هناء سليمان: "مخالب ناعمة" أدخلت نهى صبحي عش الدبابير
ناقش مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، في السادسة من مساءً أمس الثلاثاء، المجموعة القصصية "مخالب ناعمة"، للكاتبة المصرية نهى صبحي.
وناقشها مجموعة من النقاد "إيمان الشيمي، الإسكددرية- رضا عبدالنبي، البحيرة- د.محمد عبدالراضي سوهاج- هناء سليمان، الإسكندرية".
وقالت القاصة هناء سليمان: رغم الإهداء الواضح الصريح المقدم من الكاتبة نهى صبحي؛ إلا أنني تحيّرتُ متسائلة: لمن كتبت نهى مجموعتها القصصية، هل لليافعين؟ أم للكبار ليتفهموا أحوال المراهقين؟ أم قصدت فقط طرحَ ــ لأي مهتم ــ مشكلاتِ أصحاب هذه المرحلة العمرية الحرجة الحيرى ما بين " عيب..انتَ بقيت راجل" ،" وما تنساش نفسك..انتَ حتة عيل" أو بين" خلاص..انتِ مدموازيل مسئولة عن تصرفاتك" و" إيه يا بنت امبارح انتِ؟.
وتابعت: "على أية حال، فالكاتبة دخلت بكامل إرادتها عش الدبابير، بل فتحت الباب على مصراعيه كاشفةً عمّا يغلي تحت السطح الهادئ، لقد عرضت الكاتبة في ستٍ وعشرين قصة ل ستٍ وعشرين مشكلة؛ منهم ست عشرة مشكلة تخص البنين، وثمانٍ للبنات، فكأنه حتى في المشكلات للذكر مثل حظ الأنثيين، وواحدة بطلها الأب، وواحدة لأخ وأخت معًا.
في قصة لحاف العائلة: عرضت الكاتبة لقضية وفاة الأم، وكانت هي مصدر الدفء الوحيد بالبيت، الذي صار باردًا بوفاتها، وكل من فيه يفتقد شيئًا بافتقادها.
وأوضحت “سليمان”: فقد الأم في هذه المرحلة الانتقالية بين الطفولة والصبا يكون أثرُه مضاعفا ومستمرًا؛ ففي هذه القصة احتاجت البنت أمها لتبلغها بظهور أولى علامات أنوثتها، ثم تذكرت باكية أن الأم رحلت من عام ونصف..أختها أدركتها بحضنها، لأن الله تعالى رحيم؛ فسرعان ما تظهر من تأخذ ولو لمحة من دور الأم: أخت، خالة، عمّة، جارة، زوجة أب..طالت المقدمة في هذه القصة، لكن جمال الأسلوب ورهافة الحس غفرا لها هذا الطول.
وأضافت: "ظهرت مشكلة الفقر وما يتعلق به من مقارنة ومنافسة في قصة خاتم سليمان، وجدنا مقارنة بين حي سليمان الشعبي وحي الآخر ( لم يُذكَر له اسم) الراقي؛ يفصلهما باب بين مدرسة سليمان الحكومية ومدرسة الآخر الخاصة التي وصفها سليمان بالعظيمة.
بين موقف الميكروباص والأتوبيسات الخاصة بمدرسة الآخر، بين منزل سليمان المتهالك ومنزل الآخر الذي يشبه قصور الحواديت،ربما يكون سليمان قد تقبل من قبل أن يلبس ملابس الآخر القديمة، لكن اليوم وهو في الخامسة عشرة حيث ثورة التمرد وعزة النفس، يرفض ذلك، يرفض أوضاعًا كانت قبلا مسلَّمًا بها، بل إنه كره هؤلاء أصحاب اليد العليا، ويرفض أيضًا أن تراه جارته مريم يرتدي المعطف الذي رأته من قبل ــ ولو مرة واحدة ــ على جسد الآخر.