القاهرة الساهرة: مدينة لا تنام وتُلهم صناع السينما العالمية
تواصل القاهرة في إثبات مكانتها كوجهة رئيسية لصناعة السينما العالمية، حيث باتت تضم في طياتها مزيجاً من الطابع التاريخي العريق والطاقة الحضرية العصرية.
يشهد العام 2024 تصوير 3 أفلام عالمية في مواقع مختلفة داخل مصر، ما يعكس القوة الكبيرة التي تمتلكها العاصمة المصرية كموقع تصوير مثالي لعدد من أنواع الأفلام، حسبما أفاد تقرير مجلة فارايتي الامريكي.
أشارت المجلة الى أن من أبرز هذه الأعمال فيلم Wicked Part Two وFountain of Youth اللذان اختارا مصر لالتقاط مشاهد تاريخية أسطورية عند الأهرامات، إضافة لفيلم (Inheritance) من إخراج نيل بورغر، الذي يستفيد من الطاقة الحضرية المتجددة في شوارع القاهرة الحديثة.
كيف أصبحت القاهرة مصدر إلهام فني؟
ووفقا لما أورده التقرير فقد تجذب القاهرة الأنظار بسبب قدرتها على دمج الأصالة مع الحاضر، فعلى الرغم من أنها لم تكن في الماضي الوجهة الأكثر شهرة للأفلام العالمية، كان يتم تصوير مشاهد عن مصر في دول مثل المغرب باستخدام مواقع مزيفة للأهرامات، إلا أن مصر الآن بدأت تستعيد مكانتها بقوة.
في السياق، تحدث جون راكيش، رئيس رابطة مديري المواقع السينمائية الدولية عن عودة المخرجين إلى مصر بعد سنوات من تصوير مواقع مزيفة، ويؤكد أن "القاهرة هي المدينة التي لا تنام" وأن "الطاقة الحية" لهذه المدينة هي التي تلهم صناع السينما، بما يقدمه من طابع لا يمكن تقليده.
المقارنة بين تصوير المواقع الحقيقية والمزيفة
في الفيلم المثير Inheritance، اختار المخرج نيل بورغر تصوير مشاهد في شوارع القاهرة، حيث يقول: "كنت أريد أن أرى الحياة اليومية في هذه الأماكن، وكنا نعمل مع طاقم صغير للحصول على تأثير قريب جدًا من الواقع".
كما أن التصوير في أسواق القاهرة والمطار والأهرامات كان جزءًا من محاولاته لنقل طابع المدينة الفوضوي والديناميكي. كما أضاف بورغر أن "الطاقة في القاهرة كانت مجنونة، وهي المدينة الحقيقية التي لا تنام".
التطور في دعم السينما المصرية
ساعدت الهيئة المصرية للإنتاج الإعلامي التي تأسست في 2019 على تسهيل التصوير في مصر من خلال توفير تصاريح وإعفاءات ضريبية، بل وعروض استرداد نقدي تصل إلى 30%. هذا الأمر جعل مصر أكثر جذبًا للأفلام العالمية، وهو ما ظهر بوضوح في أفلام مثل "Wicked Part Two" الذي استخدم الصحراء البيضاء في مصر و"Fountain of Youth" الذي استعرض الأهرامات.
