رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذات الأنامل الذهبية.. فاطمة تواجه الحياة بعد الطلاق بالخياطة: «أحلم بمصنع كبير»

فاطمة عويس
فاطمة عويس

قررت فاطمة عويس، صاحبة الـ٢٦ عامًا، من قرية «باروط» فى محافظة بنى سويف، اقتحام سوق العمل، ليس فقط لتوفير مصدر دخل لها يساعدها فى العيش، ومساعدة والديها فى توفير نفقات الحياة، بعدما لجأت للعيش معهما بعد الانفصال عن زوجها، رفقة طفلها الصغير- بل أيضًا لإثبات الذات بعد هذا الانفصال.

لم تيأس «فاطمة» أمام صعوبات الحياة بعد الانفصال عن زوجها، وقررت التغلب على كل تلك الصعوبات، فتوقفت عن العمل فى أحد مصانع الملابس الجاهزة فى منطقة «بياض العرب» الصناعية، واتخذت من منزل والدها مقرًا لمشغل خياطة خاص لصناعة وإصلاح الملابس لأهالى القرية.

وفى فترة وجيزة، استطاعت «فاطمة» التفوق على نفسها، وذاع صيتها داخل وخارج القرية، وتوافد عليها الكثير من الفتيات والسيدات؛ نظرًا لقدراتها الكبيرة فى صناعة وإصلاح الملابس، تلك التى اكتسبتها من عملها فى المصنع سالف الذكر.

وفى حديثها، لـ«الدستور»، قالت السيدة العشرينية: «عملت لمدة عامين فى أحد المصانع المشهورة بتصنيع الملابس الجاهزة، داخل المنطقة الصناعية فى بياض العرب، وبالتزامن حدثت مشاكل بينى وزوجى وصلت إلى الانفصال».

وأضافت: «قررت العودة مرة أخرى إلى منزل والدى، ثم تركت عملى فى المصنع، وقررت فتح مشروع خاص لى؛ من أجل توفير متطلبات المعيشة لطفلى الصغير، ولم يكن أمامى سوى الخياطة، وصناعة وإصلاح الملابس المختلفة، فى ظل خبراتى الكبيرة التى اكتسبتها من العمل فى المصنع».

وواصلت: «لجأت إلى إحدى المؤسسات، وحضرت معها عددًا من التدريبات، بحضور عدد كبير من الفتيات والسيدات، وقررت بعد الانتهاء من التدريبات دعمى بماكينة خياطة، لتحقيق حلمى، فأخذت غرفة صغيرة فى منزل والدى وخصصتها لممارسة عملى».

وأكملت: «أجلس كل يوم على الكرسى، أضع أمامى ماكينة الخياطة، وأضغط بقدمى لتشغيلها، مع تثبيت الإبرة على الماسك الخاص بها، ثم الضغط يمينًا ويسارًا، لصناعة العديد من الملابس المختلفة بأسعار مناسبة للفتيات والسيدات، داخل القرية والقرى المجاورة».

وتابعت: «ذاعت شهرتى داخل القرية، وتوافدت علىّ أعداد كبيرة من الفتيات والسيدات، لتصنيع ملابس لهنّ بأشكال معينة، ونجحت فى ذلك بأقل تكلفة عليهن، وأعجبن بتصنيعى بشدة، الذى لا يختلف عن أى مصنع كبير»، متمنية توسيع المشروع إلى مشغل، بل إلى مصنع كبير.