سياسيون فلسطينيون لـ«الدستور»: الهدنة قريبة والقاهرة تضغط لتنفيذها قبل العام الجديد
توقعت تقارير غربية وعبرية أن تخرج صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين فى غزة، للنور، قريبًا، استنادًا إلى تصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلى، والمرونة التى أبدتها حركة حماس خلال التفاوض، وعبّر عدد من السياسيين الفلسطينيين عن تفاؤلهم بهذه التطورات.
قال الدكتور ماهر صافى، الكاتب والباحث السياسى الفلسطينى، إن موقف حركة «حماس» تطور بشكل كبير؛ إذ أبدت مرونة واضحة بالموافقة على وقف تدريجى للحرب، وانسحاب تدريجى وفق جدول زمنى محدد ومتفق عليه، وبضمانات الوسطاء الدوليين، من أجل وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطينى، والتأكيد على المطالب الفلسطينية بأن يؤدى الاتفاق إلى وقف دائم للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين، وصفقة مشرفة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأضاف «صافى»، لـ«الدستور»، أن الوسطاء الآن فى سباق مع الوقت، إذ يكثفون الاتصالات والمحادثات لسد الفجوات، وتعتبر الفجوة الرئيسية بين الطرفين حتى الآن هى عدد المحتجزين الذين سيجرى إطلاق سراحهم، موضحًا: «حماس مستعدة للإفراج عن عدد محدود منهم، وإسرائيل تطالب بعدد أكبر بكثير، ويمثل هذا الطلب، الذى يدعمه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، تحديًا كبيرًا على الطريق نحو التوصل إلى اتفاق قريب جدًا، ربما يكون فى نهاية شهر ديسمبر الجارى، لاعتبارات كثيرة، أولها تولى الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب الحكم فى يناير المقبل، وهو يريد صفقة تبادل واتفاق وقف الحرب بأسرع وقت، ربما قبل نهاية العام، وقبل تنصيبه لاعتبارات كثيرة».
من جهته، ذكر عزيز العصا، الكاتب والسياسى الفلسطينى، أن وجود حكومة نتنياهو فى إسرائيل يعنى استمرار الخداع والتسويف.
وأضاف «العصا»: «حتى لو تم الاتفاق ووقّعت عليه إسرائيل، فإنها لن تلتزم به، لأنها تسعى إلى إخضاع الشعب الفلسطينى لإملاءاتها ورؤيتها لمستقبل المنطقة الخاضع بالكامل لإرادة إسرائيل وهيمنتها على ثرواتها، فى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق».
وحول مستقبل الأوضاع فى غزة، قال: «أتوقع الاستجابة الإسرائيلية لمطالب الإدارة الأمريكية الحالية، القائمة على وقف إطلاق نار مؤقت، لكن إسرائيل ستنقلب على الاتفاق وتتنصل من التزاماتها، لذا أعتبره اتفاقًا هشًا، ولنا فيما حصل مع لبنان خير مثال على ذلك».
وأشار الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أنه ليست هناك معلومات كاملة وكافية حول الصفقة المرتقبة، ولكن ما يتداوله الإعلام العبرى والأمريكى يقول إن الهدنة قريبة جدًا، والحديث عن الإفراج عن ١٨ إلى ٢٢ محتجزًا إسرائيليًا من الفئة المدنية، أى من الأطفال والنساء وكبار السن، يقابلهم ٤٤ يوم هدنة قد تمدد حسب عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء من هذه الفئة، لافتًا إلى أن حماس لديها ١٨ محتجزًا إسرائيليًا، والجهاد الإسلامى ٤، والإجمالى ٢٢.
وأوضح «الرقب» أن هذه الصفقة متدرجة والاحتلال سينسحب من معبر رفح، وسيجرى تخفيف الوجود فى محور فيلادلفيا، بجانب الانسحاب من عمق المدن وحرية الحركة وليس انسحابًا كاملًا من غزة، بجانب الإفراج عن قرابة ٤٠ أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل محتجز إسرائيلى، ومقابل كل إسرائيلى ٣ من المحكوم عليهم بالمؤبد.
وأضاف أن هناك رغبة من الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، أن تكون هناك هدنة قبل استلام الحكم فى يناير المقبل، وخلال الاتصال الهاتفى مع نتنياهو شجعه للذهاب للهدنة، متابعًا: «نتنياهو بعد أن مرر الموازنة بالقراءة الثانية دون الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، باستطاعته أن يتمم أى صفقة كما حدث فى لبنان، ويقنع بتسلئيل سموتريتش، بعكس بن غفير الذى كان يرفض وقف إطلاق النار سواء فى لبنان أو غزة».
وأكد أن القاهرة تضغط بهذا الاتجاه للوصول إلى التهدئة، وإسرائيل قد توافق على هذا المقترح قبل عيد الشموع فى ٢٥ الشهر الجارى، وسوف تدخل الهدنة حيز التنفيذ فى ٢ يناير المقبل أو قبل ذلك، ونتمنى أن تنتهى هذه الحرب، لافتًا إلى أن انتهاء الحرب بشكل كامل فى ٢٠٢٤ قد يكون صعبًا.