اغتيال الجنرال الروسى الذى يقف خلف الأسلحة الكيميائية.. كيف تشبه عمليات الموساد؟
ذكرت وكالة رويترز صباح اليوم الثلاثاء، أن الجنرال الروسي إيجور كيريلوف قائد القوات الكيميائية والبيولوجية في روسيا، وزميله، قُتلا أمس في انفجار بمحطة ريازانسكي بروسبكت بمترو موسكو. وبحسب التقارير، انفجرت عبوة مشبوهة مثبتة على دراجة نارية متوقفة بالقرب من مدخل المبنى عندما دخل كيريلوف المبنى، وهي طريقة الاغتيالات التي تشبه إلى حد كبير العمليات التي يقوم بها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".
وأعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية اليوم الثلاثاء، مسئوليتها عن اغتيال قائد لقوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إيجور كيريلوف، "54 عامًا"، بانفجار استهدف محطة مترو، بحسب فرانس برس.
وكانت وسائل الإعلام في أوكرانيا، قد نشرت أمس الإثنين، أن جهاز الأمن الأوكراني اتهم الجنرال الروسي الذي يرأس قوات الدفاع الروسية، وهيئة موثوقة في مجال الإشعاع والمواد الكيميائية والبيولوجيا، بارتكاب جريمة حرب، وذلك بعد أن أمر باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد قوات الدفاع الأوكرانية.
على طريقة الموساد
تعتبر علميات الاغتيال التي تعتمد على طريقة العبوات الناسفة من أشهر عمليات الموساد، والتي نفذها خلال العقود الأخيرة.
ومن أشهر عمليات الموساد التي استخدمت طريقة العبوات الناسفة، عندما قررت إسرائيل تصفية ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا محمود أحمد حمدان الهمشري، وذلك عقب الأحداث التي صاحبت دورة الألعاب الأوليمبية في مدينة ميونخ الألمانية، والتي نفذتها منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية يوم 26 آب 1972، ونتج عنها مقتل 11 إسرائيليًا من البعثة الإسرائيلية المشاركة في الألعاب.
وتم استخدام تلك الطريقة عند اغتيال يحيي عياش، مهندس فلسطيني، وأحد أكثر قادة كتائب عز الدين القسام الذين كانوا مطلوبين، بسبب قدرته على تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرة، ففي عام عام 1996 نجح جهاز الشاباك في اغتياله عبر وضع مواد متفجرة في جهاز هاتف محمول كان يتواصل منه مع والده، وأثناء المكالمة فُجّر الجهاز بطائرة عن بعد.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن حزب الله أن المئات من مقاتليه وآخرين من المواطنين اللبنانيين أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة بعد انفجار أجهزة "بيجر" كانوا يحملونها، واتهم الحزب إسرائيل بالوقوف وراء هذه التفجيرات.
وكان الاستخدام الأخير لتلك الطريقة في الاغتيالات عندما زرع الموساد الإسرائيلي عبوة ناسفة في محل إقامة الرئيس السابق للمكتب السياسي إسماعيل هنية في طهران، وتم تفجيرها عن بُعد.
أسلحة كيميائية محظورة
أشارت التحقيقات الأوكرانية إلى أنه منذ بداية الغزو الروسي، كان الجنرال كيريلوف مسئولًا عن الاستخدام المكثف للأسلحة الكيميائية المحظورة. ووفقًا لتحقيقات جهاز الأمن الأوكراني، استخدم الروس المواد الكيميائية أكثر من 4800 مرة على الجبهتين الشرقية والجنوبية لأوكرانيا.
وتشمل الأسلحة الكيميائية المستخدمة قنابل يدوية من طراز K-1، والتي تحتوي على مواد سامة مثل CS وCN، وهي مواد محظورة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لحظر الأسلحة الكيميائية. وتسبب هذه القنابل تهيجًا شديدًا في العيون والجهاز التنفسي، واستخدمها الروس لإخراج الجنود الأوكرانيين وتعريضهم للنيران المباشرة.
وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية أيضًا أن الجنود الروس استخدموا بشكل أساسي طائرات بدون طيار من طراز FPV لإسقاط القنابل الكيميائية على المواقع الأوكرانية. والغازات المنبعثة من القنابل اليدوية تجبر الجنود الأوكرانيين على التعرض لنيران العدو، مما يسهم في استراتيجية المعركة الروسية لإخراج المقاتلين الأوكرانيين من الغطاء.
كما تم توثيق مخاطر استخدام الأسلحة الكيميائية في ساحة المعركة، فخلال الغزو الروسي الكامل، عانى أكثر من 2000 جندي أوكراني من التسمم الكيميائي بدرجات متفاوتة الخطورة. ويستخدم الجنود الروس هذه المواد بشكل رئيسي في المناطق الأكثر سخونة في المعركة، حيث يحاولون إخفاء استخدام الأسلحة الكيميائية خلف نيران المدفعية الثقيلة.
تحقيقات جهاز الأمن الأوكراني
ووفقًا للتقارير، اكتشف جهاز الأمن الأوكراني استخدام الأسلحة الكيميائية وأخذ عينات من التربة ذات الصلة في ساحة المعركة. وتم تقديم هذه العينات إلى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، وأكد مختبران مستقلان تابعان للمنظمة انتهاك روسيا القانون الدولي، وفي ضوء النتائج، هناك تدهور في الوضع القانوني للجنرال كيريلوف، الذي فرضت عليه المملكة المتحدة بالفعل عقوبات بعد استخدام الأسلحة الكيميائية في ساحة المعركة.