محمود عبدالعزيز.. ذكرى وفاة «ساحر الشاشة»
يعد الفنان محمود عبدالعزيز، المعروف بلقب "ساحر الشاشة"، واحدًا من أكثر الممثلين تأثيرًا وتميزًا في السينما المصرية والعربية.
ولد في الإسكندرية عام 1946، حيث نشأ وترعرع، ودخل عالم الفن في أوائل السبعينيات بعد دراسته للزراعة، لكنه اختار الفن شغفًا واهتمامًا، ليصبح من نجوم السينما البارزين.
البداية
بدأ محمود عبد العزيز مسيرته الفنية في بداية السبعينيات، وقد كانت بداياته متواضعة حيث ظهر في عدد من الأفلام كأدوار ثانوية، إلا أن عام 1974 شهد نقطة تحول في مسيرته بعد مشاركته في مسلسل "الدوامة"، الذي حقق نجاحًا باهرًا وألقى الضوء على موهبته الفذة.
وكان للدراما التلفزيونية دورٌ بارزٌ في صقل موهبته، إذ ساهمت في تمهيد الطريق له لدخول عالم السينما.
السينما
مع نهاية السبعينيات، بدأ محمود عبد العزيز تحقيق نجاحات كبيرة في السينما، حيث قدم مجموعة من الأفلام التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية وأخرى تركز على الجانب الرومانسي.
ومن أبرز أعماله السينمائية في هذه الفترة فيلم "الحفيد" عام 1974، وفيلم "حتى آخر العمر" عام 1975. وقد أظهر من خلال هذه الأفلام قدرته على أداء الأدوار الرومانسية بتميز، وأكسبته شعبية واسعة لدى الجماهير.
تنوع الأدوار
في الثمانينيات، بدأ عبد العزيز تنويع أدواره مبتعدًا عن الأدوار الرومانسية التقليدية، وقدم أعمالًا أظهرت قدراته الدرامية العميقة وتنوعه الفني.
فيلم "العذراء والشعر الأبيض" (1983) يُعتبر أحد أفلامه البارزة التي تناول فيها قضايا اجتماعية معقدة. كما يُذكر له فيلم "العار" (1982)، الذي تناول من خلاله قضايا الفساد المجتمعي، مما أكسبه تقدير النقاد وثقة الجماهير.
سنوات النجاح الأكبر
في التسعينيات، بلغ عبد العزيز قمة تألقه الفني، حيث قدم العديد من الأعمال التي صارت رموزًا في السينما المصرية. فيلم "الكيت كات" (1991)، الذي أخرجه داوود عبد السيد، يُعد من أبرز أفلامه وأحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، حيث جسد فيه شخصية "الشيخ حسني" الأعمى بحس فكاهي ودرامي عميق. واستطاع في هذا الفيلم أن يجسد معاناة الإنسان ببراعة شديدة، مما جعله يحظى بإعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
المسلسلات التلفزيونية والأعمال الأخيرة
إلى جانب السينما، كان لمحمود عبد العزيز حضور قوي في الدراما التلفزيونية. يُعتبر مسلسل "رأفت الهجان" أحد أبرز أعماله التلفزيونية، حيث جسد فيه شخصية "الهجان" الجاسوس المصري الذي عمل لصالح المخابرات المصرية داخل إسرائيل. هذا المسلسل الذي عُرض في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، حقق نجاحًا منقطع النظير وكان له دور بارز في ترسيخ مكانة عبد العزيز كأحد أعمدة الفن المصري.
الرحيل
استمر محمود عبد العزيز في تقديم الأعمال السينمائية والتلفزيونية حتى سنواته الأخيرة، مع إصراره على تقديم أداء مميز حتى آخر عمل له، فيلم "إبراهيم الأبيض" ومسلسل "جبل الحلال" الذي عُرض في 2014. رحل عن عالمنا في 12 نوفمبر 2016 بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا فنيًا غنيًا يخلده في ذاكرة الأجيال القادمة.