رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تراجع أسعار النفط.. وأوبك تُخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمى

النفط
النفط

تراجعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الجمعة، حيث طغت المخاوف من فائض في المعروض على أثر الانخفاض الحاد في مخزونات الوقود الأمريكية.

تراجع أسعار النفط العالمية

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 88 سنتًا، أو بنسبة 0.9%، لتصل إلى 71.75 دولارًا للبرميل، كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 85 سنتًا، أو بنسبة 0.8%، لتسجل 67.82 دولارًا للبرميل.

وعلى مدار الأسبوع، يتجه خام برنت نحو تراجع بنسبة 2.2%، في حين يتجه خام غرب تكساس الوسيط لانخفاض بنسبة 2.7%، مما يعكس الضغوط المستمرة على أسواق النفط العالمية.

 

ارتفاع المخزونات الأمريكية

وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أعلنت الخميس، أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، متجاوزة توقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 750 ألف برميل، حيث يعكس هذا الارتفاع زيادة في الإنتاج أو انخفاضًا في الطلب المحلي، مما يثير القلق بشأن فائض محتمل في المعروض.

وفي المقابل، أشارت الإدارة إلى أن مخزونات البنزين هبطت بمقدار 4.4 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2022، وذلك مقابل توقعات بارتفاع قدره 600 ألف برميل، كما أظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل ووقود التدفئة، انخفضت بشكل غير متوقع بمقدار 1.4 مليون برميل.

 

كما يشير هذا الانخفاض في مخزونات المنتجات المكررة إلى زيادة في الطلب أو مشاكل في الإنتاج، ولكنه لم يكن كافيًا لتعويض تأثير ارتفاع مخزونات الخام على الأسعار.

 

توقعات وكالة الطاقة الدولية وأوبك

كما أن توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط مستوى الطلب بحلول عام 2025، حتى في ظل استمرار تخفيضات الإنتاج التي ينفذها تحالف "أوبك+"، الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء مثل روسيا، ويأتي ذلك نتيجة لزيادة الإنتاج من الولايات المتحدة ودول منتجة أخرى، مما قد يؤدي إلى ضغط إضافي على الأسعار.

 

من جهتها، خفضت أوبك هذا الأسبوع توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2023 و2025، وهو ما يمثل المراجعة الرابعة بالخفض لتوقعاتها لعام 2024، كما  أشارت المنظمة إلى مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتأثيره على استهلاك النفط، خاصة في ظل التوترات التجارية وتقلبات الأسواق المالية.

 

ضغوط ارتفاع الدولار

تعرضت أسعار النفط لضغوط إضافية نتيجة لقوة الدولار الأمريكي، الذي قفز يوم الخميس إلى أعلى مستوى له خلال عام، ويتجه لتحقيق مكاسب لليوم الخامس على التوالي، مدعومًا بارتفاع العوائد على السندات الأمريكية وتوقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

 

عادة ما يؤدي ارتفاع الدولار إلى جعل النفط المسعر به أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما قد يحد من الطلب على الخام في الأسواق العالمية، كما يمكن هذا التأثير السلبي على الطلب أن يساهم في زيادة فائض المعروض، وبالتالي مزيد من الضغوط على الأسعار.

 

ويأتي هذا التراجع في أسعار النفط وسط مخاوف متزايدة من فائض في المعروض العالمي، خاصة مع احتمالات زيادة الإنتاج من دول خارج "أوبك+"، وتباطؤ الطلب نتيجة للتحديات الاقتصادية العالمية.

كما يترقب المستثمرون والمحللون تطورات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وتأثيرها على أسواق العملات والسلع، بالإضافة إلى المستجدات الجيوسياسية التي قد تؤثر على ميزان العرض والطلب في سوق النفط.