تعاون مع عظماء الشعر والموسيقى
رحلة عطاء فنية حافلة.. سرد تاريخي لمسيرة أم كلثوم مع محمد دياب
قال محمد دياب، الناقد والمؤرخ الفني: إن أم كلثوم نشأت في بيئة دينية، حيث كان والدها يعمل في الإنشاد الديني، وهذه النشأة أثرت بشكل مباشر على اختيارها للموسيقى التي كانت تقدمها لجمهورها، ومحبيها من جميع أنحاء الوطن العربي بل العالم بأكمله.
وأكد محمد دياب، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن هذه النشأة شكلت وعي الفنانة أم كلثوم بصورة كبيرة، وبالتالي بعد قدومها القاهرة رفضت الانسياق وراء الموسيقى الخليعة التي كانت توجد في هذا التوقيت.
وأضاف في حديثه: غدًا سيكون ذكرى مرور ١٠٠ عام على أول تسجيل صوتي، للفنانة أم كلثوم على أسطوانة غنائية.
نعمة الدنيا
"نعمة الدنيا" هكذا وصف أديب نوبل نجيب محفوظ، ببساطة وفي إيجاز مُدهش، صوت أم كلثوم، التي كتبت عنها الباحثة المتخصصة في الموسيقى فرجينيا دانييلسون كتابا عنوانه "صوت مصر، أم كلثوم والأغنية العربية والمجتمع المصري في القرن العشرين"، تقول فيه:"إنها المُطربة الأكثر إنجازا وتكاملا في العالم العربي في القرن العشرين، فقد تمتعت ببراعة جوان ساذرلاند وإيلا فيتزغيرالد في الغناء، وشخصية إليانور روزفلت في الحياة العامة، وتأثير ألفيس بريسلي على الجمهور".
على مدى أربعين عامًا تقريبًا ظلت حفلاتها الشهرية التي كانت تقام في ليلة الخميس تُذاع على الهواء مباشرة، حتى بلغ عدد جمهورها الإذاعي الملايين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
لقد كانت رمزًا ثقافيًا لأمتها، وقد عُرفت بأسلوبها الغنائي الفريد وحسها الشخصي في الأناقة، وكانت تعتبر نموذجًا معاصرًا للفن العربي، كما لعبت دورًا في السياسة المصرية، حيث قامت بجولات في العالم العربي بعد حرب 1967 وتبرعت بعائدات حفلاتها للحكومة المصرية.