زلازل إثيوبيا.. هل ضغط سد النهضة على "الأخدود العظيم"؟
لا تزال المخاوف تُحيط بـسد النهضة الإثيوبي، لتزداد يومًا بعد يوم، فالتقارير التي تحمل تحليلات لخبراء تكشف منذ بداياته عن عيوب فنية وإنشائية، حاولت معها "أديس أبابا" دومًا أن تتنصل من التزاماتها القانونية بمشاركة دول المصب في خطوات الإنشاء والملء، ليُصبح قنبلة موقوتة تهدد ملايين البشر لدول الجُوار.
الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وموارد المياه بجامعة القاهرة، كان من أبرز المُحذرين من مخاطر السد الإثيوبي، فكان بين تحذيراته أن يتم ملء السد بكامل سعته، خاصة أنه يقع فوق فالق إفريقيا العظيم، الذي يُعتبر مصدرًا للزلازل.
ارتفاع مُرعب للزلازل في إثيوبيا
الدكتور شراقي تحدث مُجددًا عن وقوع زلزالين جديدين في إثيوبيا، كانا بقوة 4.6 درجة، ليبلغ عدد الزلازل في إثيوبيا خلال 5 أسابيع فقط 11 زلزالًا، وهو ضعف ما كانت تشهده إثيوبيا سنويًا قبل ملء خزان سد النهضة، حيث كان متوسط الزلازل فيها طول العام 6 زلازل فقط، لكن منذ بدء العام 2022 بدأت هزات الأرض الإثيوبية تتغير بازدياد بات ملحوظًا، ففي العام 22 ارتفعت زلازل أديس أبابا إلى 12 خلال العام، وفي العام 2023 كان الأمر مُفزعًا بوصولها إلى 38 زلزالًا، واليوم وقبل شهرين من نهاية 2024؛ سجّلت إثيوبيا 29 هزة أرضية قبل 60 يومًا من نهاية العام، كان 11 هزة منها في الأسابيع الخمسة الأخيرة.
60 مليار متر مُكعب من المياه في خزان سد النهضة
60 مليار متر مُكعب من المياه في خزان سد النهضة الآن، بما يوازي 60 مليار طن أصبح ثِقلًا ضخمًا على الصفائح الأرضية بهذه المنطقة، وهو ما يُحذر منه الدكتور عباس شراقي، مؤكدًا أن ذلك يُدخل المنطقة في مرحلة الخطر من شبح الانهيار حال زيادة الهزات الأرضية ووقوعها قريبة من سد النهضة، لافتًا إلى أن التصميم الأمريكى الأصلي لسد النهضة، كان بتخزين 11.1 مليار م3 فقط.
هل ينهار سد النهضة؟
مخاطر انهيار سد النهضة لا تكمُن في الضغط الكبير الذي خلفته أطنان المياه الستين فوق الفالق الإفريقي العظيم، لكن خطرًا آخر يلوح في الأُفق من مغبة زيادة الأمطار التي تفوق المساحة الصغيرة الفارغة المتبقية من السد، والتي قد تستدعي وقتها إما فتح أبواب السد لتفريغ كميات مياه من الموجودة في الخزان لاستيعاب كميات جديدة، ووقتها ستكون كميات المياه المُفرّغة خطرًا جديدًا يكتسح ملايين البشر، أو انهيار السد، وسيكون هو الآخر خطر أكبر على دول الجوار.
ووفقًا لتصريحات سابقة أدلى بها أستاذ الجيولوجيا لـ"الدستور"، فإن منطقة شرق إفريقيا هي الأنشط زلزاليًا بسبب وجود أكبر فالق أرضي بها، وهو الأخدود الإفريقي العظيم، وهذا الإخدود يقسم الهضبة الإثيوبية إلى نصفين، وُهنا يُسمى الأخدود الإثيوبي.