شارع عصمت حمادة في زفتى يتحول إلى بؤرة للفوضى والانفلات الأخلاقي
في قلب مدينة زفتى بمحافظة الغربية، يقع شارع عصمت حمادة، الذي تحول من منطقة سكنية هادئة إلى بؤرة للفوضى والانفلات، حيث يعيش السكان يوميًا معاناةً لا تنتهي في ظل غياب القانون وصمت المسؤولين.
فوضى الدروس الخصوصية
في مشهد يتكرر يوميًا، تشهد المنطقة زحامًا غير مسبوق بسبب منازل سكنية تم تحويلها بشكل غير قانوني إلى مراكز دروس خصوصية، يدير كل مركز ما يقرب من 15 مدرسًا، يستقبل كل منهم ما يزيد عن 100 طالب في المجموعة الواحدة، ما يخلق حالة من الفوضى والإزعاج المستمر للسكان على رأس كل ساعة.
ويقول الدكتور أحمد كشك، أحد سكان الشارع: "البيت كان للسكن، لكن دلوقتي مش قادرين نعيش، الدروس شغالة طول اليوم، الطلبة داخلين وخارجين، الموتوسيكلات مش بتقف، ولا دقيقة هدوء."
الإزعاج اليومي وحرمان السكان من الراحة
فيما قال محمد الشوربجي، أحد أهالي الشارع، تبدأ معاناة السكان منذ الصباح الباكر، مع أصوات الطلبة والزحام المستمر، المرضى وكبار السن يعانون بشكل خاص من عدم قدرتهم على الحصول على الراحة في منازلهم.
تقول نادية حسن، سيدة مسنة تعيش في الشارع: "أنا مريضة ومحتاجة راحة، لكن كل يوم أصوات عالية وزحمة، حتى الصلاة مبقيناش نعرف نؤديها بسبب الأصوات العالية".
موتوسيكلات وحوادث مرعبة
فيما قال نبيل الهبيان، أحد شباب الشارع، لا تقتصر الكارثة على الإزعاج فقط، بل تمتد إلى تهديد حياة الأطفال والمارة بسبب الموتوسيكلات التي تسير بسرعات جنونية وتقوم بحركات بهلوانية خطيرة، محمد ومريم، طفلان من سكان الشارع، كانا ضحيتين لحوادث تسببت فيها هذه الفوضى ولولا عناية الله لأصابهما أكثر من ذلك.
وأكدت والدة الطفل محمد بحزن: "ابني كان بيلعب في الشارع، فجأة اتصاب بسبب موتوسيكل مسرع، المشكلة دي مش بتتوقف، وكل يوم في خطورة جديدة."
الانفلات الأخلاقي والجرائم الصادمة
ويقول محمد الهميسي، أحد رواد مسجد الشارع: إنه مع تزايد الانفلات في الشارع، أصبحت مشاهد التحرش العلني بالبنات مألوفة، وتفاقم الأمر ليصل إلى حادثة صادمة: اعتداء شاب على طفل صغير، ما تسبب في صدمة نفسية كبيرة للطفل وأسرته.
وأضاف، شارع عصمت حمادة، يمثل صورة مصغرة لما يمكن أن يحدث عندما يُترك الانفلات يسيطر على منطقة سكنية.
فيما عبرت هبة نجيب، إحدى سكان الشارع عن استيائها قائلة: "إحنا عايشين في كابوس تحرش، معاكسات، وجريمة اغتصاب كانت القشة التي قصمت ظهرنا، مش عارفين نعيش بأمان".
وأضافت، "تحول الشارع إلى ساحة للبلطجة، حيث تُشهر الأسلحة البيضاء علنًا، وتُباع المخدرات أمام أعين الجميع، بما في ذلك الأطفال إحنا مش قادرين نعيش".
غياب القانون وصمت المسؤولين
ويقول صابر كشك، سائق يسكن بالشارع، ما يزيد من معاناة السكان هو غياب التدخل الحكومي وترك الأمور بلا حل، والسكان يتساءلون: كيف يتم السماح بتحويل منزل سكني إلى مركز دروس خصوصية بهذا الشكل؟ وكيف يُترك الشارع بلا رقابة أو تنظيم؟
وأضاف، "ما يحدث مخالف للقوانين. تحويل المنازل السكنية إلى مراكز غير مرخصة للدروس الخصوصية، والانفلات الأخلاقي، كلها تستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة".
"الدستور" تواصل مع المحاسب مجاهد الدرف، القائم بأعمال رئيس مدينة زفتى، والذي أكد أن مجلس المدينة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية شن أكثر من حملة على أماكن الدروس الخصوصية ومنها شارع عصمت حمادة، وأن المجلس يُنسق الآن مع الأجهزة الأمنية لشن حملات متتالية علي الشارع لإزالة أسباب الشكوي وعودة الانضباط الفوري للشارع.