رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكومة نتنياهو على حافة الانهيار.. استقالات وتوترات داخلية غير مسبوقة

نتنياهو
نتنياهو

منذ طوفان الأقصى 2023، الذي كشف عن هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تتوالى الأزمات داخل حكومة الاحتلال وقيادات الجيش الإسرائيلي، سلسلة من الاستقالات المتتالية بدأت بعد هذا الهجوم، تعكس تصاعد الانتقادات للقيادة السياسية والعسكرية وتضع حكومة بنيامين نتنياهو في مواجهة مباشرة مع أزمات داخلية حادة، تُنذر بانهيارها.

 

استقالات قيادات بارزة في جيش الاحتلال 

توالت الاستقالات من قيادات الجيش الإسرائيلي، على رأسهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، الذي أعلن عن استقالته بعد تحمله المسئولية عن الفشل في التصدي للمقاومة، والذي تسبب في خسائر كبيرة على مختلف الأصعدة.

كما تبعه اليوم اللواء يارون فينكلمان، قائد المنطقة الجنوبية، الذي أكد في بيانه استقالته أنه فشل في حماية النقب الغربي خلال الهجوم، وأنه قرر التنحي بعد أن قاد العمليات العسكرية في غزة منذ ذلك الحين.

هذه الاستقالات ألقت بظلالها على المشهد الداخلي في إسرائيل، وسط توقعات بأن تليها استقالات أخرى من قيادات عسكرية وسياسية، ما يزيد من حدة الأزمة داخل حكومة الاحتلال.

 

تداعيات على حكومة وجيش الاحتلال 

الأزمة التي خلفتها الاستقالات المتتالية تركت حكومة الاحتلال في موقف ضعيف، مع تصاعد الانتقادات من داخل الأحزاب السياسية والشارع الإسرائيلي، هناك شرخ واضح بين نتنياهو وقيادات حكومته، خاصة بعد أن حملته قطاعات واسعة مسئولية الفشل الأمني.

في الوقت ذاته، تتراجع ثقة الإسرائيليين في قدرة الحكومة على تحقيق الأمن، حيث أصبح الحديث عن احتمالية إجراء انتخابات مبكرة أمرًا مطروحًا بقوة، أما جيش الاحتلال، فيبدو أنه يعاني من أزمة قيادة تؤثر على أدائه الميداني في مواجهة التصعيد على عدة جبهات.

 

الضغوط الدولية والإقليمية

الأزمات الداخلية لحكومة الاحتلال لم تتوقف عند حدودها، بل امتدت إلى الساحة الدولية. هناك قلق متزايد بين الحلفاء الغربيين، لا سيما الإدارة الأمريكية، حول مستقبل الاستقرار في إسرائيل، وسط دعوات لمراجعة الدعم غير المشروط لحكومة نتنياهو.

على الجانب الإقليمي، استغلت المقاومة الفلسطينية حالة التفكك الداخلي لتكثيف الضغط العسكري والسياسي على إسرائيل، ما زاد من تعقيد المشهد وعمّق أزمات الحكومة الإسرائيلية.

 

سيناريوهات متوقعة

في ظل هذه التطورات، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة. الأول، إجراء انتخابات مبكرة في محاولة للخروج من الأزمة السياسية، الثاني، تغيير في قيادات الجيش والحكومة لإعادة الثقة في المنظومة الأمنية. الثالث، تصعيد عسكري جديد قد تلجأ إليه حكومة الاحتلال لتحسين صورتها أمام الداخل، وهو خيار يحمل في طياته مخاطر كبرى على الاستقرار الإقليمي.