ندوة بمعرض الكتاب تناقش آفاق بناء جسور التعاون المصري الآسيوي
في ندوة بعنوان "آسيا وشراكات من أجل المستقبل"، والتي أدارها الإعلامية آية عبد الرحمن، تم تسليط الضوء على محور الدبلوماسية الثقافية وأفق العلاقات المصرية مع دول قارة آسيا.
شارك في الندوة السفير أحمد شاهين، مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية، والدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، ليقدم كل منهما رؤية شاملة حول آفاق التعاون بين مصر ودول آسيا في مختلف المجالات.
علاقات استراتيجية تنمو باطراد
بدأ السفير أحمد شاهين حديثه بتسليط الضوء على الطفرة غير المسبوقة التي شهدتها العلاقات المصرية الآسيوية في العقد الأخير. مشيرًا إلى أن الزيارات الرسمية التي قام بها الرئيس المصري إلى العديد من الدول الآسيوية قد أسهمت بشكل كبير في تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية بين مصر وهذه الدول. وأضاف أن الدبلوماسية المصرية تستند إلى مبدأ التوازن الاستراتيجي، حيث تسعى مصر إلى إقامة علاقات قوية مع مختلف الدول دون التأثير على علاقاتها مع الآخرين.
وتطرق السفير شاهين إلى الأهمية البالغة لتطوير العلاقات التجارية مع دول آسيا، مبرزًا أن فترة تولي الوزير بدر عبد العاطي منصبه قد شهدت تركيزًا على ملف التجارة والاستثمار، وهو ما يعكس الجهود المصرية لجذب الاستثمارات الآسيوية إلى السوق المصرية وتصدير المنتجات المصرية للأسواق الآسيوية.
وأوضح أن هناك العديد من الشركات الآسيوية التي قد وجدت فرصًا هامة في السوق المصرية، وهو ما يساهم في تحقيق شراكات طويلة الأمد. كما أشار إلى أن مصر تعمل على تقليل الطلب على العملة الصعبة من خلال التعامل بالعملات المحلية في التجارة مع دول آسيوية عدة.
آسيا حليف استراتيجي
من جانبه، أكد الدكتور إكرام بدر الدين على أهمية قارة آسيا في العصر الحالي من حيث دورها السياسي والاقتصادي. وأشار إلى أن دول آسيا، وخاصة الصين، تلعب دورًا محوريًا في السياسة الدولية، حيث تمتلك الصين حق الفيتو في مجلس الأمن وتستحوذ على حصة كبيرة من الاقتصاد العالمي.
وأضاف أن التعاون بين مصر وآسيا يمكن أن يتخذ طابعين: الأول على المستوى الثنائي بين مصر ودولة آسيوية معينة، والثاني على المستوى الجماعي، مثل التعاون مع مجموعة دول جنوب شرق آسيا.
وأوضح بدر الدين أن دبلوماسية القمة، التي تعتمد على الزيارات والاتصالات بين القادة والزعماء، هي أحد أهم أشكال الدبلوماسية النشطة التي تسعى مصر من خلالها إلى تعزيز علاقتها مع قادة الدول الآسيوية. وأشار إلى أن هذه الدبلوماسية قد تكون قصيرة من حيث الزمن لكنها تسفر عن نتائج هامة تتجسد في توقيع اتفاقيات ومعاهدات مشتركة.
شراكات استراتيجية للتنمية
ركز كل من السفير أحمد شاهين والدكتور إكرام بدر الدين على أهمية التعاون مع دول آسيا كعامل محوري في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر. فقد أشار شاهين إلى المشاريع الكبيرة التي تم تمويلها بالتعاون مع اليابان وكوريا والهند، مثل المتحف المصري الكبير، والتي تعد جزءًا من شراكات استراتيجية تدعمها الدول الآسيوية.
وشدد بدر الدين على ضرورة تعزيز العلاقات مع التجمعات الآسيوية على المستوى الجماعي، بما في ذلك دول جنوب شرق آسيا، حيث يمكن لمصر الاستفادة من هذا التعاون لدفع الاقتصاد المصري نحو آفاق جديدة، وأوضح أن التوجه المصري نحو آسيا يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق التوازن في علاقات مصر الدولية وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي في المستقبل.
