الصحة أولًا.. كيف يحمي الفحص الطبي المقبلين على الزواج من المفاجآت الوراثية؟
يُعتبر الفحص الطبي قبل الزواج خطوة بالغة الأهمية لضمان بناء أسرة صحية ومستقرة، فهو ليس مجرد إجراء روتيني، بل أداة فعالة للحماية من الأمراض الوراثية الشائعة التي قد تؤثر على حياة الأزواج وأطفالهم.
الأمراض الوراثية الشائعة.. خطر يمكن الوقاية منه
الأمراض الوراثية، مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، تعد من أكثر الحالات شيوعًا التي يكشفها الفحص الطبي.
الثلاسيميا: اضطراب دموي يؤدي إلى نقص إنتاج الهيموجلوبين، مما يسبب فقر دم شديد ويتطلب علاجًا مكلفًا مدى الحياة.
فقر الدم المنجلي: يغير شكل خلايا الدم الحمراء إلى شكل هلالي، مما يسبب ألمًا شديدًا ومضاعفات صحية متعددة.
من خلال الفحص المبكر، يمكن للشريكين معرفة ما إذا كانا يحملان الجينات المسببة لهذه الأمراض واتخاذ قرارات مدروسة لتجنب انتقالها إلى أطفالهما.
قصص واقعية: كيف غير الفحص حياة أسر
هناك حالات عديدة تسلط الضوء على أهمية الفحص الطبي قبل الزواج، على سبيل المثال، زوجان كانا يخططان للزواج دون علم بحمل كلاهما لجين الثلاسيميا، عند إجراء الفحص، تم إبلاغهما بالمخاطر العالية لإنجاب أطفال مصابين بالمرض، بفضل التوعية والاستشارة الطبية، قررا خيارات بديلة مثل الاستفادة من تقنيات الإخصاب الحديثة لضمان إنجاب أطفال أصحاء.
في حالة أخرى، تم اكتشاف إصابة أحد الطرفين بفيروس معد يمكن أن ينتقل للشريك أو الأطفال، بفضل التدخل المبكر، تمكن الطرف المصاب من بدء العلاج قبل الزواج، مما قلل المخاطر بشكل كبير.
التوعية والتخطيط الصحي للأسرة
الفحص الطبي لا يقتصر على كشف الأمراض فقط، بل يشمل أيضًا توعية الشريكين بحالتهما الصحية، مما يشجع على تبني ثقافة التخطيط الصحي للأسرة، سواء كان ذلك من خلال العلاجات الوقائية، أو تحديد الأساليب الأنسب للإنجاب، أو اتخاذ قرارات واعية فيما يخص الحياة الزوجية.
تعزيز ثقافة المسؤولية
إجراء الفحص يعكس وعي الشريكين بمسؤوليتهما تجاه نفسيهما وأطفالهما، فهو خطوة استباقية تقلل من الضغوط النفسية والمادية التي قد تنشأ لاحقًا بسبب مشكلات صحية يمكن الوقاية منها.
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن أهمية فحص ما قبل الزواج من خلال التركيز على الكشف المبكر بمبادرة فحص المقبلين على الزواج، وذلك لبناء أسرة صحية خالية من الأمراض في المستقبل، حيث يتم الكشف عن الأمراض غير السارية والأمراض المعدية والمنتقلة جنسيًا بالإضافة فصيلة الدم ومعامل Rh والأمراض الوراثية وكذلك الصحة الإنجابية.