باحث لـ"الدستور": سياسة ترامب المقبلة تجاه العراق ستركز على المصالح الاقتصادية
![جريدة الدستور](images/no.jpg)
قال الباحث السياسي العراقي نسيم عبد الله، إن سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه العراق ستستند بشكل أساسي إلى المصالح الاقتصادية في المرحلة القادمة، بعد أن شهدت العلاقة بين البلدين تغييرات ملموسة خلال فترة رئاسته الأولى، ورغم أن العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في فترة ترامب السابقة لم تشهد شراكة استراتيجية حقيقية، فإن الوضع الراهن في العراق قد يتيح الفرصة لتحول كبير في هذه العلاقات، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية الجديدة التي يواجهها العراق.
تعزيز الاستقرار الاقتصادي في العراق
وأوضح عبد الله في حديثه لـ “الدستور”، أن الوضع في العراق اليوم مختلف بشكل جذري عن الفترة السابقة، حيث أصبح هناك حاجة ملحة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي من خلال شراكات دولية قوية، ومن بين هذه الشراكات المحتملة، تبرز الولايات المتحدة الأمريكية كأحد اللاعبين الرئيسيين في تحفيز الاقتصاد العراقي وتنشيط مختلف القطاعات الحيوية. وأكد الباحث أن العراق يمتلك العديد من الفرص الاقتصادية التي يمكن أن تجذب الاستثمارات الأمريكية في مجالات الطاقة، الصناعة، والزراعة.
وأشار عبد الله إلى أن العراق يعاني من تحديات كبيرة في هذه القطاعات، حيث يواجه نقصًا في التقنيات الحديثة، فضلاً عن البنية التحتية المتواضعة التي تعيق النمو الاقتصادي المستدام. وفي هذا السياق، أكد عبد الله أن العراق بحاجة إلى دعم أمريكي في تلك المجالات، وهو ما قد يشكل فرصة كبيرة للتعاون بين البلدين في المستقبل القريب.
وأضاف عبد الله أن العقلية التي يتعامل بها ترامب، والتي تركز بشكل كبير على المصالح الاقتصادية، تجعل من العراق شريكًا استراتيجيًا محتملاً في مجالات متعددة. ولفت إلى أن إدارة ترامب، التي كانت تركز في فترة سابقة على القضايا الأمنية والسياسية، قد تتجه الآن نحو شراكات اقتصادية ملموسة، وهو ما يعني أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولات كبيرة في نوعية العلاقة بين العراق والولايات المتحدة.
وأوضح عبد الله أن من الأولويات الأساسية التي قد تركز عليها الولايات المتحدة في العراق هي تعزيز قطاع الطاقة، الذي يُعد من القطاعات الحيوية للعراق، حيث يمتلك البلد احتياطات ضخمة من النفط والغاز. كما أشار إلى ضرورة إعادة هيكلة القطاع الصناعي والزراعي في العراق، والذي يعاني من تدهور منذ فترة طويلة، ما يستدعي استثمارات أمريكية في مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا.
وختم عبد الله حديثه بأن الاقتصاد العراقي يشكل مفتاحًا رئيسيًا لتحسين العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في المستقبل. وأكد أن فرص التعاون في المجالات الاقتصادية ستساهم في تحقيق استقرار طويل الأمد للعراق، وكذلك ستعود بالنفع على الولايات المتحدة من خلال الاستثمار في هذه القطاعات، مما سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.