التفاصيل الكاملة لاجتماع "ماسك" بمندوب إيران فى الأمم المتحدة
أثار اجتماع سري عُقد في نيويورك بين إيلون ماسك، المستشار المقرب للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، الكثير من الجدل والتكهنات لسياسة ترامب مع إيران عقب عودته للرئاسة الأمريكية، وفقًا لمسئولين إيرانيين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
كواليس اجتماع إيلون ماسك بمندوب إيران بالأمم المتحدة
ووفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأخير، فقد استمر اللقاء لأكثر من ساعة، وجاء بناءً على طلب من ماسك، الذي يُعد أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في الفريق الانتقالي لترامب، حيث وصف المسئولون الاجتماع بأنه كان "إيجابيًا" ويحمل "أخبارًا جيدة" فيما يتعلق بالعلاقات المستقبلية بين واشنطن وطهران.
إلى الآن، لم يصدر أي تأكيد رسمي من فريق ترامب حول هذا اللقاء، حيث رفض ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات للرئيس المنتخب، التعليق على الأخبار. كما لم يرد ماسك نفسه على طلبات التعليق من وسائل الإعلام.
ولكن المتحدثة باسم فريق الانتقال الرئاسي، كارولين ليفيت، أكدت في بيان أن الشعب الأمريكي اختار ترامب مجددًا لقدرته على تحقيق السلام من خلال القوة، مشيرة إلى أن الإدارة الجديدة ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان الأمن القومي للولايات المتحدة وتعزيز استقرارها في العالم.
وأضافت الصحيفة أن دور ماسك في الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب يبدو متزايدًا بشكل لافت؛ فقد حضر معظم اللقاءات الخاصة باختيار كبار المسئولين، حتى إنه أجرى مكالمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بتوجيه مباشر من ترامب، لدعم جهود أوكرانيا في صراعها مع روسيا.
كما أن هذا الانخراط العميق يعكس تأثير ماسك المتزايد في صناعة القرار، ما يشير إلى احتمالية استغلال نفوذه في الملفات الحساسة، بما فيها العلاقات مع إيران، فالعلاقة بين إدارة ترامب وإيران شهدت توترًا كبيرًا خلال فترته الرئاسية الأولى، عندما انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015، الذي وصفه بأنه "اتفاق سيئ للغاية"، وفرض عقوبات قاسية على صادرات النفط الإيرانية والتعاملات المصرفية الدولية.
وأشار التقرير إلى أن التصعيد بلغ ذروته باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في أوائل 2020، ما دفع طهران إلى حظر أي مفاوضات مع إدارة ترامب. ومع ذلك، وفي ظل إعادة انتخاب ترامب مؤخرًا، يبدو أن هناك أصواتًا داخل حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تدعو إلى إعادة النظر في الموقف المتشدد، مع إمكانية استئناف الحوار بهدف تخفيف العقوبات الاقتصادية الخانقة.
وأوضح التقرير أن التكهنات تتزايد حول ما إذا كان بإمكان الإدارة الجديدة لترامب أن تتبنى نهجًا مختلفًا تجاه إيران، خاصة في ظل التأثير المحتمل لإيلون ماسك، الذي يظهر الآن كشخصية محورية في فريق ترامب الانتقالي.
هذا اللقاء المبكر بين ماسك ومسئول إيراني رفيع المستوى قد يكون بداية لتغيير نبرة العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل الاهتمام الإيراني بتخفيف العقوبات القاسية التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد المحلي.
ورغم أن التصريحات الرسمية من الجانبين كانت حذرة، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن هذا الاجتماع قد يكون خطوة أولى نحو فتح قنوات جديدة للتواصل بين واشنطن وطهران، ما قد يؤدي إلى تغييرات مهمة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع المقبلة.