رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهداف رحلة الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج

تعد  ليلة الإسراء والمعراج من أعظم الليالي في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث فيها تم تكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزة عظيمة أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العلى، وتُعتبر هذه الحادثة من أبرز الأحداث في السيرة النبوية، لما لها من دلالات عظيمة في تعزيز الإيمان وإظهار قدرة الله سبحانه وتعالى.

بالرغم من أن تحديد تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة يختلف بين العلماء، إلا أن الكثير من المسلمين يحتفلون بها في السابع والعشرين من شهر رجب، وهذا الاحتفال لا يتوقف فقط على إحياء ذكرى المعجزة، بل يشمل أيضًا استحضار دروس هذه الرحلة العظيمة في تعزيز الإيمان والثقة بالله عز وجل. 

كرّم الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بهذه المعجزة العظيمة التي كانت وسيلة لتثبيت قلبه بعد ما لقيه من البلاء، ووضحت لنا رحلة الإسراء والمعراج العديد من الأهداف والدروس العميقة. من أبرز هذه الأهداف:

زيادة اليقين والراحة للنبي صلى الله عليه وسلم: بعد ما مر به من صعاب، مثل رفض قومه له، فقد رأى النبي مظاهر قدرة الله العظيمة وآثار رحمته، مما عزز يقينه ورفع من معنوياته.

توطئة لرحلة الهجرة: كانت الإسراء والمعراج بمثابة تمهيد لرحلة الهجرة التي ستبدأ قريبًا، مع تعليم النبي والمسلمين أن التحديات في طريق الدعوة تتطلب قوة وعزيمة.

رؤية النبي لأمور غيبية: خلال المعراج، رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والنار، ورأى كيف يُكافَأ المؤمنون ويُعاقب الكافرون، وهذا كان من باب التعليم والتحفيز لأمته.

اختبار المؤمنين: رحلة الإسراء والمعراج كانت بمثابة اختبار للمؤمنين، فقد ثبت إيمان من آمن بنبوة النبي، بينما تزعزع إيمان من كان إيمانه ضعيفًا، وتحديدًا أتباع النبي الذين كان إيمانهم ثابتًا.

شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم: كانت هذه المعجزة أيضًا فرصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليتحدى الشرك والمشركين، فقد جهر بالحق وواجه المشركين رغم ما قد يثيره حديثه من استهزاء.

تسلية وتثبيت للنبي: الله سبحانه وتعالى بيّن للنبي أنه ناصره، وأن رسالته ستصل إلى بيت المقدس رغم الصعوبات التي يواجهها، كان ذلك بمثابة تكريم عظيم له.

تاريخ ليلة الإسراء والمعراج

من المهم أن نعلم أن تحديد تاريخ الإسراء والمعراج لا يؤثر على حكم فقهي، وما يهم هو التصديق والتأكيد بأن الله أسرى بنبيه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرِج به إلى السماء.

ورغم ذلك، انتشرت فكرة أن ليلة الإسراء والمعراج هي السابع والعشرون من شهر رجب، رغم أن هذه الفكرة لم ترد في الأحاديث الصحيحة، وهناك العديد من الأقوال حول السنة التي حدثت فيها المعجزة، ومن أبرزها القول بأنها حدثت قبل الهجرة بسنة، أو حتى بعد خمس سنوات من البعثة.

الاختلافات في توقيت الإسراء والمعراج

السنة: اختلف العلماء في تحديد السنة التي حدثت فيها الإسراء والمعراج،  بعضهم قال إنها كانت قبل الهجرة بشهر، وآخرون قالوا قبلها بخمس سنوات، والأقوى أن المعجزة كانت قبل الهجرة بسنة.

اليوم: تعددت الآراء حول اليوم الذي وقع فيه الإسراء والمعراج، حيث قال البعض إنها كانت في يوم الجمعة، وآخرون في يوم الاثنين، وهو نفس اليوم الذي يوافق ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.

الشهر: فيما يتعلق بالشهر، فهناك أقوال مختلفة، فمنهم من قال إنه حدث في شهر رجب، ومنهم من قال في شهر ربيع الأول أو حتى في رمضان.