار». لذلك لا تبدو تل أبيب جدية فى الانسحاب من لبنان بشكل كامل فى المهلة المحددة، عملياتها ستكون مستمرة. وهى تستفيد من دعم أمريكى لتغيير كل الوقائع فى لبنان، وإيصال الدولة اللبنانية وحزب الله إلى قناعة التخلى عن السلاح. ولذلك، هناك إصرار إسرائيلى على مواصلة العمليات والغارات، والاحتفاظ بنقاط عديدة، أو بإنشاء قواعد عسكرية جديدة وكبيرة على الحدود مع لبنان، يصفها الإسرائيليون بأنها ستكون على الحافة الأمامية للمستوطنات، من دون تحديد المواقع الجغرافية التفصيلية لها، وإذا ستكون داخل الأراضى اللبنانية أم على تماسها. ويتذرع نتنياهو بذلك من خلال ادعاءاته بأن المستوطنين لم يعودوا إلى منازلهم وهم خائفون، ولا يمكنهم العودة فى ظل استمرار بقاء حزب الله فى الجنوب. وما ينجم عن هذه السجالات هو مطالبات إسرائيلية متكررة بضرورة إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع لبنان بمسافة عمقها 3 كلم. وإذا أرادت تل أبيب تحقيقه فيعنى عدم السماح لسكان قرى الشريط الحدودى بالعودة إليها. ما يعنى مشروع تهجير لهؤلاء السكان كما هو مشروع التهجير بالنسبة إلى الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية.
*5: فرض مسألة توطين اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فى لبنان و/أو سوريا، بالإضافة إلى تهجير أعداد من فلسطين إلى الأراضى اللبنانية والسورية. كما تريد تل أبيب وواشنطن تهجير مئات الآلاف منهم إلى مصر والأردن ودول أخرى. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه فى العام 2019، برز مشروع لتوطين الفلسطينيين فى لبنان وكان ذلك خلال إدارة ترامب السابقة على وقع الاتفاقات الابراهيمية التى سعى ترامب إلى إبرامها.

.. مواجهة ترامب، مع السفاح نتنياهو، قد تؤدى إلى تحديات لا يمكن الرهان عليها، إذا ما علمنا أن الرئيس ترامب يقف على صفيح ساخن، إذ ضربت قرارات فى عمق الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض الكونجرس، اشتغل بكولومبيا أولى ضحايا ترامب. 
والمكسيك وكندا وهدّد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الدولتين ما لم تتصدّيا للهجرة غير الشرعية وتجارة المخدّرات.
.. وعراكه الدائم مع الصين، وأيضًا مع 
- الدنمارك: هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية ما لم تتنازل عن سيطرتها على غرينلاند.
.. ويريد ترامب أن يلعب مع مجموعة بريكس: هدّد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على دول مجموعة البريكس «البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا» إذا ما تبنّت بدائل للدولار الأمريكى، والأمر كذلك مع روسيا وإيران والحرب وحرب أوكرانيا. 
.. يريدها، ترامب- وهذا مؤثر على مواجهات مفتوحه- المحادثات  شبه النهائية حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ومختلف الدول الأخرى تتقدم.
نتنياهو، يهلل «ترامب»: سيأتى الثلاثاء، وأعتقد أن لدينا بعض الاجتماعات الكبيرة جدًا المقرر عقدها. 
.. قد لا يكون أمامنا غير الإشارة إلى وجود سفاح متطرف، يواجه ترامب، الذى تغلب على الولايات المتحدة وما زال يثير الصخب. 
.. ليس جديدًا أن نقول إن الفشل هو نتاج زيارة ترامب، والحرب الإقليمية الشاملة، أو ربما مؤشرات على حرب عالميه تجتاح الإقليم وأكثر امتدادها.. ننتظر!