تدمير العقول.. غضب فى سوريا بعد تغيير المناهج الدراسية: فكر داعشى متطرف واتجاه إلى «أفغانستان العرب»
بعد عدة أسابيع فقط من الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وتولى الإدارة الجديدة الحكم فى سوريا، بقيادة أحمد الشرع، المعروف بـ«أبومحمد الجولانى»، زعيم هيئة تحرير الشام، أو «جبهة النصرة» سابقًا، بدأت الحكومة الانتقالية فى سوريا الكشف عن حقيقة أيديولوجيتها، من خلال الإعلان عن تغييرات جذرية فى المناهج الدراسية، تتبنى الفكر الإخوانى الداعشى، وتعادى قيم الوطنية والدولة المدنية.
وأثارت التغييرات الجديدة حالة من الغضب والخوف بين جموع السوريين من سياسة يرى كثير من المحللين أنها تمثل خطرًا داهمًا على بناء الدولة السورية، وحقوق الأقليات، وتعمل على زرع الأفكار المتطرفة فى عقول الأجيال الجديدة، ما من شأنه أن يشعل الانقسامات داخل نسيج المجتمع السورى.
إلغاء التربية الوطنية وتمجيد «العثمانية» وتغيير كلمة قانون إلى «الشرع»
أجرت الحكومة السورية المؤقتة تعديلات جذرية على المناهج الدراسية، شملت بشكل رئيسى مادة التاريخ، خصوصًا ما يتعلق بالتاريخ السورى القديم، وحرب الـ٦ من أكتوبر، والاحتلال العثمانى لسوريا، بالإضافة إلى إلغاء مادة التربية الوطنية، واستبدالها بمادة التربية الإسلامية. ونشرت الوكالة السورية للأنباء «سانا» وصفحة وزارة التعليم الرسمية، عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، نسخة من التعديلات، بموجب تعميم بتوقيع نذير القادرى، وزير التربية والتعليم فى الحكومة الانتقالية، والتى شملت عدة مواد من الصف الأول حتى الثالث الثانوى.
وتضمنت التعديلات اعتماد «علم الثورة» بدلًا من العلم القديم أينما وجد، واعتماد عبارة «الحكم العثمانى» بدلًا من عبارة «الاحتلال العثمانى» أينما وجدت، وحذف مادة التربية الوطنية كاملة، وكذلك حذف كلمة «قانون» واستبدالها بـ«الشرع، أو «شرع الله»، فضلًا عن حذف الفقرات المتعلقة بالنشيد الوطنى السورى.
واشتملت التعديلات أيضًا على حذف وحدة «أصل التطور والحياة» من كتاب العلوم للصف الثالث الثانوى، بالإضافة إلى فقرة تناولت تطور الدماغ بشكل كامل، كما تم حذف الإشارات إلى الآلهة وأسمائها فى الميثيولوجيا القديمة من كتب التاريخ، كما أُزيلت فقرة «إعدام قادة الحركة الوطنية فى السادس من أيار ١٩١٦» من كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوى الأدبى، والتى كانت تشير إلى «شهداء السادس من أيار»، الذين أعدمهم جمال باشا السفاح فى ساحة المرجة بدمشق، فى عهد الدولة العثمانية. كما تم إلغاء كل الإشارات التى تتناول الرئيس السابق بشار الأسد وزوجته، فضلًا عن استبدال اسم «حرب تشرين التحريرية» أو «انتصارات أكتوبر المجيد» إلى حرب ١٩٧٣. وأيضًا، شهدت كتب التربية الإسلامية تغييرات كبيرة، منها استبدال مفهوم «الشهادة فى سبيل الوطن» بمفهوم «الشهادة فى سبيل الله»، واستبدال عبارات مثل «يحكمه قانون العدل» بـ«يحكمه شرع الله»، كما تم تعديل نصوص متعلقة بالكبائر فى كتاب الصف الأول الثانوى، لتعكس تفسيرات دينية أكثر تشددًا.
وأصدر وزير التربية والتعليم تعميمًا لاحقًا ألغى مادة التربية الوطنية من المناهج لهذا العام، بسبب ما وصفه بـ«معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الأسد». وقررت وزارة التربية والتعليم فى الإدارة الجديدة تعويض درجات مادة التربية الوطنية بمادة التربية الدينية الإسلامية أو المسيحية، والتى ستُعاد إلى المجموع العام للثانوية العامة. وكذلك، اشتملت التعديلات على حذف «الفكر الفلسفى الصينى» من كتاب الفلسفة للصف الأول الثانوى، إضافة إلى حذف دروس وصفحات كاملة من مقررات الفلسفة فى المرحلة الثانوية الأدبية. كما تم أيضًا حذف فقرات تتعلق بالنشيد الوطنى السورى «حماة الديار» من كتب اللغة العربية، رغم عدم الإعلان عن إلغائه رسميًا. وأيضًا، تم حذف كل ما يتعلق بـ«زنوبيا» والملكات السوريات، وتغيير عبارة «الصراط المستقيم طريق الخير» إلى «طريق الإسلام»، وتغيير «المغضوب عليهم» و«الضالين» الذين ابتعدوا عن طريق الخير بـ«اليهود والنصارى»، مع حذف عبارة «مناجاة الشمس»، واستبدال «أن يبذل الإنسان روحه فى الدفاع عن وطنه» لتكون «أن يبذل الإنسان روحه فى سبيل الله»، واستبدال «أخوة بالإنسانية» لتكون «أخوة بالإيمان». واستبدلت المناهج أيضًا عبارة «ومن يفعل واحدة من هذه الكبائر مستحلًا لها فجزاؤه فى الآخرة» لتكون «فقد كفر وجزاؤه النار»، واستبدال «على، كرّم الله وجهه» لتكون «رضى الله عنه»، واستبدال «الشهيد من قتل أثناء الحرب دفاعًا عن الوطن» لتكون «الشهيد من قتل لإعلاء كلمة الله».
ومع انتشار موجة غضب كبرى بين السوريين بسبب التعديلات، زعم وزير التربية والتعليم السورى نذير القادرى أن المناهج الدراسية فى جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها حتى تُشَكَّل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها، منوهًا إلى أنه قد تم التوجيه فقط بحذف ما يتعلق بما يمجد نظام الأسد السابق، واعتماد صور علم الثورة السورية بدلًا من علم النظام السابق، فى جميع الكتب المدرسية.
وادعى وزير التعليم فى الحكومة الانتقالية أن ما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التى اعتمدها نظام الأسد فى مناهج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة، مع اعتماد شرحها الصحيح كما ورد فى كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة.
محمود الأفندى: نشهد تأسيس دولة متطرفة فى قلب الشرق الأوسط
حول التعديلات الجديدة على المناهج الدراسية فى سوريا، قال الدكتور محمود الأفندى، الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية، إن الحكم فى سوريا بات واقعًا تحت سيطرة «جبهة النصرة»، التى تُعد جزءًا من تنظيمات التطرف والفكر الداعشى، التى تملك مجلسًا تشريعيًا وجهاديًا، تحاول فرضه على الشعب السورى.
وأوضح أن الوزارات الرئيسية، مثل وزارتى التعليم والعدل، أسندت قيادتها إلى شخصيات تنتمى إلى التيار المتطرف الداعشى، وأشار إلى أنه رغم إعلان وزير التربية والتعليم عن أن المناهج لم يتم تغييرها بعد، إلا أن التغييرات التى تم الإعلان عنها تعد مجرد بداية، وستتبعها تغييرات تدريجية مقبلة تتوافق مع الفكر الداعشى والإخوانى للحكومة السورية الجديدة.
وأضاف: «انتشار هذا الفكر المتطرف يعتمد بشكل كبير على الحاضنة الشعبية فى بعض المدن السورية، مثل حلب، وحماة، ومدينة اللاذقية وليس الريف، بالإضافة إلى ريف دمشق، والتى تُعد بيئات مناسبة لانتشار المدارس المتطرفة، لكن من المتوقع أن تكون هذه المدارس غير رسمية، أى أنها لن تكون تحت إشراف الدولة مباشرة، ولكن ستقوم الحكومة الإخوانية بإدارتها فى الخفاء».
وأشار إلى أن «جبهة النصرة» تواجه حاليًا مأزقًا كبيرًا يتمثل فى حاجتها إلى اعتراف دولى، خاصة أن الدول الغربية تفرض شروطًا، مثل حماية الأقليات، ما يعنى أن على الإدارة الجديدة العمل من أجل كسب الشرعية الدولية، وليس نشر الأيديولوجية المتطرفة.
وأكد «الأفندى» أن الفكر السلفى الشامى، الذى تتبناه «جبهة النصرة»، يختلف عن «السلفية الحجازية»، فبينما تركز الأخيرة على تكفير الشعب، تسعى السلفية الشامية إلى السيطرة على الحكم ونشر الأفكار المتطرفة، وهو ما قد يتحقق من خلال المدارس الخاصة، التى ستعمل على إعداد أجيال تحمل فكر التنظيم، ما يعزز من سيطرة جماعات الإسلام المتطرف.
وتابع: «الجيش السورى تغير بشكل كبير، حيث أصبحت قادته وضباطه من أعضاء المجلس الجهادى لـ«هيئة تحرير الشام»، وهذا يعنى أن الجيش نفسه بات جزءًا من هذه المنظومة المتطرفة، ما يمنع ظهور أى قوة قادرة على مقاومة هذا التيار».
ولفت إلى أن الدول الغربية قد تكون عاجزة عن التصدى لهذا الواقع الجديد، سواء كان نتيجة أخطاء أو قرارات متعمدة، موضحًا أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة قد تشهد ظهور دولة متطرفة فى قلب الشرق الأوسط، ما يضع الجميع أمام تحديات كبيرة للعمل على عدم انتشار هذه الأيديولوجية المتطرفة عبر الحدود.
واستطرد: «سوريا تشهد انقسامًا مجتمعيًا واضحًا، والبيئة المتطرفة فى البلاد تلعب دورًا كبيرًا فى هذا الانقسام، والمواطنون قد يضطرون للتوجه نحو التطرف لضمان حصولهم على وظائف فى الدولة أو ليكونوا جزءًا من قيادتها».
وبيّن «الأفندى» أن ذلك السيناريو يعد طبيعيًا ويحدث فى أى بلد يعانى من تغييرات جذرية، لكنه شدد على أن الاعتماد الكامل على هذا التوجه يعد خطأ تاريخيًا، مشابهًا لما حدث فى عهد حافظ الأسد، الذى قاد إلى انهيار الدولة فى وقت لاحق.
واختتم حديثه بالقول «إن الانقسامات الراهنة ليست سوى انعكاس للأخطاء المتراكمة على مر العقود، ومن الضرورى البحث عن حلول تضمن التعايش بين مختلف مكونات المجتمع السورى، بعيدًا عن التطرف والهيمنة الفكرية، لذا يتعين على الإدارة السورية الجديدة الابتعاد بشكل كامل عن التطرف والأفكار الداعشية من أجل الحفاظ على استقرار الدولة».
قصى عبيدو: حكومة «الشرع» تفرض هيمنتها على العقول وتصادر رأى الشعب
قال الكاتب والمحلل السياسى السورى، قصى عبيدو، إنه بعد مرور أقل من شهر على سقوط النظام السابق، بدأ الشعب السورى يشعر بأن حكومة الأمر الواقع التى يقودها أحمد الشرع تفرض هيمنتها على العقول وتصادر رأى الشعب.
وأضاف «عبيدو»، لـ«الدستور»، أنه منذ أن عيّن «الشرع» الأجانب ضباطًا فى الجيش، ظهر جليًا أن التغيير تجاوز الحدود المقبولة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل امتد إلى المناهج التعليمية ليصل إلى حد حذف تاريخ سوريا ونسفه بشكل كامل، وجعله يتناسب مع الفكر الداعشى للحكومة.
وتابع: «السوريون لم يعترضوا على حذف ما يتعلق بالنظام السابق أو الأسبق، أى حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، بل جاءت الاعتراضات على التغيير المتعلق بعيد السادس من أيار، وهى مناسبة وطنية يحييها السوريون منذ عقود». وأشار إلى أنه بدا واضحًا أن هذا القرار جاء لإرضاء قوى إقليمية، أما حذف مادة التربية الوطنية، فرأى أنه تسرع غير مبرر، فقد كان من الممكن تعديلها بدلًا من حذفها بالكامل، كما طال الحذف ما يتعلق بالملكة زنوبيا، التى تُعد رمزًا تاريخيًا وحضاريًا لسوريا، ولا يمكن المساس بها تحت أى ذريعة.
وفيما يتعلق بتفسير عبارة «ولا الضالين» من فاتحة القرآن الكريم، أشار إلى أن القول بأن الضالين هم اليهود والنصارى يغذى الفتنة الطائفية ويشجع الطوائف الأخرى على كراهية الإسلام والمسلمين.
وتساءل: «أين التعايش السلمى؟ وأين الحياء والخجل من رسول الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه، الذى بعث لإتمام مكارم الأخلاق؟ هل من الأخلاق تكفير الآخرين؟ أليسوا سوريين؟ أليس لهم حقوق فى هذا الوطن؟ أليسوا أهل كتاب وشريعة ويتبعون أنبياء كسيدنا موسى وعيسى عليهما السلام؟».
وأوضح: «المسألة واضحة، فهى ليست سوى إحدى عمليات الغزو الفكرى للعقول العربية، التى تهدف إلى طمس معالم وحضارات الشعوب العربية، بما فى ذلك دمشق، أقدم عاصمة فى التاريخ، وجعلها دولة متطرفة يحكمها الفكر الداعشى».
وأكد أن هذه القرارات لن تؤدى إلا إلى انقسامات فى الشارع السورى، بين مؤيدين لها بدافع التعصب الطائفى، وبين رافضين ينطلقون من عقول منفتحة تسعى للحفاظ على التراث والحضارة السورية.
ورأى أن ما يحدث سيعيد سوريا إلى الوراء تحت نفس التسميات السابقة، ولكن حول مواضيع جديدة تمس الفرض على الشعب، وغياب التشاركية، والانفراد بالقرارات، وتهميش كل من يخالفهم الرأى.
مواطنون: قريبًا سيتم منع المرأة من الدراسة وتطبيق «القصاص» فى العلن
قال مواطن سورى، رفض نشر اسمه، إن الحكومة السورية المؤقتة تجاوزت كل الخطوط الحمراء وصلاحياتها.
وأوضح: «مثل هذه التعديلات تكشف عن أيديولوجية الحكومة الجديدة، وتعد بمثابة خطوة للوراء وتدمير للعقول»، مؤكدًا: «التعديلات على التاريخ والعلوم من شأنها أنه تؤدى إلى تشويه المناهج الدراسية السورية وبالتالى تدمير أجيال كاملة».
وأضاف مواطن آخر أن التغييرات الجديدة تعكس محاولات الحكومة المؤقتة لاسترضاء الدول الأجنبية وخصوصًا فيما يتعلق بالتاريخ.
وأشار إلى أن التغييرات المتعلقة بالحكم العثمانى وحرب أكتوبر تكشف عن اتجاهات الحكومة المؤقتة، وأن المصالح هى فقط ما تحكم الإدارة الجديدة وليس الصالح السورى العام.
ولفت إلى أنه لا توجد دولة فى العالم تغير مناهجها الدراسية وفقًا لتطلعاتها السياسية كما تفعل الحكومة المؤقتة. وأوضح أن مثل هذه التغييرات قد تكون مجرد بداية لواقع أكثر قتامة سيؤدى فى النهاية إلى انقسامات كبرى فى سوريا، وتعزيز الطائفية التى عانى منها السوريون لسنوات طويلة.
فيما قال أحمد المواصى إن تغيير المناهج بهذا الشكل ما هو إلا بداية لنشر الفكر الداعشى.
وتابع «المواصى»: «مع الوقت سيكون هناك فرض إجبارى للنقاب والقصاص فى العلن من خلال قطع الأيدى والجلد والرجم فى الساحات العامة، ومنع الفتيات من الدراسة ومنع خروجهن إلا مع ولى الأمر».
وأضاف: «قريبًا ستكون سوريا أفغانستان العرب، لن يستطيع أحد أن يوقف الشرع وحكومته المتطرفة».
بينما قالت علا: «بلد يعانى من فقر واقتصاد مدمر وانتشار للفوضى و٩٠٪ من الشعب تحت خط الفقر مع عدم وجود أى أمن، وبدلًا من حل هذه الأزمات وتوحيد البلد، يتم تغيير المناهج التعليمية بهذا الشكل المؤسف».
وتابعت: «كنا نتمنى أن تقوم الحكومة الجديدة بالعمل على توحيد الصف السورى كما تعهدت بعد رحيل الأسد، والقضاء على الفتنة الطائفية، ولكن يبدو أن لها مخططات مختلفة».
وقال ياسر ديرى: «حذف التاريخ السورى أمر غريب، لم يكن المقصود بالحديث عن الآلهة والتماثيل الإشراك بالله، ولكن تدريس التاريخ، فضلًا عن أن زنوبيا من أعظم نساء العالم وجزء من تاريخ سوريا العريق، وقد نجحت فى مقاومة الروم فى عزهم، فكيف يتم محوها من التاريخ السورى».
مازن بلال: تعميق الانقسام الاجتماعى فى بلد متنوع دينيًا وعرقيًا
أكد الباحث السورى، مازن بلال، أن التعديلات التى جرى إقرارها مؤخرًا فى المناهج التربوية تواجه مشكلتين رئيسيتين، وهما التراث الثقافى وهوية الدولة. وأضاف «بلال» أن التعليم فى سوريا، منذ تأسيس الجمهورية الأولى عام ١٩٤٦، كان محايدًا، وجرى إدخال مادة التربية الدينية لاحقًا وفق معايير تتماشى مع متطلبات منظمة اليونيسكو لضمان توافق التعليم مع المقياس الدولى. وأشار إلى أن أى تعديل على المناهج يحتاج إلى وقت وعمل دقيق وغير متسرع للحفاظ على هذا التراث الثقافى. وأوضح أن التعليم فى سوريا مرتبط بهوية الدولة، التى لن تتضح ملامحها قبل إقرار عقد اجتماعى جديد، لافتًا إلى أن إقرار الهوية الحالية دون توافق وطنى سيؤثر على الأجيال المقبلة ويعمق الانقسام الاجتماعى، خاصة فى بلد كثُر فيه التنوع الدينى والعرقى، خصوصًا أن هذا التغيير يحمل الكثير من الفكر المتطرف. كما حذر من أن هذه التعديلات قد تؤدى إلى نتائج معقدة ترتبط بالتطرف، لكنه شدد على أن القضية لا تزال فى مراحلها الأولية ولم تتضح أبعادها بشكل كامل بعد.