رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب المائة عام على فلسطين.. لماذا اختار بايدن هذا الكتاب المناهض لإسرائيل؟

حرب المائة عام على
حرب المائة عام على فلسطين

أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن انتباه الجمهور والإعلام بعد ظهوره حاملًا كتاب "حرب المائة عام على فلسطين"، أثناء خروجه من مكتبة نانتوكيت في ولاية ماساتشوستس يوم الجمعة.

الكتاب من تأليف البروفيسور الأمريكي الفلسطيني الأصل رشيد الخالدي، وهو عمل مناهض لإسرائيل، حيث يقدم رؤية نقدية لتاريخ تأسيسها وسياستها تجاه الفلسطينيين.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست"، أثار اختيار بايدن لهذا الكتاب دهشة، خاصة في ظل موقفه الداعم تقليديًا لإسرائيل. المفارقة هنا ليست فقط في محتوى الكتاب، بل في السياق السياسي للرئيس الأمريكي، المعروف بتصريحاته التي تؤكد دعمه لإسرائيل، مثل تصريحه السابق: "لا يجب أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا، أنا صهيوني".

ما هو كتاب "حرب المائة عام على فلسطين"؟

"حرب المائة عام على فلسطين" هو عمل تأريخي وسياسي يقدمه البروفيسور رشيد الخالدي، أحد أبرز الأصوات الفلسطينية في الغرب. يركز الكتاب على تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يصفه بأنه سلسلة متواصلة من عمليات الاستعمار الاستيطاني المدعومة من القوى الإمبريالية.

كما يتناول الكتاب الأحداث الكبرى التي شكلت مسار الصراع، بداية من وعد بلفور عام 1917، عندما منحت بريطانيا تعهدًا بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، مرورًا بالنكبة عام 1948، ثم حرب 1967، والانتفاضات الفلسطينية، ووصولًا إلى السياسات الإسرائيلية الإجرامية الحديثة مثل حصار غزة والهجمات العسكرية المتكررة.

يقدم الخالدي منظورًا كاشفًا للسرديات الإسرائيلية والغربية التقليدية الكاذبة، مؤكدًا أن إقامة إسرائيل كانت نتيجة مشروع استعماري لا يختلف عن مشاريع الاستعمار الأوروبي في العالم الثالث، مشددًا من خلال الكتاب على أن النضال الفلسطيني ليس مجرد صراع سياسي، بل هو معركة وجودية ضد مشروع محو الهوية الفلسطينية.

تجربة شخصية ممزوجة بأسلوب أكاديمي

ما يميز الكتاب هو الأسلوب الأكاديمي الممزوج بسرد شخصي، حيث يستعين الخالدي بتجربته كفلسطيني ينتمي إلى عائلة عريقة تأثرت مباشرة بالأحداث التاريخية. كما يعتمد على وثائق وشهادات تاريخية تثبت دور القوى الغربية في ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي.

ويحمل الكتاب رسالة واضحة، مفادها أن الصراع الفلسطيني ليس نزاعًا معقدًا بلا حلول، بل نتيجة سياسات استعمارية يجب الاعتراف بها والعمل على إنهائها لتحقيق العدالة. هذه الرؤية جعلت الكتاب مثار جدل واسع، حيث يرى فيه البعض هجومًا صريحًا على إسرائيل، بينما يعتبره آخرون توثيقًا ضروريًا لصوت طالما تم تهميشه.

رسائل حمل بايدن كتاب "حرب المائة عام على فلسطين"

رغم أن بايدن لم يعلق علنًا على اختياره للكتاب، إلا أن حمله لعمل يوصف بـ"المناهض لإسرائيل" أثار تكهنات عديدة حول الرسائل التي قد يحملها هذا التصرف. يمكن تفسير ذلك على أنه محاولة لإظهار توازن سياسي أو ربما اهتمام شخصي بتحليل جديد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

بالنسبة لإسرائيل، قد يُفسر هذا كإشارة رمزية مقلقة، بينما يرى الفلسطينيون في الخطوة ربما بادرة إيجابية صغيرة تجاه الاعتراف بسرديتهم. على المستوى الداخلي، قد يتعرض بايدن لانتقادات من اللوبيات المؤيدة لإسرائيل، مما يزيد تعقيد موقفه السياسي مع اقتراب نهاية ولايته.