رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيانة الإخوان "المشروعة"!

فى الأيام التى سبقت ثورة 30 يونيو، سألنى صديق عقب أداء صلاة الجمعة: هل الإخوان خونة؟، ولماذا لا تعتبر جماعة الإخوان جزءًا من النسيج الوطنى باعتبارها جماعة وطنية؟، وقبل أن أجيب كان قد تجمع حولنا عدد من المصلين، معظمهم من المنتمين للجماعة، وأبدوا اهتمامًا بما سأقوله، إذ إننى الصحفى القادم من القاهرة إلى مسقط رأسى فى قلب صعيد مصر، كانت الأجواء ملتهبة، والكل متحمس لسماع معلومة مختلفة أو إجابة عما ينتظر البلاد فى ظل حكم الإخوان.

إجابتى، التى لم أتردد فى إعلانها، كانت صريحة وكأنها شهادة أمام الله: وهى أن جماعة الإخوان لم تكن يومًا فصيلًا وطنيًا، بل هى جماعة عميلة تحمل أجندات أجنبية، ومنهجها الذى بنت عليه فكرتها يتناقض تمامًا مع كل ما هو وطنى. والواقع والتاريخ يثبتان ذلك.

التفت الحضور وأسهبت فى الحديث عن الجماعة، وسط نظرات الغضب التى تجاهلتها جميعًا وقلت: «الآن لم تعد الجماعة مجرد فكرة، بل تحولت إلى مشروع للحكم منتشر فى عدد من الدول، ولها أذرع تمتد فى مختلف دول العالم، هذه الأذرع هى التى تقف وراء الكثير من الأحداث الدامية التى شهدتها المنطقة العربية، وأدت إلى زعزعة الاستقرار وتدمير البلدان وقتها كانت بداية الأزمة السورية وسقوط ليبيا ومقتل العقيد معمر القذافى». فهل يمكننا أن نعتبر جماعة تدعم مثل هذه الأفعال جماعة وطنية تسعى إلى خير الأمة؟

وقبل أن نتحدث عن الفكرة التى تقوم عليها أهداف الجماعة، يجب أن نذكر أن أول ما اعتمدت عليه أدبيات الجماعة هو الكذب كمنهج له ما يبرره لتنفيذ أغراضهم، مستندين إلى مرجعيات فقهية تتناقض مع الثابت من الدين الذى يجرم الكذب، ويصنفه كإحدى المحرمات التى حرمها الله على المؤمنين وعلى جميع البشر.

وأول كذبة فى تاريخ جماعة الإخوان تتعلق بسيرة مؤسسها حسن البنا، فقد ثبت من خلال تتبع نسبه وجذوره العائلية أنه لا وجود لعائلة تحمل لقب «البنا»، ولا يُعرف من أين حصل على هذا اللقب، وكان لقب والده هو «الساعاتى»، وهى مهنة وليست اسمًا لعائلة، وكانت مهنة معروفًا أنها يعمل بها اليهود فى النصف الأول من القرن العشرين.

وكما أوضح الباحث والمفكر الدكتور ثروت الخرباوى، المتخصص فى شئون الجماعة، فى كتابه سر المعبد، أنه لا جذور لعائلة البنا فى مسقط رأسه بعد تتبع أصول عائلات مركز الجمالية بمحافظة البحيرة، كما أنه لا وجود لمقابر للعائلة على عكس معظم عائلات مصر التى تعرف جذورها من خلال المقابر القديمة. يُرجح أن عائلة حسن البنا من أصول يهودية قدمت من المغرب واستقرت فى مصر.

ثانى كذبة فى تاريخ الجماعة بالتواريخ والوثائق، هى حصولها على دعم مالى من شركة قناة السويس بمبلغ 500 جنيه لبناء مسجد فى الإسماعيلية، وهى المعلومة التى تروجها الجماعة باعتبارها نوعًا من الشفافية، إلا أن الحقيقة التى أثبتها الخرباوى، بعد الرجوع إلى وثائق وأرشيف قناة السويس، هى أنه لا وجود لمنصب «رئيس الشركة» فى ذلك الوقت، الذى قال البنا إنه تقابل معه وأعطاه الأموال التى حصل عليها، والحقيقة أن أموال دعم الجماعة فى بداية تأسيسها جاءت من أحد البنوك التابعة للمحفل الماسونى فى باريس، وكانت المبالغ التى حصل عليها أكبر بكثير من الـ500 جنيه.

وأكد الشهود والمعاصرون للبنا أنه لم يكن شخصًا عاديًا، بل كان محاطًا بالغموض، خصوصًا فى مسألة تمويل الجماعة وتحديد أولوياتها وتوجهاتها السياسية، وكان ذلك سببًا رئيسيًا فى استبعاد الشريك المؤسس للبنا، الشيخ أحمد السكرى، الذى تم تهميشه لصالح أولئك الذين امتلكوا المال، وليس الحكمة أو التوجه الصحيح نحو الدعوة الإسلامية.

.. وللحديث بقية.