من الزهور ودهون الحيوانات.. أسرار صناعة العطور فى مصر القديمة
يقام حاليًا معرض "عطور مصر القديمة عبر العصور"، بالمتحف المصري بالقاهرة بقاعة 44 بالدور الأرضي ولمدة ثلاثة أشهر، مع إتاحة الفرصة للجمهور، لتجربة العطور المصرية القديمة من خلال تركيبة عطرية تم تحضيرها وفقًا لما ذكر بالبرديات الأثرية.
أسرار صناعة المصريين القدماء "العطور"
وقد عرف المصريون القدماء، كيفية استغلال المواد الخام، والاستفادة منها، بل فطن المصري القديم إلى زراعة أنواع مختلفة وهامة من النباتات والزهور.
وبالتزامن مع المعرض الأثري، نستعرض في التقرير التالي، أسرار صناعة المصريين القدماء "العطور".
أنواع الزهور التي صنعت منها العطور قديمًا
كانت الحدائق ملحقة بالمعابد في مصر القديمة وقصور بعض علية القوم وكانت مزودة بأحواض للمياه، حيث كان يزرع بها أشجار الجميز وأشجار الفاكهة جنبًا إلى جنب ومنها النخيل والدوم والتين والرمان والخروب والمورينجا، وكانت أزهار اللوتس والبردي والخشخاش وزهرة الذرة تستخدم في تنسيق باقات الزهور والأكاليل.
ووفقًا لقطاع المتاحف التابع لوزارة الآثار، فتؤكد أسماء الباقات المقدمة للآلهة والأموات على أهميتها، حيث سميت "عنخ" باللغة المصرية القديمة بمعنى الحياة، واستخرج المصري القديم المواد الخام المستخدمة في إنتاج البلاسم والزيوت العطرية من أزهار اللوتس وزنابق الماء، بالإضافة إلى النباتات الأخرى والزيوت والدهون.
كيفية تثبيت العطور في مصر القديمة؟
كان المصريون القدماء تُثبت هذه المواد العطرية المستخلصة من النباتات أو الراتنجات باستخدام مادة دهنية نباتية أو حيوانية.
وكانت بعض الزيوت تُستخدم خصيصًا في صنع العطور، مثل زيوت المورينجا والبلانوس، بسبب خصائصها التي تجعلها مثالية لهذا الغرض.
أما زيت الزيتون فلم يظهر في مصر إلا في عصر الدولة الحديثة، وكان استخدامه محدودًا.
واستخدم المصريون القدماء أيضًا زيت الكتان، في صناعة مستحضرات التجميل المصرية، حسبما أشارت إليه الدراسات الحديثة، أنه كان مكونًا رئيسًا في صناعة الدهون العطرية المستخدمة في التحنيط بسبب خصائصه المجففة.
دهون الحيوانات تدخل في صناعة العطور ومستحضرات التجميل قديمًا
كما استخدمت الدهون الحيوانية، سواء كانت من الحيوانات المستأنسة أو البرية، وكذلك دهن البط والأوز كمادة دهنية حيوانية.
فكان يتم إعداد مرهم "مدجت" باستخدام دهون سيقان الثور الأمامية، حيث تحفظ هذه الدهون لمدة سنة، ثم تطهى ثلاث مرات وتشبع بالعطور، وتصبغ باللون الأحمر باستخدام جذور أوركانيت لتمثيل دم المعبود ست.
ولأن عملية التقطير لم تكن معروفة لدى المصريين القدماء، فقد كانت هذه الزيوت تُحضر باستخدام طريقتين التزهر والتي تتضمن نقع الزهور في زيت نباتي لتحميله برائحة النباتات، والنقع الذي يتضمن تسخين المنتج العطري داخل مادة دهنية، سواء كانت نباتية أو حيوانية.