رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤوف رشدي: المصريون القدماء عرفوا الطب التعويضي لسبب ديني (فيديو)

الطب عند المصريون
الطب عند المصريون القدماء

أكد الدكتور رؤوف رشدي، استشارى أمراض النساء والتوليد وأحد المتخصصين في علم الآثار والتاريخ، أن المصريين القدماء كانوا روادًا في مجال الطب التعويضي، موضحًا أن هذا التخصص لم يكن وليد العصر الحديث كما يعتقد البعض، بل نشأ قبل آلاف السنين لأسباب دينية تتعلق بإيمانهم بالبعث والخلود. 

وأشار، خلال استضافته ببرنامج "حديث القاهرة" المُذاع عبر فضائية "القاهرة والناس"، إلى أن الحفاظ على سلامة الجسد كان جزءًا من عقيدتهم، مما دفعهم إلى تطوير أدوات وأساليب طبية لتعويض الأطراف المفقودة.

وأضاف، أن الاكتشافات الأثرية تثبت وجود أطراف صناعية استخدمها القدماء المصريون، مثل قدم مبتورة وجدت في المتحف القومي للحضارة، وهي تظهر مستوى متقدمًا من التفكير في الطب التعويضي، موضحًا أن التفكير في هذا النوع من الطب بدأ في الأسرات القديمة، بينما لم يتطور في العالم الحديث إلا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وفيما يتعلق بالجراحة، أشار إلى اكتشاف جمجمة بها ثقوب دقيقة ومتناسقة، وهو ما أثار تساؤلات حول كيفية إجراء هذه العمليات الدقيقة، مؤكدًا أن الفحوصات الميكروسكوبية أثبتت وجود تفاعل نسيجي حول الثقوب، مما يعني أن المريض عاش بعد إجراء العملية، وهو دليل على وجود تقنيات جراحية متطورة لدى المصريين القدماء.

ونوه، أن أحد الاكتشافات المذهلة يتعلق بمومياء يدعى "يوزر منتو"، حيث أظهرت فحوصات الأشعة السينية وجود مسمار في عظمة الفخذ، مشيرًا إلى أن التحليل أظهر تفاعلًا نسيجيًا حول المسمار، مما يؤكد أنه تم تثبيته أثناء حياة المريض كجزء من عملية جراحية هي الأولى من نوعها في التاريخ.

وأكد، أن تصميم المسمار كان لولبيًا، مما يثبت أنه صُمم ليتحمل الحركة، وهو ما يشير إلى فهم عميق لأساسيات تثبيت المفاصل، مضيفًا أن هذا الإنجاز الطبي يتطلب وجود تقنيات متقدمة في التخدير والجراحة، مما يعكس تطورًا هائلًا في الطب المصري القديم.