التنبؤ حتى 2100.. مصر تواجه مخاطر التغيرات المناخية بـ"الخريطة التفاعلية"
تسلمت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، جائزة " SAG Award" المقدمة من شركة (Esri) الرائدة عالميًا في مجال نظم المعلومات الجغرافية، وذلك خلال احتفالية خاصة أقيمت بأحد فنادق القاهرة.
نالت هذا الاستحقاق تكريمًا لتميز وزارة البيئة في تطبيق نظم المعلومات الجغرافية لحماية وإدارة التنوع البيولوجي، وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بالمشروعات الناجحة التي قام عملاء شركة إيزري من مؤسسات وشركات حول العالم بتنفيذها باستخدام نظم المعلومات الجغرافية لتحليل البيانات المعقدة، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات.
وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن امتننانها لحصول الوزارة على هذه الجائزة، حيث حرصت على تسلم فريق عمل التحول الرقمى بالوزارة من قطاع حماية الطبيعة والإدارة المركزية للمعلومات والتحول الرقمي الجائزة.
وأشارت إلى أن حصول الوزارة على تلك الجائزة هو تأكيد على صحة وفاعلية المسار الذي تنتهجه الوزارة نحو التحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة في المجالات البيئية المختلفة، مؤكدا بذل قصارى الجهود لتحقيق رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي لحماية البيئة، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وحماية مستقبل الأجيال القادمة.
ونوهت بأن فوز وزارة البيئة بالجائزة يأتي تتويجًا لمشروع "حوكمة منظومة الرصد والتوثيق البيئي لحماية وإدارة التنوع البيولوجي في المحميات الطبيعية المصرية"، الذي نفذته إحدى الشركات الوطنية المصرية لصالح جهاز شئون البيئة، والذي يعكس التزام الوزارة بحماية الموارد البيئية باستخدام أحدث التقنيات لضمان استدامة التنوع البيولوجي في مصر.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، في بيان، اليوم السبت، أن هناك العديد من أنظمة الرصد اللحظى فى مجال البيئة والتى عملت عليها الوزارة، وتشمل الهواء والمياه، ثم تم تطوير المنظومة من خلال ربط مداخن المصانع بشبكة الانبعاثات الصناعية، كما تم العمل على توفير منظومة لربط الفروع الإقليمية التابعة لوزارة البيئة بمحافظات الجمهوية، بالمركز الرئيسى جهاز شئون البيئة، ومع التحول الرقمي الذى عملت عليه الحكومة تنفيذا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعمل على التحول الرقمي واستحداث تطبيقات جديدة في عدة مجالات منها منظومة الشكاوى الحكومية، لتسهيل توجيه شكاوى المواطنين للوزارة المعنية.
كما تم استحداث نظام لتسهيل استخراج الموافقات البيئية وتسهيل التنسيق بين كافة الجهات المعنية فى هذا الصدد، كما يتم العمل حاليا على رقمنة منظومة دراسات تقييم الأثر البيئي، الربط الإلكتروني فى هذا المجال مع هيئة التنمية الصناعية.
ولفتت إلى اتباع نفس النهج بمنظومة المخلفات؛ حيث تم إنشاء منظومة إلكترونية لإصدار التراخيص والموافقات للشركات العاملة بالمجال، وتم إنشاء تلك المنظومة مع نشأة جهاز تنظيم إدارة المخلفات وصدور قانون المخلفات.
١٥% من مساحة مصر محميات طبيعية
وأوضحت وزيرة البيئة أن ملف التنوع البيولوجي والذى يشمل شقين الشق الاول ويشمل مشروع "حوكمة منظومة الرصد والتوثيق البيئي لحماية وإدارة التنوع البيولوجي في المحميات الطبيعية المصرية"، والذى نحن بصدد التكريم بشأنه فى تلك الاحتفالية، والشق الآخر هو تفعيل نظام التذاكر الإلكترونية.
كما أوضحت أن ١٥% من مساحة مصر محميات طبيعية، ونأمل تنفيذ هذه التقنيات الحديثة في عملية الرصد للبيئة البحرية بمحافظة البحر الأحمر، خاصة مع الدراسات الكثيرة التي أفادت بوجود تأثير لتغير المناخ على الشعاب المرجانية، وستساعد تلك التقنيات على التخطيط الدقيق فى هذا الشأن.
وأشارت وزيرة البيئة إلى إنشاء تطبيق الخريطة التفاعلية لمخاطر التغيرات المناخية على مصر، والذي يتنبأ بالتهديدات المناخية على مصر حتى عام 2100، بما يوفر المعلومات المناخية اللازمة لدعم عمليات التخطيط التنموي لكل قطاعات الدولة، وغيرها من الأنظمة والتطبيقات التكنولوجية التي تعمل الوزارة على تعظيم الاستفادة منها.
أطلس المدن المصرية المستدامة
وتطرقت وزيرة البيئة إلى مبادرة "أطلس المدن المصرية المستدامة"، والتي تم إطلاق المرحلة الأولى منها ضمن فعاليات المنتدي الحضري العالمي، مشيرة إلى أن تنفيذ تلك المبادرة بالتعاون مع البنك الدولى كما أنها تعد نتاج عمل تشاركي بين كل الوزارات المعنية والمراكز البحثية، وساعدت على تنمية القدرات الوطنية وربط الأفكار والأبعاد المختلفة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية.
ونوهت بأن وزارة البيئة عملت على جزء الاستدامة البيئية به والذي ينبع من مفهوم التنمية المستدامة، والوقوف على استخدامات الموارد الطبيعية ومدى توازنها وتحديد ذلك طبقا لطبيعة كل منطقة؛ حيث يبرز "أطلس المدن المصرية المستدامة"، التزام مصر بالتنمية الحضرية المستدامة والمرونة المناخية؛ وتستند هذه المبادرة إلى مبادرة المدن المصرية المستدامة، مع التركيز على الحوكمة.
ولفتت إلى أن التحول الرقمي هو الإداة الرئيسية للعالم التى تمكن المؤسسات لتتحول من مؤسسات تقليدية إلى مؤسسات تستطيع إنجاز عملها خلال فترة زمنية قصيرة بنتائج دقيقة حيث شهدت العقود الأخيرة طفرة في تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي، فضلًا عن التطور الملحوظ في برامج وتطبيقات التنبوء وغيرها من التطبيقات التي أسهمت في دعم عمليات التخطيط وإدارة المخاطر واتخاذ القرار في المجالات المختلفة.
كما أسهمت تلك التطورات التكنولوجية بصورة ملحوظة في المجالات البيئية المختلفة والتي يأتي في مقدمتها برامج الرصد البيئي، وأنظمة الإنذار المبكر، وتطبيقات النمذجة والتنبؤ، وغيرها من التطبيقات التي كانت لها آثار ملموسة في تطور عمليات صناعة واتخاذ القرار في المجال البيئي.
وتقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد بالشكر لكل القائمين على تنفيذ هذا التطبيق من شركة إيزري، وشركة ستراتجيزت مصر، والمجهود المبذول فى المنظومة الخاصة بالرصد والتأثيرات البيئية على التنوع البيولوجي.
وأكدت استمرار التعاون والعمل على إيجاد أنظمة أخرى لحماية البيئة وتساعد فى عملية التخطيط والاستجابة.
كما توجهت بالشكر لفريق عمل وزارة البيئة المشارك في إنشاء البرنامج من قطاع حماية الطبيعة والإدارة المركزية للمعلومات والتحول الرقمي بجهاز شئون البيئة، مؤكدةً مواصلة العمل الدءوب بجد وإخلاص من أجل رفعة مصرنا الحبيبة، كما أعربت عن تطلعها لتحقيق مزيد من النجاحات في مجال حماية البيئة، وتعزيز التحول الرقمي بما يخدم أهداف التنمية المستدامة، ويحقق رؤية مصر 2030 لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ومن جهته، أوضح المهندس حاسم حميدة الرئيس التنفيذى لشركة إزري شمال إفريقيا، أنه يتم اختيار المشروعات الفائزة بواسطة لجنة متخصصة يترأسها چاك دانجرموند رئيس ومؤسس شركة إزري العالمية بنفسه، ويُعلن عن أسماء المشروعات الفائزة اثناء المؤتمر السنوى العالمى لشركة إزري "Esri User Conference"، والذي يعد أكبر حدث دولي في العالم مخصص لنظم المعلومات الجغرافية، ويقام سنويًا في سان دييجو بالولايات المتحدة الأمريكية.