برلمانى: زيارة الرئيس السيسى لـ كوبنهاجن تفتح نافذة جديدة لتعظيم الشراكات مع الاتحاد الأوروبى
أكد الدكتور جمال أبوالفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الدنمارك تعد زيارة تاريخية، لأنها تعد الزيارة الأولى لرئيس مصرى وتأتى بناء على دعوة من ملك وملكة الدنمارك ورئيسة الوزراء ميتى فريديريكسن، وهو ما يبرهن عن حجم قوة ومكانة مصر في أوروبا، ودلالة أيضًا على خطوات الدولة المستمرة في ملف العلاقات الخارجية الذى شهد تطورًا تاريخيًا في عهد الرئيس السيسي، الذى نجح في إدارته بكل حنكة ورصانة لفتح نوافذ جديدة أمام الدولة المصرية سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء بمثابة انطلاقة قوية نحو تعزيز العلاقات بين البلدين بعدها أعقبها زيارة رئيسة الوزراء إلى القاهرة في مارس 2023.
وأضاف "أبوالفتوح"، أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر والدنمارك بدأت في 1922 أي أن العلاقة تمتد بين البلدين لـ102 سنة، وتسهم زيارة الرئيس السيسي في تحقيق كثير من التعاون والتقارب في عدد من القضايا الشائكة مثل أزمات تغير المناخ والتحول الأخضر والهجرة، بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، مع تفاقم حدة الصراع بالمنطقة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لأكثر من عام وزيادة التوترات الجيوسياسية بالمنطقة التي تجعلنا على حافة الهاوية وتزيد من الاحتقان السياسي، لافتًا إلى أن هذه الزيارة تحمل مردودًا إيجابيًا، خاصة أن كوبنهاجن تعتبر مصر أحد المحاور الاستراتيجية للسياسة الدنماركية في إفريقيا، كما أن كوبنهاجن تعد لاعبًا فاعلًا في مؤتمرات تغير المناخ ورائدة في مجال التغير المناخي.
تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والدول الأوروبية
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الرئيس السيسي يجرى جولة أوروبية مهمة، بدأت بزيارته إلى "كوبنهاجن"، عاصمة مملكة الدنمارك، وتهدف أيضًا مملكة النرويج وجمهورية أيرلندا، من أجل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والدول الأوروبية، خاصة أن الاتحاد الأوروبي يعد أكبر شريك تجاري لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والاتحاد الأوروبي، إذ بلغت قيمته 31٫2 مليار دولار خلال عام 2023، وجاءت قيمة الصادرات المصرية لدول الاتحاد 11٫8 مليار دولار خلال عام 2023، بينما تُسجل قيمة الواردات من دول الاتحاد الأوربي 19٫4 مليار دولار، إذ يُغطي الاتحاد الأوروبي نحو 24.5% من حجم تجارة مصر، وهو ما يجعله الشريك التجاري الأول مع مصر، وهو ما يوضح أهمية هذه الجولة خاصة أن الاتحاد الأوروبي يُعد قوة اقتصادية كبيرة في النظام الدولي، فالاقتصاد المصري سينعكس عليه مردودات إيجابية كبيرة من تكرار الزيارات الأوروبية وتقوية العلاقات بين الجانبين.
وأوضح الدكتور جمال أبوالفتوح، أن هذه الزيارة دلالة أيضًا على مدى الذكاء التى تدار به الدولة المصرية علاقاتها الخارجية، والتى تعكف لتحقيق توازن حقيقي في علاقاتها مع مختلف القوى العالمية، سواء مع الولايات المتحدة ودول أمريكا الشمالية أو مع دول أوروبا الغربية ودول "البريكس"، كما تهدف هذه الجولات التى تكشف عن فكر جديد ومبتكر في إدارة الملف الاقتصادي المصري، إلى الترويج الجيد لحجم الإصلاحات الاقتصادية والنهضة الصناعية واللوجستية التي تحققت خلال الأعوام الماضية، فضلًا عن البنية التحتية القوية التي تمتلكها الدولة وتجعلها قادرة على استيعاب الاستثمارات الضخمة في القطاعات الإنتاجية والخدمية، خصوصًا في مجالات المستقبل مثل الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر.