مدّاح النبى.. الشيخ جمال من ذوى الهمم ينشد ويبتهل الأغانى الدينية بالوادى الجديد
في منزل صغير وغرفة محدودة، يجلس الشيخ جمال نصرالله يدندن وينشد الأغاني الدينية في حب النبي الكريم، رفقة صديقه محمد الذي اعتاد أن يجلس معه في غرفته ليتعلم منه الإنشاد الديني قبل أن يندثر هذا الفن العظيم، وبدف وسماعة صغيرة ينشدان الأغاني الدينية طوال الليل بصوت عذب يجلي القلوب من الأحزان.
يعمل الشيخ جمال موظفا بمركز ومدينة الداخلة منذ أكثر من 30 عاما، وهو من فئة ذوي الهمم بعد إصابته بلين عظام منذ الصغر، إلا أنه كافح وصبر ولم يستسلم للعجز وفقدان الأمل، وتقبل إرادة الله واستمر في عمله منذ تعيينه، ليتبقى على خروجه لسن المعاش عامان فقط.
يسكن الشيخ جمال نصرالله في مدينة موط بمحافظة الوادي الجديد، مع أخوته بمنزل صغير مكون من طابقين. يتجول الشيخ جمال في الموائد والموالد والمناسبات الدينية لينشد بصوته العذب الشجي ما يحفظه من أغانٍ دينية عن الصحابة الأبرار والنبي المختار، وهي هواية لديه منذ زمن بعيد تعلمها من كبار العلماء والمشايخ الذين رحلوا عن عالمنا، مثل الشيخ أمين المأذون، والشيخ عبدالعاطي وغيرهما.
التقى "الدستور" الموهبة الجميلة صاحب الصوت الشجي الندي الشيخ جمال نصرالله، ابن الوادي الجديد، وعن حياته سرد الكثير، وعلى سبيل المثال:-
كيف تعلمت هذا الإنشاد الدينى الجميل؟
كنت أرافق مشايخي من قديم الزمان بالموالد الليلية والمناسبات الدينية، وأردد معهم ما يقولونه عن الصحابة الأبرار ونبي الأمة، حتى أحببت هذا الفن الجميل، وعندما أذهب إلى المنزل أردد ما حفظته حتى أتذكره دائما عندما نلتقي بالمناسبة التي تليها.
من هم المشايخ الذين تعلمت على يديهم؟
تعلمت الابتهالات والموالد النبوية على يد عدة مشايخ كثيرين، على سبيل المثال وليس الحصر الشيخ أمين المأذون، وهو مأذون قريتي الجديدة والموشية، والشيخ شحات عبدالله من قرية أسمنت، والشيخ محمد عبدالعاطي من مدينة موط، والشيخ محمد سعيد مراد، والشيخ محمد سيد حنفي، وكان يرافقني للتعلم من هؤلاء المشايخ العظماء زميلي الشيخ نصر ميلاد، والشيخ يوسف مدني وبعض المحبين لهذا الفن العظيم.
هل بدأت فى تعليم الشباب هذا الفن وهذه الموهبة حتى لا تندثر وتزول؟
نعم بالفعل منذ سنوات كثيرة وأنا أعلم شبابًا حتى أتقنوا هذه الموهبة وانطلقوا ومارسوا هذا الفن بمفردهم في كثير من الموالد والموائد والمناسبات الدينية، وعلى سبيل المثال الشيخ هشام جبالي، والشيخ محمد بكر، والشيخ إسماعيل نصرالله وغيرهم من المبتهلين والمنشدين من هذا العصر.
كيف تقضى يومك منذ الصباح؟
أنا أستيقظ من يومي مبكرًا لأصلي الفجر في المسجد أحيانا بسبب إعاقتي وأحيانا أصلي في المنزل، بعدها أقرأ وردًا من القرآن الكريم، حيث إني محفظ قرآن منذ أكثر من 25 عامًا بفضل الله، وأذهب مبكرًا إلى عملي الحكومي، حيث أعمل كاتبا بمركز ومدينة الداخلة، وأعود إلى منزلي بعد انتهاء فترة عملي في مركز الداخلة، وأتناول الغداء مع باقي أفراد العائلة، وأجهز عدتي ودُفي وسماعتي لأنتظر أيا من أصدقائي لنمارس الابتهالات والأناشيد الدينية في منزلي الصغير بصفة شبه يومية.
هل تم تكريمك من قبل على هذه الموهبة؟
نعم، بفضل الله حصلت على 25 شهادة تقدير من جميع المسئولين والأوقاف على مستوى الجمهورية في حفظ القرآن الكريم، وبعض منها لتشجيعي على مواصلة موهبة الإنشاد والأغاني الدينية التي يحبها الكثير من مواطني الواحات، خاصة الصغار، بعد سماع صوت الدف في بعض المناسبات الدينية، أحيانا نتجول في الشوارع والطرقات سيرًا على الأقدام نبتهل وننشد في الشارع، رافعين الأعلام البيضاء عليها بعض الشعارات الدينية والآيات القرآنية، في ليلة الإسراء والمعراج مثلا، أو ليلة مولد الرسول الكريم، وليلة السابع والعشرين من شهر رمضان وهكذا.
ما الذى تتمناه قبل خروجك للمعاش؟
حصلت على رحلة عمرة منذ فترة زمنية بفضل الله وبفضل حفظ القرآن الكريم، ولكن الإنسان دائما يتمنى الكثير والكثير، فأمنيتي الوحيدة أن أحج بيت الله الحرام لأختم بها حياتي.
