خريف الفيلسوف.. 5 هزائم ومستوى متواضع.. ماذا حدث لـ«جوارديولا»؟
لم تكن خسارة مانشستر سيتى برباعية نظيفة أمام توتنهام، على ملعبه ووسط جمهوره فى ملعب «الاتحاد»، ضمن منافسات الجولة ١٢ من بطولة الدورى الإنجليزى، مجرد خسارة عادية فى أقوى مسابقة محلية حول العالم، بل تمثل الهزيمة الخامسة المتتالية للمدرب الإسبانى الأفضل، بيب جوارديولا.
وتعد كذلك الهزيمة الثالثة على التوالى فى الدورى لحامل اللقب، ما جعله يتراجع أكثر فى صراع الصدارة لصالح ليفربول، الذى يمكنه الابتعاد أكثر بتلك الصدارة، حال الفوز على «السيتى» فى قمة الجولة ١٣، مساء الأحد المقبل.
وتزامنت هذه الخسائر المتتالية لكتيبة «جوارديولا» مع أداء مهتز واستسلام تام لمجريات المباريات، وهو ما يحدث لأول مرة مع «السيتى» ومدربه الإسبانى، الذى طالما عاد سريعًا ولملم أوراقه للمنافسة على البطولات، بعد أى تعثر فى المواسم السابقة.
ويشير واقع الموسم الحالى إلى معاناة بيب جوارديولا من مشاكل حقيقية، فى كل شىء تقريبًا، رغم أنه جدد عقده مع «السيتى» لمدة عامين مقبلين، وهو التجديد الذى لم تدم فرحته طويلًا، بعد تلقى الخسارة الخامسة على التوالى، التى تدق جرس إنذار كبيرًا فى صفوف الفريق.
وإذا ما بحثنا وراء هذا التدهور المفاجئ، نجد أن أهم سبب يتمثل فى عدم إبرام صفقات قوية خلال الميركاتو الصيفى، وأيضًا الاستغناء عن أبرز لاعبى الفريق فى المواسم الماضية وهو الأرجنتينى جوليان ألفاريز، بعد موسمين فقط رفقة كتيبة «بيب».
لم يتعاقد «السيتى» فى انتقالات الصيف سوى مع الجناح البرازيلى سافينيو، إلى جانب عودة إيلكاى جوندوجان، مقابل رحيل «ألفاريز»، الذى لم يعوضه أحد، بعدما كان له دور كبير فى تشكيل «السيتى»، ويعوّض غياب إرلينج هالاند وكيفين دى بروين، فى ظل قدرته على اللعب كمهاجم وصانع ألعاب على حد سواء.
ومع تأثر الفريق بالعديد من الإصابات هذا الموسم، ورحيل اللاعب الأرجنتينى، أصبح الاعتماد الكبير على «هالاند» فى تسجيل الأهداف، وهو ما يخلق مشكلة كبيرة عند تراجع مستواه، علاوة على أن الفرق المنافسة أصبحت أكثر استعدادًا لمواجهة أسلوب لعب «السيتى».
ولم يقدم «سافينيو» الأداء المنتظر منذ بداية الموسم، ولم يستطع تعويض غياب المصابَين، فيل فودين وجيريمى دوكو، فخلال ١٦ لقاءً شارك فيها لم يسجل أى هدف وصنع ٥ فقط، ما أثر على الفاعلية الهجومية للفريق، كذلك لم يعوض «جوندوجان» الغيابات الكثيرة فى الوسط، بعد عودته من برشلونة.
كانت الأمور فى «السيتى» جيدة قبل أن يصاب الإسبانى رودرى، لاعب الوسط الحائز على «الكرة الذهبية»، بقطع فى الرباط الصليبى، وهى الإصابة التى خلقت العديد من المشاكل فى وسط ملعب الفريق، خاصة ما يتعلق بالربط بين الدفاع والهجوم.
اعتمد «جوارديولا» على الكرواتى ماتيو كوفاسيتش لتعويض غياب «رودرى»، وهو يعرف أن «كوفاسيتش» لا يمتلك نفس إمكانات اللاعب الإسبانى. ورغم عدم أدائه المستوى المأمول، لم يغير «بيب» طريقة اللعب للتغلب على الأزمة، ولم يجرب أى لاعب آخر فى المركز، علمًا بأن مانويل أكانجى وجون ستونز شاركا من قبل وأجادا كلاعبى وسط.
واستمرت مشاكل مانشستر سيتى فى الوسط بغياب «دى بروين» بسبب الإصابة، ثم إصابة «كوفاسيتش» هو الآخر، ليصبح الفريق دون لاعب واحد فى الوسط، خاصة مع غياب البدلاء وتواضع مستواهم، وعلى رأسهم البرتغالى ماتيوس نونيز، الذى لم يفرض نفسه منذ الانضمام إلى الفريق، ليتبقى بيرناردو سيلفا وحيدًا فى الوسط، إلى جانب «جوندوجان»، والثنائى يُعرف عنه عدم إجادة الأدوار الدفاعية، وكذلك الربط بين الدفاع والهجوم.
ومع اقتراب انتصاف الموسم سيكون على «جوارديولا» إيجاد حل سريع وجذرى لمشاكل الفريق، بداية من التركيز الأول والأخير على بطولة الدورى، والاستغناء عن المنافسة على كأس الاتحاد، من خلال الدفع بالناشئين فى البطولة، أو الخروج منها، للتركيز فقط على الدورى ودورى أبطال أوروبا، والابتعاد عن إرهاق الأساسيين والبدلاء.
وستكون موقعة «أنفيلد» فى الجولة المقبلة فاصلة وحاسمة فى مشوار «السيتى»، لتقليص الفارق مع «الريدز». فالفوز على رفاق محمد صلاح سيكون أولى خطوات عودة الروح إلى المدرب الإسبانى، وبداية عودة الانتصارات للفريق، خاصة أن ليفربول هو المنافس المباشر، لكن فى الوقت نفسه، على «جوارديولا» حسم بقية المباريات، خاصة مع الفرق المتنافسة على المربع الذهبى، إذ تفصله نقطة واحدة عن مطارديه أرسنال وتشيلسى.
ومع استمرار غياب «رودرى»، وابتعاد «هالاند» عن التهديف، بجانب كم الإصابات التى ضربت صفوف الفريق فى جميع المراكز، سيتوجب على «جوارديولا» دخول «الميركاتو» الشتوى بقوة، وضم ٣ صفقات على الأقل، لتعويض النواقص فى صفوف الفريق.
أولى الصفقات ستكون لدعم وسط الملعب بطبيعة الحال، من خلال ضم ثنائى وسط مدافع لتعويض غياب «رودرى». ويأتى على رأس اللاعبين المرشحين لذلك لاعب ريال سوسيداد والمنتخب الإسبانى، مارتن زوبيميندى، الذى يعتبر على رأس أولويات «السيتى» حاليًا. أما خط الهجوم فينقصه الكثير، فى ظل تراجع هداف الفريق «هالاند»، الذى لا يوجد أى بديل له على دكة البدلاء.
كذك ينبغى على المدرب الإسبانى عقد جلسات مطولة مع لاعبين ابتعدوا كثيرًا عن مستواهم فى الفترة الماضية، وعلى رأسهم فيل فودين وجيريمى دوكو وجاك جريليش.