رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير يكشف لـ"الدستور" تداعيات الحرب في السودان على الأطفال

السودان
السودان

قال الإعلامي السوداني عماد السنوسي، إن مستقبل أطفال السودان بات على المحك مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثاني، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الدعم السريع، حيث تعاني تلك المناطق من انعدام الحد الأدنى لمقومات الحياة، مثل الغذاء، الأمن، والتعليم. 

وأضاف أن انتشار الأوبئة والأمراض، إلى جانب ندرة الغذاء وانعدام الأمن، يشكل تحديًا كبيرًا يواجه الأطفال في تلك المناطق.

ميليشا الدعم السريع للمؤسسات التعليمية والمدارس 

 

وأوضح السنوسي في تصريحات خاصة لـ“الدستور”، أن استخدام مليشيا الدعم السريع للمؤسسات التعليمية والمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية قد فاقم أزمة التعليم، لا سيما في العاصمة الخرطوم، التي كانت تحتضن العدد الأكبر من المدارس على مستوى البلاد.

وفي المقابل، أشار السنوسي إلى أن الحكومة السودانية أعلنت استئناف الدراسة في جميع المراحل الدراسية، بما في ذلك المراحل الصفية للأطفال، في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني، وذلك بعد مرور عام على اندلاع الحرب. واعتبر هذا الإعلان دليلًا على اهتمام الدولة بالتعليم والنشء، رغم أن عددًا كبيرًا من الأطفال أصبحوا نازحين أو لاجئين في دول الجوار، ما حرمهم من فرصة التعليم.

وأكد السنوسي أن استمرار الحرب سيؤدي إلى أكبر كارثة تعليمية في تاريخ السودان، نتيجة تراكم المراحل الدراسية وتأثير ذلك على مستقبل الأطفال الذي بات في خطر كبير مع عدم وجود أي بوادر لإنهاء الصراع.

وأضاف أن الأطفال يواجهون تأثيرات نفسية شديدة بسبب الحرب، مما يتطلب برامج تأهيل نفسية للطلاب للتخفيف من آثار الصدمة التي عايشوها. كما اقترح إضافة مادة تعليمية خاصة بالتأهيل النفسي ضمن المناهج الدراسية.

وحذر السنوسي من خطورة استخدام مليشيا الدعم السريع للأطفال كجنود في الحرب، مشيرًا إلى أن هذا الأمر موثق في تقارير دولية ومنظمات حقوقية، بالإضافة إلى انتشار فيديوهات تؤكد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار أيضًا إلى أن الحرب دفعت عددًا كبيرًا من الأطفال إلى الانخراط في سوق العمل لإعالة أسرهم التي فقدت مصادر رزقها بسبب النزاع. وقال إن هذا الوضع يجعل عودة الأطفال إلى التعليم أكثر صعوبة في حال توقفت الحرب.

وفي ختام حديثه، أكد السنوسي أن استمرار الحرب يفاقم معاناة الأطفال، حيث تسبب القصف والاشتباكات في مقتل وإصابة أعداد كبيرة منهم، مع تعرض البعض لإعاقات دائمة بسبب الانفجارات. وقال: "الحديث عن أزمة تعليم أطفال السودان أمر معقد للغاية في ظل توسع رقعة الحرب يوميًا. الحل يبدأ بوقف الحرب وعودة الاستقرار".