رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صرخة.. حكاية القصيدة التي أعلنت عن مولد عبد الرحمن الخميسي

عبد الرحمن الخميسي
عبد الرحمن الخميسي

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر والكاتب عبد الرحمن الخميسي، والذي ولد في مثل هذا اليوم من عام ۱۹۲۰ في قرية منية النصر بمحافظة المنصورة.

عبد الرحمن الخميسي

وفي تقرير نشره محمد فراج عام 1987 بجريدة القاهرة يذكر فيه الكثير من المواقف عن الشاعر والمؤلف الكبير.

يقول:" كان أبوه عبد الملك، فلاحا مصريا بسيطا، وفقيرا، بينما كانت أمه عائشة أبو الحسن من بورسعيد، حضرية تقرأ الكتب وتستمع لمختلف ألوان الموسيقى. ولكن أبويه سرعان ما انفصلا، فعاش الخميسي طفلا محروما من حنان أمه في كنف أبيه الفقير، الذي أرسله إلى “الزرقا”، ليدرس هناك وهو صبي صغير.

 وأرغمت الظروف القاسية الخميسي على العمل منذ صباه لكسب عيشه، فاشتغل في محل بقالة، ومحصل تذاكر في أوتوبيس، وممثلا طوافا في فرقة المسيري، ومؤلفا للأغاني، ومعلما في المدارس الأهلية، ومصححا بإحدى المطابع وأنهى الخميسي، ما عرف حينذاك بـ (شهادة الثقافة العامة)، وهي ثانوية عامة دون سنة من التخصص. 

وانتقل بعد ذلك الى القاهرة، لينام على الأرصفة، وفى المقاهي وهي التجربة التي صاغها فيما بعد في قصته المعروفة "النوم" التي أشاد بها الناقد الكبير علي الراعي.

قصيدة صرخة

ولعل لظروف الحياة القاسية تلك دخل كبير في تعاطف الشاعر الحار مع قضايا الشعب وهمومه، ذلك التعاطف الذي لم ينطفئ لحظة فكبد الفنان الكثير من العناء في القاهرة، في أواخر الثلاثينات، بين حربين عالميتين، وفى ظروف الاضطراب الاقتصادي، وتحت وطأة الاحتلال الانجليزي، وبين مختلف التيارات الفكرية التي كانت تبحث لمصر عن وجهها، أعلن الخميسي عن مولده كشاعر كبير، ولد ولادة مبكرة وباهرة، بقصيدته (صرخة ) التي دوى فيها صوته، باحثا عن ذات الشاعر في مواجهة الشعر التقليدي.

 ماذا تريد الزعزع النكباء 

من راسخ أكتافه شماء ؟

 تتكسر الأحداث تحت يمينه

 وتميد من صرخاته الغبراء

 ويدك بالإيمان كل كريهة 

 وتمل من أوصاله الأدواء

 ويمزق الظلمات عن فجر له

 فيه حياة عذبة ورجاء