شهادات من قلب غزة.. الفلسطينيون يبحثون عن الأمل وسط الدمار (خاص)
في صباح اليوم الاثنين، بدأ النازحون الفلسطينيون رحلة العودة إلى ديارهم في شمال غزة بعد شهور طويلة من النزوح القسري تحت نيران الحرب الإسرائيلية.
وهذه الرحلة التي طال انتظارها جاءت وسط مشاعر مختلطة، بين الفرح بلقاء الأرض التي اشتاقوا إليها، وبين الألم لما فقدوه خلال النزاع.
تفتيش العائدين في ممر نتساريم
وفقًا لتقارير ميدانية، يخضع الفلسطينيون العائدون للتفتيش في ما يُعرف بـ"ممر نتساريم"، وهو ممر أمني تديره إسرائيل بمساعدة شركة أمنية أمريكية ومقاولين مصريين. عند كل نقطة تفتيش، يتم إفراغ المركبات من ركابها وفحصها باستخدام أجهزة ماسح ضوئي بحثًا عن أسلحة أو متفجرات. ورغم أن العملية تستغرق بضع دقائق لكل مركبة، إلا أنها تعكس أجواء التوتر والاحتياطات الأمنية المشددة.
الدستور تواصل مع عدد من المواطنين العائدين إلى ديارهم في شمال غزة، وكشفوا تفاصيل رحلة العودة، ومنهم الذي وصل خلال الايام الماضية ولديه مشاعر مختلطة بين الفرحة والصدمة.
"بيت مش زي ما كان.. بس أحسن من البعد"
"كنت ماشية 6 كيلو عشان أوصل لبيتنا، والرحلة كانت مليانة تعب وخوف... لكن الأهم بالنسبة لي إني رجعت".. بهذه الكلمات وصفت ياسمين أبو عمشة، أم لثلاثة أطفال، شعورها بعد العودة إلى منزلها في شمال غزة، الذي وجدته متضررًا لكنه ما زال صالحًا للسكن.
وأضافت ياسمين في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: "الطريق كان صعب علينا، الأطفال كانوا تعبانين، ومع ذلك حسينا بفرحة إننا أخيرًا هنرجع لبيتنا اللي تركناه من شهور طويلة".
تدمير شامل في شمال القطاع
شمال قطاع غزة يعاني من دمار هائل نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف، حيث تشير تقارير ميدانية إلى أن أكثر من 70% من المنازل في مناطق مثل جباليا وبيت حانون تعرضت للتدمير أو الضرر الشديد.
ومع ذلك النازحون الذين عادوا إلى هذه المناطق يحاولون التكيف مع الظروف المأساوية وإعادة بناء حياتهم وسط هذا الخراب.
"فين الحي؟ كله بقايا!"
أم إبراهيم، جدة في الستين من عمرها، قالت: "لما رجعت ما عرفتش بيتي. الحي كله بقايا حجارة. حاولت ألاقي حاجات من الذكريات القديمة، لقيت صور لأولادي لما كانوا صغار. الصورة دي دلوقتي أغلى من كل حاجة".
"الأولاد نفسهم يروحوا مدارس"
أحمد ناصر، مدرس من بيت حانون، قال: "أكبر تحدي دلوقتي هو تعليم الأطفال. المدارس كلها مدمرة أو غير صالحة. الأولاد مش عارفين يرجعوا لحياتهم الطبيعية".
"مش راجعين نحارب.. راجعين نعيش"
محمد الجمال، الذي عاد إلى جباليا، قال: "في الطريق، وقفونا عند نقطة تفتيش. فتشونا وكأننا راجعين بحرب! قولتلهم إحنا ناس راجعين نعيش، مش راجعين نحارب. العملية كانت صعبة، بس في الآخر دخلونا".
محمد عبر في حديثه للدستور، عن إحساسه بالعودة قائلًا: "إحساس صعب، لما توصل بيتك وتلاقيه مش زي ما سبتُه. بس الحمد لله إننا رجعنا".