مريم فخرالدين.. حسناء الشاشة تزوجت 4 مرات ولم تعرف الاستقرار
تحلِّ علينا اليوم 3 نوفمبر ذكرى رحيل الفنانة مريم فخرالدين، التي تعد واحدة من أبرز أيقونات السينما، بوجهها الملائكي، وابتسامتها الساحرة، وصوتها الهادئ، حيث تربعت مريم على عرش الرومانسية، وحملت لقب "حسناء الشاشة"، إلا أن خلف هذه الصورة الرقيقة، كانت هناك حياة مليئة بالأسرار التي لم تكن معروفة للكثيرين.
بالتزامن مع ذكرى وفاة مريم فخرالدين، نُسلِّط الضوء على الوجه الآخر لها، ونتعرف على محطات في حياتها لم تكن ظاهرة للجمهور.
نشأتها وأصولها الأوروبية
ولدت مريم فخرالدين في 8 يناير 1933 لأب مصري وأم مجرية، حيث جمعت في ملامحها بين الجمال الشرقي والأوروبي، وكانت نشأتها في بيت شديد المحافظة، إذ نشأت على قواعد صارمة تحت إشراف والدتها، التي أصرَّت على تعليمها عدة لغات منذ الصغر، كالألمانية والفرنسية والإنجليزية والمجرية، ما ساعدها فيما بعد على أداء أدوار تتطلب اللغة الأجنبية في بعض الأفلام، ولكن هذه النشأة الصارمة أثرَّت على شخصيتها.
أسرار حياتها الزوجية ومحاولاتها للبحث عن السعادة
تزوجت مريم فخرالدين أربع مرات، حيث شكلت حياتها العاطفية محط اهتمام للكثيرين، لكن هذه الزيجات لم تكن كلها سعيدة، كان أول زواج لها من المخرج محمود ذوالفقار، وأنجبت منه ابنتها إيمان، إلا أن هذا الزواج لم يخلُ من الخلافات، واستمر زواجهما 8 أعوام، وتم الطلاق عام 1963.
وذكرت مريم في عدة حوارات أنها كانت تبحث عن الحب والاستقرار، لكن زواجها الأول أثر عليها نفسيًا، فكان شديد الغيرة عليها ويجبرها على عدم التعامل مع الرجال في العمل، حيث إنها تعرضت للضرب والقسوة منه.
وبعد 3 شهور من طلاقها من ذوالفقار، تزوجت من الدكتور محمد الطويل، وأنجبت منه ابنها محمد واستمر زواجهما 4 سنوات وتم الانفصال بينهما، ثم تزوجت من المطرب السوري فهد بلان، عام 1968 إلا أن زواجهما لم يدم طويلًا بسبب مشاكل أبنائها معه، وتم الطلاق أيضًا، وأخيرًا تزوجت من شريف الفضالي، وظلت معه فترة ثم تم الطلاق.
ورغم زواجها المتكرر، اعترفت مريم فخرالدين بأنها لم تعش حياة عائلية مستقرة، وأنها لطالما شعرت بالوحدة العاطفية، ما جعلها تتجه أكثر نحو فنها الذي كان ملاذها الحقيقي.
علاقتها بأبنائها
كانت مريم فخرالدين أمًا لطفلين: ابنتها "إيمان" من زواجها الأول، وابنها "محمد" من زواجها الثاني، ومع انشغالها في العمل وتعدد زيجاتها، اعترفت مريم بأن علاقتها بابنيها لم تكن سهلة، فكانت تُلقي باللوم على نفسها أحيانًا لعدم تمضية الوقت الكافي معهما، وواجهت صعوبات في الحفاظ على التوازن بين حياتها الفنية والأسرية.
وذكرت مريم فخرالدين في أحد لقاءاتها الإعلامية أنها اعتادت التعامل مع أبنائها عكس معاملة أسرتها التي كانت تفرض عليها الكثير من القيود، وبقي أبناؤها في حياتها مصدر سعادة ودعم، خاصة في سنواتها الأخيرة، حيث حاولت تعويضهم عن السنوات التي لم تكن فيها بجانبهم كما يجب.
مواقفها الجريئة وآراؤها الصريحة
لم تكن مريم فخرالدين تخشى قول رأيها بصراحة، وقد اشتهرت بتصريحاتها الجريئة التي أثارت الجدل، فقد أدلت بتصريحات جريئة عن الفنان عادل إمام بعدما أطلق عليه الجمهور لقب "الزعيم".
وقالت مستنكرة: "هل لأنه قدم مسرحية باسم الزعيم يصبح زعيمًا؟! إذن، هل كونه مثّل في فيلم بعنوان الهلفوت يجعله هلفوتًا؟!".
ووصفت مريم فخرالدين المخرج العالمي يوسف شاهين بأنه "أسوأ مخرج في العالم"، وذكرت أنها عملت معه في فيلم "شيطان الصحراء"، الذي وصفته بأنه من أسوأ أفلامها، مؤكدة: "لم أعترف به كمخرج على الإطلاق".
واعتبرت مريم فخرالدين أن لقب "سيدة الشاشة" لا يليق بالفنانة فاتن حمامة، متسائلة: "سيدة مين بالضبط؟"، ورأت أن شادية وسعاد حسني تتفوقان عليها، مشيرة إلى أن أدوار فاتن حمامة غالبًا ما تكون للضحية أو الفتاة الفقيرة، كما قارنت نفسها بها في فيلم "رد قلبي"، قائلة: "بالله عليكم، هل تستطيع فاتن أن تؤدي دور الأميرة إنجي في رد قلبي أو دوري في الأيدي الناعمة؟".
علاقتها الروحية وتوجهها نحو الدين
ذكرت مريم فخرالدين أن والدها كان مسلمًا، بينما كانت والدتها مجرية مسيحية، ما جعل الابنة تعيش فترة من حياتها بين ديانتين، الإسلام والمسيحية، حيث قامت والدتها بتسجيلها في المدرسة باسم "ماري فخري"، ما جعلها تتلقى دروسًا في الدين المسيحي، وتتعلم تقاليد وطقوس المسيحية وتصلي وفقها لسنوات، حتى اكتشف والدها الأمر وذهب الأب إلى المدرسة وأوضح للإدارة أن ابنته مسلمة، لتتوقف بعدها عن دراسة الدين المسيحي.
ولمدة طويلة، لم تكن مريم تعرف كيفية أداء الصلاة، ففي أحد لقاءاتها ذكرت أنها لجأت إلى الفنانة شادية لطلب المساعدة، فأرسلت لها كتاب "المسلم الصغير"، لكنها لم تتمكن من فهمه، حينها تدخل الشيخ محمد متولي الشعراوي بنفسه، واتصل بها ليساعدها في تعلم الصلاة، وحين أخبرته بصعوبة حفظ "التشهد"، سمح لها بقراءة الفاتحة في الصلاة إلى أن تمكنت من حفظه بالكامل.
وفاتها وذكراها الخالدة
رحلت مريم فخرالدين عن عالمنا في 3 نوفمبر 2014 بعد صراع مع المرض، إلا أن ذكراها ما زالت خالدة في قلوب محبيها وجمهورها، حيث تركت وراءها إرثًا فنيًا هائلًا وأعمالًا ستظل محفورة في ذاكرة السينما العربية، مثل "رد قلبي"، و"حكاية حب"، و"الأيدي الناعمة"، وغيرها من الأعمال التي أثبتت موهبتها.