رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤية الرئيس السيسي.. قصة تطور قرى سوهاج بمبادرة "حياة كريمة"

حياة كريمه
حياة كريمه

لم تكن حياة سكان الريف في سوهاج يومًا بهذه الحيوية والازدهار من أعالي الجبال إلى أعماق الوادي، تعيد مبادرة "حياة كريمة" رسم ملامح الحياة في المحافظة، مستهدفة تحسين الأوضاع المعيشية وإعادة الأمل لآلاف الأسر. 

المبادرة، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحمل بين طياتها قصص نجاح بدأت تتجلى في القرى الصغيرة.

مشروعات ملموسة تغير حياة الناس

عند السير في قرية مثل الصوامعة، قد تلاحظ كيف تحولت الطرق الترابية القديمة إلى ممرات معبدة واسعة، تضيئها مصابيح شوارع حديثة. وفي قرى مثل الكوامل، أصبحت المياه النظيفة جزءًا من الحياة اليومية، حيث لم يعد الأهالي مضطرين للذهاب إلى القرى المجاورة بحثًا عن مصادر صالحة للشرب.

تغطي المبادرة 182 قرية و1195 تابعًا، ويجري تنفيذ مشروعات بتكلفة تقارب 12 مليار جنيه، لكن التأثير الأهم يكمن في الحياة التي عادت لروح القرى. كل مشروع يعيد للناس الشعور بالأمان والكرامة، من توصيل المياه والصرف الصحي إلى تطوير المراكز المجتمعية.

التعليم والصحة.. بناء مقومات المستقبل

قطاع التعليم في سوهاج ينفض الغبار عن الفصول المكتظة والتجهيزات القديمة. مبادرة "حياة كريمة" تسعى لتوفير بيئة تعليمية تليق بالأجيال الجديدة، من خلال تطوير 75 مدرسة وإنشاء 10 مدارس جديدة. وفي قرى مثل دار السلام، ترى الطلاب وهم يتعلمون باستخدام أدوات عصرية تُعدّهم للمستقبل.

أما الصحة، فهي حجر الزاوية لنجاح المبادرة. في أنحاء المحافظة، أُنشئت 30 وحدة صحية متطورة، تقدم خدمات رعاية صحية كانت مجرد حلم للكثيرين. وعلى سبيل المثال، في قرية أولاد يحيى، يتلقى المرضى العلاج دون الحاجة إلى السفر لساعات طويلة بحثًا عن طبيب مختص.

الرئيس السيسي: رؤية للارتقاء بحياة الريف

فيقول الدكتور محمد عبد الهادي نائب محافظ سوهاج الرئيس عبد الفتاح السيسي لا ينظر إلى "حياة كريمة" كمجرد مشروع حكومي، بل كرؤية إنسانية تستهدف القرى الأكثر احتياجًا. دعمه للمبادرة يتجاوز توفير الميزانيات إلى متابعة دورية لضمان تحقيق النتائج المرجوة. شعار "نحن نبني لمصر المستقبل" ليس مجرد كلمات، بل التزام يستشعره سكان سوهاج في حياتهم اليومية.

مشيرا ان  المبادرة لا تهدف  فقط إلى تحسين الخدمات، بل أيضًا إلى تعزيز الاقتصاد المحلي. في قرى مثل شندويل، حظيت الحرف اليدوية مثل صناعة "التلي" باهتمام متجدد، مما ساعد النساء على كسب دخل مستدام. كما أُنشئت مشروعات صغيرة لتدريب الشباب على مهارات حديثة تناسب سوق العمل، ما يعزز من فرصهم المستقبلية.

أصوات من سوهاج

في قرية المنشأة، وقف السيد عبد الله أمام منزله الذي أصبح متصلًا بشبكة مياه حديثة، وقال: "قبل هذه المبادرة، كنا نعاني يوميًا للحصول على مياه نظيفة، والآن أصبح الأمر سهلًا ومريحًا. أشعر أن حياتنا تغيرت للأفضل بشكل لم نتوقعه".

وفي قرية شندويل، حيث أُعيد إحياء الحرف اليدوية، تتحدث السيدة فاطمة علي، وهي أم لثلاثة أطفال: "تعلمت صناعة التلي من أمي، لكنها كانت مهنة تحتضر. بفضل المبادرة، أصبح لديّ مشروع صغير، والآن أساهم في دخل أسرتي وأشعر بالفخر بعملي".

أما الشاب أحمد يوسف، من مركز البلينا، فيرى المستقبل بعيون مليئة بالأمل: "المبادرة لم توفر فقط بنية تحتية، بل أيضًا تدريبات وفرص عمل. حصلت على تدريب مهني مكّنني من بدء عمل خاص في مجال تركيب الطاقة الشمسية، ولم أكن أتخيل أن أعيش هذا التغيير الكبير في قريتي".

وفي دار السلام، قالت الحاجة صفية محمد، وهي تجلس مع جيرانها خارج الوحدة الصحية الجديدة: "كان الذهاب للمستشفى في المدينة يستغرق يومًا كاملًا، لكن الآن يمكننا الوصول للرعاية الصحية في دقائق. هذه الوحدة أعادت لنا الطمأنينة".

ومع استمرار عجلة التنمية في سوهاج، تطلعات الأهالي كبيرة. المبادرة التي بدأت بإعادة بناء الخدمات الأساسية، تضع حجر الأساس لتحول شامل ومستدام. لا شك أن الطريق طويل، لكن "حياة كريمة" تقدم نموذجًا فريدًا لمشروعات التنمية الشاملة، حيث يصبح الريف المصري جزءًا أساسيًا من رواية التنمية الوطنية، مستفيدًا من رؤية تقودها إرادة حقيقية لتحسين حياة الناس.

 

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي