خبير يكشف لـ"الدستور" مصير عقيدة إيران النووية بعد فوز ترامب بالرئاسة
قال حكم أمهز، الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، إن التطورات الأخيرة في العلاقات الأمريكية - الإيرانية لا تقتصر على الملف النووي فقط، بل تشمل جميع المسارات المتصلة بالعلاقات بين البلدين والتأثيرات الإقليمية، وسيكون هناك ترقب لسياسات دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب تجاه إيران.
وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أوضح "حكم أمهز" أن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إلى طهران حملت مؤشرات مهمة، خاصة بالنظر إلى توقيتها الذي جاء مباشرة بعد فوز ترامب في الانتخابات، إضافة إلى تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد إيران بشأن استهداف منشآتها النووية، فضلًا عن تطورات الأوضاع في الجبهتين اللبنانية والفلسطينية.
أمهز: زيارة جروسي لطهران تبرز تحديات الملف النووي الإيراني
وأشار أمهز إلى أن جروسي، الذي يمكن وصفه بحامل "العصا والجزرة"، جاء إلى إيران في ظل هذه الظروف المتوترة، العصا تمثلت في التهديدات الموجهة ضد إيران، والتي تم التلميح إليها خلال محادثاته مع المسئولين الإيرانيين، بينما الجزرة تمثلت في رفضه للهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.
ومع ذلك، بدا أن قدرة جروسي على منع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ اعتداءات مماثلة محدودة جدًا، ما قد يقلل من تأثير تصريحاته على أرض الواقع بحسب "أمهز".
وأبرز "أمهز" أن الأهم من زيارة جروسي هو ما وراء هذه الزيارة، موضحًا أن الرئيس ترامب، المعروف بكونه رجل أعمال يسعى لتوفير الأموال، يفضل تجنب الحروب التي قد تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
وتابع: "بالتالي، يسعى ترامب إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة لتحقيق الاستقرار الذي سينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الأمريكي، خصوصًا في إطار خططه لخفض المساعدات للدول وتقليل النفقات العسكرية الأمريكية عبر الضغط على الدول الأوروبية لزيادة مساهماتها في حلف الناتو".
وأوضح "أمهز" أن الاجتماع بين الملياردير الأمريكي إيلون ماسك والمندوب الإيراني في الأمم المتحدة، سعيد إيرواني، يعكس محاولة إيجاد تسوية سياسية قد تسهم في تهدئة الصراع في الشرق الأوسط، لا سيما أن ماسك يُعتبر مقربًا من الرئيس ترامب.
ورغم هذه المحاولات، فإن "أمهز" يرى أن إيران تركز على مصالحها الوطنية وأهدافها الاستراتيجية بشكل أساسي، وأوضح أنه لا يمكن لأي من استراتيجيات "العصا والجزرة" أن تؤثر على إيران بشكل حاسم، مشيرًا إلى أن نجاح المفاوضات سيعتمد على تحقيق المصالح الإيرانية، وإذا لم يحدث ذلك فلن يكون هناك تقدم ملموس.
هل ستغير إيران عقيدتها النووية بعد فوز ترامب؟
وفيما يتعلق بتغيير العقيدة النووية الإيرانية، أكد "أمهز" أنه لا يوجد حتى الآن قرار رسمي بتغيير هذه العقيدة، خصوصًا أن مواقف إيران ثابتة استراتيجيًا والفتوى المتعلقة بالأسلحة النووية ليست أمرًا يمكن تغييره بسهولة.
ورغم أن بعض المسئولين الإيرانيين طرحوا مواقف تدعو لتغيير العقيدة النووية، إلا أن القرار في النهاية يعود إلى القائد الأعلى علي خامنئي، الذي يحدد مسارات المواقف بناءً على التطورات والمخاطر التي قد تواجه إيران.
وأكد "أمهز" أن إيران ستظل ملتزمة بمواقفها الاستراتيجية إلا في حال تعرضها لمخاطر تهدد وجودها، وفي هذه الحالة قد تتخذ خطوات أخرى، في ضوء فتوى الخميني التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على النظام الإسلامي كأولوية قصوى.