تقرير: مُكوِّن غريب فى الشوكولاتة الأمريكية يفسر نفور الأجانب منها
أفادت تقارير بأن العديد من الأشخاص خارج الولايات المتحدة يشعرون بالاشمئزاز عند تناول الشوكولاتة الأمريكية، خاصة تلك المنتجة من قِبل شركة "هيرشي".
وعلى الرغم من أن شوكولاتة "هيرشي" تعد واحدة من أشهر العلامات التجارية في الولايات المتحدة، فإن مذاقها يكون غريبًا وغير محبب للكثيرين في أوروبا والمملكة المتحدة، ما يثير تساؤلات حول سبب هذا الاختلاف الواضح في النكهة.
تحتوي الشوكولاتة الأمريكية، وخاصة منتجات "هيرشي"، على حمض الزبد، وهو مركب دهني ينتج عن تحلل الدهون الموجودة في الحليب أثناء عملية التصنيع. ورغم أن هذا المكون لا يظهر في قائمة المكونات المدونة على العبوة، فإن الطعم الحامض الذي يشعر به البعض عند تناول الشوكولاتة يعود في الغالب إلى وجود حمض الزبد.
وعلى الرغم من أن حمض الزبد يوجد أيضًا في بعض الأطعمة الأخرى مثل الزبدة والجبن المخلل، فإن طعمه في الشوكولاتة يسبب انزعاجًا خاصًا للكثيرين، خاصة في أوروبا.
وتتبع شركة "هيرشي" في تصنيع الشوكولاتة عملية فريدة تؤدي إلى ظهور حمض الزبد. وتعتبر هذه العملية جزءًا من تاريخ الشركة التي تهدف إلى إنتاج شوكولاتة لا تذوب بسهولة. فعندما كان ميلتون هيرشي، مؤسس الشركة، يحاول ابتكار لوح شوكولاتة مستقر، استخدم طريقة تفسد الحليب قليلًا بدون أن يفسده تمامًا، ما أدى إلى إنتاج حمض الزبد. وقد ساهم هذا في إعطاء الشوكولاتة طعمًا لاذعًا مميزًا، لكن هذه النكهة لم تكن محبوبة لدى البعض خارج الولايات المتحدة.
ويتسبب اختلاف طرق إنتاج الحليب بين الولايات المتحدة وأوروبا في التباين في طعم الشوكولاتة. ففي الولايات المتحدة، تُعالج الأبقار غالبًا بهرمونات النمو لزيادة إنتاج الحليب، وهي ممارسات محظورة في العديد من البلدان الأوروبية. كما تختلف طرق بسترة الحليب بين القارتين، حيث يستخدم المنتجون الأمريكيون طريقة "البسترة عالية الحرارة" التي قد تؤثر على النكهة، بينما يفضل الأوروبيون طريقة أكثر دقة ما يساهم في اختلاف الطعم.
وبالإضافة إلى مكونات الحليب، تساهم المعايير الغذائية الأوروبية في تحسين طعم الشوكولاتة. ففي الاتحاد الأوروبي، يُطلب أن تحتوي الشوكولاتة على ما لا يقل عن 30% من الكاكاو، في حين أن الشوكولاتة الأمريكية تحتوي على 10% فقط من الكاكاو. كما أن الشوكولاتة الأوروبية تتميز عادة بنسبة أعلى من المواد الصلبة في الحليب، ما يعزز النكهة ويجعلها أكثر غنى وكريمية. أما في الولايات المتحدة، فإن نسبة الكاكاو أقل، ما يؤثر على المذاق بشكل ملحوظ.
وتؤثر أيضًا طرق معالجة حبوب الكاكاو في طعم الشوكولاتة. فعادة ما تستخدم الشركات الأوروبية حبوب كاكاو من غرب إفريقيا التي تختلف في خصائصها عن الحبوب المستخدمة في الولايات المتحدة والتي تأتي في الغالب من أمريكا الجنوبية، وفقًا لجيسيكا غافين، عالمة الأغذية ومطورة الوصفات. كما تختلف طريقة معالجة الكاكاو وتخميره في كلتا المنطقتين، ما يضيف طابعًا خاصًا لكل نوع من الشوكولاتة.